أطلقت إسرائيل نسخة جديدة من قمر "أوفيك" الاصطناعي الاستطلاعي الأربعاء، قائلة إنه سيعزز من مراقبتها للمنطقة على مدار الساعة في وقت تستعد فيه لمواجهة محتملة مع إيران.
والقمر "أوفيك-13" من إنتاج شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية المملوكة للدولة وهو الأحدث في سلسلة من الأقمار الاصطناعية محلية الصنع أُطلق أولها إلى الفضاء عام 1988.
وتم إطلاق القمر الاصطناعي على صاروخ "شافيت" الإسرائيلي الصنع، فوق البحر المتوسط في مسار إطلاق صوب الغرب عادة ما تستخدمه إسرائيل خشية وقوع تكنولوجيا حساسة في يد دول معادية لها في الشرق الأوسط إذا تعطل الصاروخ.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن عملية الإطلاق إلى الفضاء تمت بنجاح، إذ دخل القمر الاصطناعي مداره حول الأرض، وبدأ في إرسال البيانات بعدما تم الانتهاء من سلسلة الفحوصات التي كانت ضمن خطة الإطلاق الأصلية.
ولفتت الوزارة إلى أن المهندسين سيواصلون إجراء الفحوصات المخطط لها مسبقاً لأنظمة القمر الاصطناعي، قبل أن يبدأ "نشاطه التشغيلي الكامل في المستقبل القريب".
وبعد دخوله حيز التشغيل، سيتم تسليم التحكم في القمر الاصطناعي إلى "الوحدة 9900" التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية. وهي الوحدة مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخبارية المصورة، من خلال الصور الجوية والفضائية.
قدرات تجسس عالية
ولم تشر وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيانها بشكل واضح إلى مهام القمر الاصطناعي الجديد، فيما نقل البيان عن وزير الدفاع يوآف جالانت القول إن "إسرائيل من الدول القلائل التي تتوفر على هذه القدرات (..) وسنواصل تعزيز قدراتنا بمواجهة مختلف التحديات".
وقال بوعاز ليفي الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية إن "أوفيك-13 هو الأكثر تطوراً من نوعه بقدرات مراقبة فريدة عن طريق الرادار وسيتيح جمع المعلومات أياً كانت أحوال الطقس وظروف الرؤية".
وأضاف ليفي: "من الآن فصاعداً ، ستكتسب إسرائيل قدرات استخباراتية غير مسبوقة"، مضيفاً أن القمر الاصطناعي الجديد "يعزز التفوق الاستخباراتي العسكري الإسرائيلي".
إلى ذلك، أشار قائد "الوحدة 9900" التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية إلى أن "نجاح الإطلاق له معاني عديدة بالنسبة لمنظومة الدفاع بشكل عام والوحدة 9900 بشكل خاص، ولمكانتها كقوة فضائية إقليمية ودولية".
وأضاف: "سيواصل جنود وقادة الوحدة العمل ليل نهار لضمان نجاح عمليات القمر الاصطناعي وتوفير صورة استخبارية عملياتية كاملة".
من جانبه، قال رئيس إدارة الفضاء في مديرية البحث والتطوير الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع، آفي بيرجر إن "أوفيك -13 يتوفر على قدرات هي من بين الأكثر تقدماً من نوعها في العالم"، مشيراً إلى أنه قادر على التقاط صور استخباراتية دقيقة في الليل كما في ضوء النهار، "وسيحسن بشكل كبير من قدرات دولة إسرائيل الاستخباراتية في الفضاء، لسنوات قادمة".
ولفت إلى أن الاختبارات الفنية على القمر الاصطناعي ستنتهي قريباً، ورجح إرسال الصور الأولى التي يأخذها القمر الاصطناعي في غضون أسابيع.
أسطول أوفيك
وينضم القمر الاصطناعي الجديد "أوفيك-13" إلى أسطول من أقمار التجسس الإسرائيلية من عائلة "أوفيك"، التي تم إطلاقها على مدى العقدين الماضيين، وكان أحدثها أوفيك-16 الذي تم إطلاقه في 2020.
وكانت إسرائيل، قد أطلقت القمر الاصطناعي الأول من العائلة "أوفيك- 1" في العام 1988، ومن ثم توالى إطلاق الأقمار الاصطناعية التجسسية إلى حين تم إطلاق القمر الاصطناعي "أوفيك- 11" في العام 2016، و"أوفيك -16" عام 2020.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عقب إطلاق "أوفيك-16" عام 2020، إن المهمة الرئيسة للقمر الاصطناعي تكمن في مراقبة أنشطة إيران النووية.
ولطالما أكّدت إسرائيل أنها ستعمل جاهدةً لمنع إيران من امتلاك أسلحة ذرية. وتنفي طهران أن يكون لبرنامجها النووي أي أوجه عسكرية.
مواجهة محتملة مع إيران
يأتي إطلاق القمر الاصطناعي الجديد بالتزامن مع تقارير تفيد بأن إسرائيل أبلغت واشنطن ودولاً أوروبية باستعدادها لهجوم محتمل على إيران، إذا خصبت اليورانيوم إلى درجة نقاء فوق مستوى 60%.
وأفاد موقع "أكسيوس" الأسبوع الماضي نقلاً عن مسؤول إسرائيلي بارز، لم يذكر اسمه، بأن "إسرائيل أبلغت إدارة بايدن وعدة دول أوروبية، أن إيران ستدخل منطقة خطرة قد تؤدي إلى ضربة عسكرية إسرائيلية إذا خصبت اليورانيوم فوق مستوى 60%".
وذكر الموقع نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن الحكومة الإسرائيلية تواصل الاستعداد لضربة عسكرية محتملة ضد إيران.
وفي ظل توقف المفاوضات مع القوى العالمية بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، تقول قوى غربية إن إيران أحرزت تقدماً في تقنيات قد تمكنها من صنع قنبلة. وتنفي طهران أي مسعى من هذا القبيل.
وترفض إسرائيل تأكيدات إيران بأن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، وقالت إنها ستتخذ أي خطوات ضرورية لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.
وعلى مدى أكثر من عقد، وجهت إسرائيل تهديدات بمهاجمة المنشآت النووية لإيران، بحال وصلت دبلوماسية القوى العالمية مع طهران إلى طريق مسدود.
ومع ذلك، يشكك بعض الخبراء، وفقاً لـ"رويترز"، في أن إسرائيل تمتلك القوة العسكرية اللازمة لإلحاق أضرار دائمة بالأهداف الإيرانية البعيدة والمتفرقة في أماكن مختلفة، التي تتمتع بحماية جيدة.
اقرأ أيضاً: