غضب روسي من قرار "الجنائية الدولية" ضد بوتين.. وبايدن: ارتكب جرائم حرب

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث للصحفيين في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن. 17 مارس 2023 - Bloomberg
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث للصحفيين في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن. 17 مارس 2023 - Bloomberg
دبي/ واشنطن/ موسكو-الشرقوكالات

سادت حالة من الغضب في روسيا بسبب القرار الصادر من المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اتهمه الرئيس الأميركي جو بايدن بارتكاب جرائم حرب، معتبراً أن قرار المحكمة "له ما يبرره".

ودعت المحكمة، الجمعة، للقبض على بوتين للاشتباه في مسؤوليته عن ترحيل أطفال ونقل أشخاص دون سند قانوني من أوكرانيا إلى روسيا منذ غزو موسكو لها في 24 فبراير 2022.

ورغم أن الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوكرانيا ليست أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، قال بايدن للصحفيين: "من الواضح أنه ارتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى بوتين. وأضاف في إشارة إلى مذكرة الاعتقال "أعتقد أن هذا مبرر".

وقال بايدن إنها "تقدم نقطة قوية للغاية" لاستدعاء الزعيم الروسي لأفعاله في الأمر بغزو أوكرانيا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن الولايات المتحدة خلصت بشكل منفصل إلى أن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا وإنها تدعم محاسبة مرتكبي جرائم الحرب.

وأضاف: "ليس هناك شك في أن روسيا ترتكب جرائم حرب وفظائع بأوكرانيا، وأوضحنا أنه تجب محاسبة المسؤولين.. توصل إلى هذا القرار مدعي المحكمة الجنائية الدولية بشكل مستقل بناء على الحقائق المعروضة عليه".

ويُلزم تحرك المحكمة الجنائية الدولية الدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 123 باعتقال بوتين ونقله إلى لاهاي لمحاكمته إذا وطئت قدمه أراضيها.

وذكر تقرير مدعوم من الولايات المتحدة أعده باحثون في جامعة ييل، الشهر الماضي، أن روسيا احتجزت ما لا يقل عن ستة آلاف طفل أوكراني في ما لا يقل عن 43 معسكراً ومنشأة ضمن "شبكة ممنهجة واسعة النطاق".

غضب روسي

ونفت موسكو مراراً الاتهامات بارتكاب قواتها فظائع أثناء غزوها. وقال الكرملين إن قرار المحكمة الجنائية الدولية "لاغٍ وباطل".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الأسئلة التي طرحتها المحكمة الجنائية الدولية "شائنة وغير مقبولة"، لكنه أشار إلى أن روسيا، مثل العديد من الدول الأخرى، لا تعترف بالولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية، وبناء على ذلك، فإن أي قرارات من هذا النوع تعتبر لاغية وباطلة بالنسبة لروسيا الاتحادية، من الناحية القانونية.

ورداً على سؤال عما إذا كان بوتين يخشى الآن السفر إلى دول تعترف بالولاية القضائية للمحكمة وربما تحاول بالتالي إلقاء القبض عليه، قال بيسكوف للصحفيين: "ليس لدي ما أضيفه بشأن هذا الموضوع.
هذا كل ما نريد قوله".

وكررت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أقوال بيسكوف، قائلة إن "قرارات المحكمة الجنائية الدولية ليس لها قيمة بالنسبة لبلدنا، حتى من الناحية القانونية. روسيا ليست طرفاً في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ولا تتحمل أي التزامات بموجبه".

وأضافت: "من كان يظن قبل 15 عاماً أن رعاية الأطفال وإنقاذهم ومساعدتهم سيصبح جريمة جنائية في الغرب".

أما رئيس البرلمان الروسي فياتشيسلاف فولودين، الذي يوصف بأنه حليف مقرب من بوتين، فكتب على تليجرام: "أيها الأمريكيون، ارفعوا أيديكم عن بوتين!"، واصفاً الخطوة بأنها دليل على "الهستيريا" الغربية. وأضاف: "نعتبر أي هجوم على رئيس روسيا بمثابة عدوان على بلدنا".

وكتب دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على حسابه باللغة الإنجليزية على "تويتر": "أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضد فلاديمير بوتين.. ليست هناك حاجة لتوضيح مكان استخدام هذه الوثيقة"، وأضاف "أيقونة ورق التواليت".

المحكمة تموت

من جانبه، اتهم المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا المحكمة الجنائية الدولية بـ"ممارسة العدالة الزائفة باعتبارها دمية في يد الغرب".

وقال في تصريحات نقلتها وكالة تاس الروسية إن "هذه المحكمة الدولية المنحازة والمسيّسة وغير الكفؤة أثبتت مرة أخرى دونيتها.. المحكمة الجنائية الدولية هي دمية في أيدي الغرب الجماعي، ومستعدة دائماً لممارسة العدالة الزائفة بانتظام".

وقال نيبينزيا: "من المثير للسخرية بشكل خاص أن القرارات غير المهمة من الناحية القانونية (مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) تم الإعلان عنها عشية الذكرى العشرين للغزو الأمريكي غير القانوني للعراق، حيث كان للمحكمة الجنائية الدولية الاختصاص القضائي، لكنها لم تفعل شيئاً لتقديم الجناة المسؤولين إلى العدالة".

وأشار الممثل الروسي الدائم إلى أن "روسيا ليست طرفاً في نظام روما الأساسي. وليس للمحكمة الجنائية الدولية ولاية قضائية على روسيا ومواطنيها. إننا نعتبر أي وثائق صادرة عن هذه الهيئة غير قانونية وباطلة".

وأضاف: "بكل المؤشرات، شرعت المحكمة الجنائية الدولية بالفعل في مسار التصفية الذاتية، وفي المقام الأول عندما يتعلق الأمر بالسلطة والاعتراف الدولي، لسنا وحدنا في هذا الحكم. اسمحوا لي أن أقتبس من مساعد الرئيس الأمريكي للأمن القومي عام 2018 جون بولتون قوله: "سنترك المحكمة الجنائية الدولية تموت من تلقاء نفسها. بعد كل شيء، لجميع النوايا والأغراض، المحكمة الجنائية الدولية لم تعد موجودة".

الحرب العالمية الثالثة

وحذر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش من أن العالم يقترب من حرب عالمية ثالثة، وقال في تصريحات نقلتها وكالة تاس الروسية: "أنا آسف لأنني أتحدث اليوم بنبرة مختلفة تماماً ولغة مختلفة. ربما لأنني خائف قليلاً بسبب كل ما يحدث. لا نهاية لهذا الجنون. كان الأمر على هذا النحو قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية. لا أريد أن أكون الشخص الذي يتنبأ ويخمن ما سيحدث، لكنني أخشى أن يكون هذا هو الوضع الآن".

وقال فوتشيتش: "بهذا (قرار المحكمة الجنائية الدولية)، أظهر الغرب أنه سيصل إلى النهاية وليس قلقاً للغاية بشأن تصعيد محتمل للنزاع (في أوكرانيا). كما يشير إلى أن الغرب يريد ممارسة ضغوط إضافية على جميع أولئك الذين لم يعارضوا روسيا بشدة".

وأشار إلى أن نتائج الضغط الغربي واضحة بالفعل على الساحة الدولية، ووفقاً له، فإن الغرب "يرسل إشارة" إلى جميع الدول التي تنوي التعاون مع روسيا ورئيسها مفادها أن "هذا ستترتب عليه عواقب وخيمة للغاية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات