هجوم صاروخي جديد يستهدف قاعدة أميركية بسوريا.. وبايدن يحذّر إيران

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي بأوتاوا مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. 24 مارس 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحافي بأوتاوا مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. 24 مارس 2023 - REUTERS
واشنطن/ دبي- الشرقأ ف برويترز

حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إيران من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات قوية لحماية الأميركيين، بعد أن شنّ الجيش الأميركي ضربات جوية على قوات مدعومة من إيران رداً على هجوم
أسفر عن سقوط متعاقد أميركي وإصابة خمسة جنود أميركيين.

وبعد يوم واحد فقط من الهجوم على قوات أميركية في سوريا حمّلت واشنطن المسؤولية فيه على طائرة مسيرة إيرانية المنشأ، قالت مصادر إن هجوماً صاروخياً جديداً استهدف قاعدة أميركية أخرى في شمال شرقي سوريا.

وقال مسؤولون أميركيون إن جندياً أميركيا آخر أصيب بجروح مساء الجمعة في أحدث تبادل للهجمات
بين قوات تدعمها إيران والقوات الأميركية بسوريا، ليرتفع بذلك عدد الجنود الذين أصيبوا إلى 6 بالإضافة إلى سقوط متعاقد أميركي. 

كما أفادت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، نقلاً عن مصادر، ليل الجمعة السبت، بأن القوات الأميركية في شرق سوريا تعرضت لقصف صاروخي من جماعات تابعة لإيران.

"لا نسعى لصراع مع إيران"

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إنه أمر بـ"الرد الفوري" على الهجمات التي نفذتها مجموعة تابعة لإيران ضد منشأة أميركية في سوريا، مشيراً إلى أن "واشنطن لا تسعى لصراع مع طهران"، وذلك بالتزامن مع تهديد قوات موالية لإيران بـ"الرد" على أي ضربات أميركية أخرى.

وأضاف بايدن في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: "لا تخطئنّ الظنّ، الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنّها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها".

وتابع الرئيس الأميركي: "لقد تلقيت إفادة من فريق الأمن القومي بتعرض منشأة أميركية في سوريا لهجوم من قبل مجموعة مدعومة من إيران، ما تسبب بوقوع خسائر"، لافتاً إلى أنه أمر فريق الأمن القومي بـ"الرد الفوري" على الهجوم.

وقد تؤدي أحدث أعمال العنف إلى زيادة التدهور في العلاقات المتوترة بالفعل بين واشنطن وطهران وسط تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى وتزويد روسيا بطائرات مسيرة إيرانية لاستخدامها في غزو أوكرانيا.

ونادراً ما يسقط ضحايا في صفوف القوات الأميركية المتمركزة في سوريا على الرغم من استهدافها بطائرات مسيرة في كثير من الأحيان.

ولقي 14 عنصراً تابعين لجماعة موالية لإيران، حتفهم جرّاء ضربات جوية "دقيقة" أعلن الجيش الأميركي تنفيذها في شرق سوريا، الجمعة، ردّاً على هجوم بطائرة مسيّرة (إيرانية المنشأ) أسفر عن سقوط متعاقد أميركي وجرح 6 آخرين- حالتهم مستقرة، حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون".

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنّه بتوجيهات من جو بايدن أذنت "لقوات القيادة المركزية الأميركية بشنّ ضربات جوية دقيقة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني".

وطالت الضربات الأميركية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، مواقع عدّة في شرق سوريا، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدّى الى تدميره بالكامل وسقوط 6 من عناصرها.

من جانبها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، حليفة الولايات المتحدة، أنّ مدنيين أصيبا في القصف الصاروخي.

"الرد على ضربات أميركية"

وفي المقابل، قالت قوات موالية لإيران بسوريا في بيان نقلته وكالة "رويترز"، الجمعة، إن لديها "اليد الطولى" للرد على أي ضربات أميركية أخرى على مواقعها.
              
وأضاف البيان، الذي وقع عليه المركز الاستشاري الإيراني في سوريا، أن "الضربات الأميركية خلفت ضحايا وجرحى من المقاتلين"، دون تحديد جنسياتهم، مشيراً إلى أن "لديهم القدرة على الرد في حال تم استهداف المراكز والقوات التابعة لهم على الأراضي السورية".

ويقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان وجود نحو 15 ألف عنصر من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في دير الزور الغنية بالنفط، وتحديداً في المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مروراً بالميادين.

وتقود واشنطن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، وينتشر 900 جندي أميركي ضمن قوات التحالف في مناطق سيطرة مجموعات كردية، ويتواجدون في قواعد عدة في محافظة الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال) ودير الزور (شرق).

وتشكل واشنطن الداعم الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري الوحدات الكردية، التي قادت معارك على جبهات عدّة ضد تنظيم "داعش"، وأعلنت في مارس 2019 دحره داخل آخر معاقله.

وتتعرّض قواعد للتحالف والقوات الأميركية بشكل دائم لاستهداف عبر طائرات مسيّرة وبصواريخ، تقف خلفها مجموعات موالية لطهران حيناً وخلايا تابعة لتنظيم "داعش" حيناً آخر.

وسبق للولايات المتحدة أن استهدفت مواقع تابعة لمجموعات موالية لطهران، ففي أغسطس الماضي، أمر بايدن بشن ضربات انتقامية مماثلة في محافظة دير الزور بعدما استهدفت طائرات مسيّرة عدة موقعًا لقوات التحالف من دون أن تتسبب في أي إصابات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات