قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأوكرانيين لموقع "أكسيوس" الأميركي، إن إسرائيل وافقت مؤخراً على تراخيص تصدير لاحتمال بيع أنظمة تشويش مضادة للطائرات المسيرة، يمكن أن تساعد أوكرانيا في مواجهة المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا خلال الحرب.
وجاءت الموافقة على تراخيص التصدير من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت ووزير الخارجية إيلي كوهين في منتصف فبراير الماضي، بينما كانت إسرائيل تُجري مراجعة بأمر من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لسياستها تجاه الحرب، وذلك وفقاً للمسؤولين الثلاثة. واكتملت هذه المراجعة ولكن لم يتم اتخاذ قرارات جديدة.
وأبلغ كوهين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالموافقة خلال رحلته إلى كييف في 15 فبراير.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأوكرانيون إنه تمت الموافقة على التراخيص لشركتين إسرائيليتين هما "إلبيت" و"رافائيل"، اللتان تطوران أنظمة مضادة للطائرات المسيرة.
"أنظمة تشويش"
كان مسؤول أوكراني ذكر لموقع "أكسيوس" أن وفداً من وزارة الدفاع الأوكرانية زار إسرائيل في الفترة الأخيرة للحصول على عرض تقديمي بشأن الأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، في وقت لم يتم توقيع أي اتفاق حتى الآن.
وأفاد الموقع أن الأنظمة التي اقترحت إسرائيل أن تشتريها أوكرانيا تستخدم الحرب الإلكترونية للتشويش على الطائرات المسيرة وإسقاطها، ويبلغ مداها حوالي 25 ميلاً، ويمكن وضعها بالقرب من محطات الطاقة أو المواقع المهمة الأخرى لحمايتها من الطائرات المسيرة.
وقال المسؤولون الأوكرانيون إن وزارة الدفاع الأوكرانية مهتمة بهذه الأنظمة، لكن يُنظر إليها على أنها ليست من أولوياتها، لأن أوكرانيا تمكنت من اعتراض الطائرات المسيرة بين 75 و90% من الوقت.
وأوضح مسؤول أوكراني: "ما نحتاجه حقاً هو نظام دفاعي ضد الصواريخ الباليستية".
وهذه هي المرة الأولى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من عام التي توافق فيها إسرائيل على تراخيص تصدير دفاعية لمبيعات أسلحة محتملة إلى أوكرانيا.
وحرصت إسرائيل على عدم تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، خشية أن تُؤدي مثل هذه الخطوة إلى توتر مع روسيا والإضرار بالمصالح الأمنية الإسرائيلية في سوريا.
"لا تغيّر في سياسة إسرائيل"
الحكومة الأوكرانية كانت زادت ضغوطها للحصول على مساعدة عسكرية إسرائيلية، بعد أن بدأت روسيا في استخدام طائرات هجومية مسيرة إيرانية الصنع خلال الحرب.
واعترفت إيران بأنها سلّمت بعض الطائرات المسيرة إلى روسيا قبل بدء الحرب، لكنها تنفي القيام بذلك بعد بدء الغزو، بينما تنفي روسيا استخدام طائرات مُسيّرة إيرانية الصنع خلال الحرب، على الرغم من الأدلة المتزايدة على عكس ذلك.
وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن الموافقة على تراخيص التصدير ليست تحولاً في السياسة الإسرائيلية، لأن الأنظمة دفاعية بطبيعتها، ولا تستخدم أي نيران حيّة يمكن أن تقتل الجنود الروس.
وذكرت وزارة الدفاع: "تساعد إسرائيل أوكرانيا في المجالات الدفاعية والمدنية. وتتم مراجعة كل طلب وفقاً لسياسة تصدير الدفاع إلى أوكرانيا".
وأوضحت: "نحن لا نخوض في تفاصيل ذلك لاعتبارات الأمن القومي والسياسة الخارجية".
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن أحد أسباب موافقة إسرائيل على التراخيص هو معرفة كيفية أداء أنظمة الدفاع ضد الطائرات الإيرانية المسيرة.
واشنطن تضغط
خلال يناير الماضي، قال 3 مسؤولين أميركيين وإسرائيليين إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت من إسرائيل مدها بصواريخ "هوك" قديمة مضادة للطائرات مخزنة لديها، من أجل نقلها إلى أوكرانيا.
وحسب ما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، ذكر المسؤولون أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" تواصلت مع وزارة الدفاع الإسرائيلية قبل ذلك، وطلبت أنظمة "هوك" المخزنة من أجل نقلها إلى كييف.
ولطالما رفضت إسرائيل معظم المطالب الأميركية والأوكرانية لتوفير أسلحة متطورة ودفاعية لأوكرانيا، بسبب مخاوف من أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تؤثر على التنسيق الإسرائيلي الروسي في سوريا، حيث تتمتع موسكو بنفوذ هائل، لكنها تسمح لإسرائيل بالعمل بحرية ضد النشاط الإيراني هناك.
اقرأ أيضاً: