الأسد يرحب بمزيد من القوات الروسية وبقائها في سوريا "بشكل دائم"

الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلته مع وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، موسكو. 16 مارس 2023 - screengrab
الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلته مع وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، موسكو. 16 مارس 2023 - screengrab
دبي-الشرق

قال الرئيس السوري بشار الأسد الخميس، إن دمشق سترحب بأي مقترحات من روسيا لإقامة قواعد عسكرية جديدة أو زيادة عدد قواتها في سوريا، معتبراً أن الوجود العسكري الروسي في بلاده لا يمكن أن يكون مؤقتاً، إذ أن وجودها في سوريا "له أهمية ويرتبط بتوازن القوى الدولية".

وأضاف الأسد، الذي يزور موسكو لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة مع وكالة "ريا نوفوستي" الروسية: "نحن نتحدث عن توازن دولي، وجود روسيا في سوريا له أهمية مرتبطة بتوازن القوى في العالم كدولة موجودة على البحر المتوسط".

وقال وفق مقاطع فيديو للمقابلة نشرتها "ريا نوفوستي" على قناتها في "تليجرام": "بالنسبة للقواعد العسكرية فهذا يعود لرؤية مشتركة بها جانب سياسي وجانب عسكري. من الناحية العسكرية لم يناقش هذا الموضوع، أما من الناحية السياسية، فإن النظرة مرتبطة بموضوع مكافحة الإرهاب، وهو أمر قائم حالياً ولكنه، مؤقت ولا يمكن للوجود العسكري الروسي في أي دولة أن يكون مبنياً على وجود مؤقت".

الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلته مع وكالة
الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلته مع وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، موسكو. 16 مارس 2023 - screengrab

 واعتبر الأسد أنه "لا يمكن للدول العظمى اليوم أن تحمي نفسها أو تلعب دورها من داخل حدودها، يجب أن تلعب هذا الدور من خارج حدوها عبر حلفائها أو من خلال قواعد".

وزاد: "إذا كانت هناك رغبة روسية في توسيع القواعد أو زيادة عددها وهذا موضوع لوجيستي وفني، فنعتقد أن توسيع الوجود الروسي في سوريا هو شيء جيد يخدم هذه الفكرة كما سيكون كذلك إذا كان في دول أخرى. نرى أن هذا الشيء قد يكون ضروري في المستقبل".

وأضاف: "إذا كنت ستبني قواعد فليس الهدف أن تكون القواعد ضيعفة من الناحية العسكرية، يفترض أن تكون القواعد.. لكي يكون لها تأثير بالردع أو التوازن، أن تسلح بأفضل الأسلحة. هذا هو الشيء الطبيعي والمنطقي سواءً كان ذلك صواريخ فرط صوتية أو أسلحة أكثر تقدماً. الآن أو في المستقبل. المبدأ واحد".

زيارة إلى موسكو

وبدأ الرئيس السوري، الأربعاء، زيارة إلى موسكو التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،  في ظل تكثيف الكرملين جهوده لتحقيق مصالحة بين أنقرة ودمشق.

وأشار الأسد عقب لقائه مع بوتين إلى مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي مع روسيا، مضيفاً أن زيارته شهدت مناقشة "ملفات هامة بين البلدين".

واعتبر الأسد أن نتائج الاجتماعات بين المسؤولين الروس والسوريين في اللجنة المشتركة مؤخراً، كانت الأفضل خلال السنوات الماضية"، معتقداً أن "النتائج التي توصلوا لها ستمهد لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي تقوم على أفكار عملية وليس مجرد بيانات".

وقال الأسد إن هذه الزيارة تشهد مناقشة الكثير من الملفات المهمة المطروحة أمام البلدين، مضيفاً: "صحيح أن اللقاءات بين المسؤولين لا تنقطع بمختلف المستويات، ولكن التغيرات الدولية التي حصلت خلال العام الماضي تتطلب منا أن نلتقي ونضع تصورات مشتركة للمرحلة المقبلة".

تأييد روسيا في أوكرانيا

وأعرب الأسد تأييده لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وقال في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" إن "النازيين في أوكرانيا بقيادة (الرئيس الأوكراني) فلاديمير زيلينسكي يحاربون روسيا نيابة عن الغرب".

وأشار إلى أنه يعتقد أن "الحرب العالمية الثالثة قائمة، لكن اختلف الشكل.. في السابق كانت الحرب العالمية هي حروب تقليدية، جيوش من عدة دول تعمل ضد عدة دول أخرى. الآن هذا الوضع قائم، ولكن بسبب الأسلحة المتقدمة، وخاصة السلاح النووي، فهناك قوة ردع عن الحرب التقليدية".

تابع بقوله: "لذلك تذهب الحروب باتجاه الحروب بالوكالة، ولذا زيلينسكي اليوم يخوض الحرب نيابة عن الغرب، مع جيشه بالطبع من النازيين. نفس الشيء يفعله الإرهابيون، فهم جيوش تعمل نيابة عن الغرب في سوريا وفي مناطق أخرى".

تواصل مستمر

بدوره، أشار الرئيس الروسي إلى أنه "على اتصال مستمر مع الأسد، وأن علاقات البلدين في تطور مستمر"، مضيفاً أن "العلاقات الاقتصادية لا تزال تتطور، حيث سجّل التبادل التجاري العام الماضي زيادة 7%".

وقال الرئيس الروسي إنه "بفضل جهودنا المشتركة والمساهمة الحاسمة للقوات المسلحة الروسية توصلت سوريا إلى إنجازات جسيمة في مجال مكافحة الإرهاب الدولي".

واعتبر بوتين أن دور الجيش الروسي في سوريا "يقدم الفرصة لإيصال الاستقرار في الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الداخلي، لكن للأسف الشديد اصطدم الشعب السوري بقضية خطيرة أخرى وأقصد مأساة الزلزال الأخيرة ما يُعقّد الأوضاع في البلاد".

وتأتي زيارة الأسد بالتزامن مع استضافة موسكو يومي 15 و16 مارس الحالي، اجتماعاً بشأن سوريا بين نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران وسوريا التي لم تتخذ قراراً بعد بالمشاركة في الاجتماع.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن نائب وزير الخارجية السوري أيمن سوسان، قوله إن "مسألة مشاركة سوريا في اللقاء الرباعي لا تزال قيد البحث".

وكانت مصادر دبلوماسية تركية اعتبرت، الاثنين، أن "اجتماع موسكو بمثابة جس نبض من أجل لقاء وزراء خارجية الدول الأربعة"، إضافة إلى "تبادل المجتمعين وجهات النظر بشأن الأجندة ومجالات التعاون التي من الممكن تناولها خلال لقاء الوزراء"، حسب ما ذكرت وكالة "الأناضول".

ولفتت المصادر إلى "استمرار تركيا في إطلاع المعارضة السورية والتشاور معها سواء فيما يخص اللقاءات الثلاثية مع روسيا والمسؤولين السوريين أو الاجتماع الرباعي".

 

تصنيفات