عكس الإجماع الغربي.. اليابان تشتري النفط الروسي فوق السقف السعري

ناقلة الغاز الطبيعي المسال "LNG" تتجه نحو محطة طاقة في فوتسو شرق طوكيو باليابان. 13 نوفمبر 2017 - REUTERS
ناقلة الغاز الطبيعي المسال "LNG" تتجه نحو محطة طاقة في فوتسو شرق طوكيو باليابان. 13 نوفمبر 2017 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الأحد، إن اليابان، أحد أقرب الحلفاء إلى الولايات المتحدة، تشتري النفط الروسي فوق السقف السعري الذي قررته مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، في خروج عن الاتفاق الذي أُقر داخل المجموعة، لمعاقبة روسيا بعد غزوها أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة أن اليابان تمكنت من إقناع الولايات المتحدة بمنحها إعفاءً من الحظر على واردات النفط الروسي، لحاجتها إلى الوصول إلى منتجات الطاقة الروسية.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن التنازل الأميركي يظهر اعتماد طوكيو على الوقود الأحفوري الروسي، إذ نقلت عن محللين قولهم إنه ساهم في تردد طوكيو في دعم أوكرانيا بشكل أكبر في حربها مع روسيا.

وبينما قلّصت العديد من الدول الأوروبية اعتمادها على إمدادات الطاقة الروسية، وحظرت مجموعة السبع والولايات المتحدة واردات النفط الروسي، كثّفت اليابان مشترياتها من الغاز الطبيعي الروسي خلال العام الماضي.

واليابان هي العضو الوحيد في مجموعة السبع الذي لم يقدم أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، وكان رئيس وزرائها فوميو كيشيدا آخر زعماء المجموعة الذين زاروا كييف.

خروج عن جهود الوحدة الغربية

واشترت اليابان في يناير وفبراير الماضيين 748 ألف برميل نفط بقيمة 6.9 مليار ين، وهو ما يترجم إلى 52 مليون دولار، ما يعني 70 دولاراً للبرميل، أي بسعر أعلى من السقف السعري بـ10 دولارات.

وتُصدر روسيا ملايين البراميل يومياً، ما يجعل المشتريات اليابانية نسبة ضئيلة للغاية من المبيعات الروسية.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه فيما تبقى مشتريات النفط اليابانية، التي سمحت بها الولايات المتحدة، "ضئيلة"، إلا أنها تشكل كسراً للجهود الموحدة التي تقودها الولايات المتحدة لفرض سقف سعري (60 دولاراً) لبراميل النفط الروسي.

ومنحت دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي استثناء لليابان من السقف السعري حتى 30 سبتمبر، لمشتريات النفط الروسي عبر خط "سخالين-2".

وقال مسؤول بوزارة التجارة والاقتصاد الياباني، إن طوكيو أردات ضمان الوصول إلى المنتج الأساسي لمشروع "سخالين-2" وهو الغاز الروسي، والذي يتم تسييله وشحنه إلى اليابان.

وقال: "فعلنا هذا وعيننا كانت على إمدادات مستقرة من الطاقة إلى اليابان".

وأضاف أن كميات صغيرة من خام النفط يتم استخراجها من خط "سخالين-2" بجانب الغاز الطبيعي، ويجب بيعه لضمان استمرار عمليات تسييل الغاز. ولفت إلى أن السعر يتم تحديده عبر مفاوضات بين الأطراف.

اليابان عكس ألمانيا

وتشكل واردات الغاز الطبيعي الروسي نحو 1 على 9 من إجمالي الوارادات اليابانية، ويأتي أغلبها من خط "سخالين-2"، وكانت الكميات المشتراة من قبل طوكيو العام الماضي، أزيد بنحو 4.6% عن العام الماضي.

ويأتي هذا بعكس ألمانيا التي كانت تعتمد على روسيا لتوفير 55%من احتياجاتها من الغاز الطبيعي قبل الحرب، ونجحت في تجاوز انقطاع كامل للواردات الروسية، عبر إعادة هيكلة البنية التحتية لوارداتها.

ونما الاقتصاد الألماني العام الماضي بأسرع من نمو اليابان، بعكس توقعات بتسبب انقطاع الغاز الروسي بركود في ألمانيا.

وقال الأستاذ بجامعة تيمبل في اليابان حيمس براون: "الأمر ليس أن اليابان لا يمكنها العيش من دون تلك الإمدادات. يمكنهم ذلك، ولكن ببساطة هم لا يريدون فعل ذلك".

أسهم يابانية في "سخالين-2"

وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن شركتا "ميتسوي" و"ميتسوبيشي" اليابانيتين، تملكان حصة تبلغ 22.5% في خط "سخالين-2".

وقالت إن الشركتين نجحتا في الحفاظ على حصتيهما بدعم من طوكيو، حين قامت الحكومة الروسية بإعادة هيكلة المشروع، وتنصيب مشغل روسي له.

ولا تملك اليابان أي صناعة للوقود الأحفوري على الإطلاق، وتعتمد بشكل كلي على الغاز الطبيعي المستورد، والفحم لتوليد أغلب الكهرباء.

وقال مسؤولون يابانيون إن اليابان "ستهزم نفسها" إذا ما تخلت عن الغاز الطبيعي المسال، لأن روسيا قد تبيع هذا الغاز إلى الصين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات