قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الخميس، إن مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، مرهون بدرجة كبيرة، بموقف بكين حيال "حرب بوتين" في أوكرانيا، وذلك في خطاب أمام مركز أبحاث في بروكسل.
وأضافت فون دير لاين، التي تتوجه الأسبوع المقبل إلى بكين، برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "علينا أن نكون صريحين: الطريقة التي ستستمر فيها الصين بالتصرف حيال حرب بوتين (الرئيس الروسي فلاديمير) ستشكل عاملاً حاسماً في مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين".
وأوضحت أن الصين عليها أن تلعب دوراً في الضغط من أجل تحقيق "سلام عادل" في أوكرانيا، مشددة على أن دورها في الصراع سيكون حيوياً في تشكيل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وتابعت: "أي خطة سلام من شأنها تثبيت عمليات الضم الروسية هي ببساطة ليست خطة قابلة للتطبيق. علينا أن نتحلى بالصراحة بشأن هذه النقطة".
وتزامناً مع ذكرى مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، نشرت الحكومة الصينية مقترحاً من 12 بنداً دعت فيه كلاً من موسكو وكييف إلى استئناف مفاوضات السلام، لكن الولايات المتحدة وأوروبا لا تزال مشككتين بقدرة بكين على لعب دور وسيط.
وقالت فون دير لاين: "بعيداً عن الانزعاج من الغزو الوحشي وغير القانوني لأوكرانيا، يحافظ الرئيس شي على صداقته غير المحدودة مع روسيا بوتين".
ويزور رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بكين حالياً. وبعد المستشار الألماني أولاف شولتز في نوفمبر أصبح ثاني مسؤول في دولة داخل الاتحاد الاوروبي يزور الصين منذ بدء فيروس كورونا قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وسيستغل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "زيارة الدولة"، التي سيقوم بها إلى الصين بين 5 و8 أبريل المقبل، لـ"العمل" مع نظيره الصيني شي جين بينج على "عودة السلام" في أوكرانيا، بحسب بيان صادر عن قصر الإليزيه، الجمعة.
قمة أوروبية صينية
وأفادت مصادر دبلوماسية أنه يجري التحضير لعقد قمة أوروبية صينية في بكين من غير أن يحدد أي تاريخ حتى الآن، على أن يشارك فيها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل الذي استقبله شي جين بينج في ديسمبر، مع رئيسة المفوضية الأوروبية.
ورأت فون دير لاين أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والصين هي من "الأكثر تعقيداً وأهمية" في العالم، لكنها أصبحت برأيها "أكثر تباعداً وأكثر صعوبة" خلال السنوات الأخيرة.
وشددت على أن "علاقتنا أكثر أهمية من أن تعرَّض للخطر من خلال عدم تحديد الشروط لعلاقات سليمة".
لكنها اعتبرت أن "الصين أصبحت أكثر قعماً في الداخل وأكثر هجومية في الخارج" مذكرة بأن شي جين بينج طلب من الصينيين أن "يستعدوا للكفاح".
وقالت إن "هدف الحزب الشيوعي الصيني تغيير النظام العالمي وجعل الصين محوره".
وأضافت "لا يجب أن ننفصل عن الصين، لكن علينا الحد من المخاطر".
وعددت القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية للاتحاد الأوروبي والمخاطر التي قد تترتب عن تبعية كبيرة للصين ولا سيما على صعيد المواد الأولية الضرورية للتكنولوجيات الجديدة النظيفة.
وختمت "علينا أن نستعد لإعادة تركيز سياستنا على الرهانات الأهمّ وعلينا تكييف إستراتيجيتنا بمواجهة الصين على ضوء كيفية تطور الحزب الشيوعي الصيني".
اقرأ أيضاً:
