أعلنت بولندا، الاثنين، تسليم أوكرانيا أولى الطائرات المقاتلة من طراز "MiG-29" التي سبق أن وعدت بها، بعد إعلان مماثل صدر عن سلوفاكيا أواخر مارس الماضي، مشيرةً إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيزور البلاد في 5 أبريل الجاري.
وقال المستشار في الرئاسة البولندية مارسين برجيتش لإذاعة "RMF" الخاصة إنه "تم إرسال عدد من طائرات MiG" مشيراً إلى أنها "مفيدة لأوكرانيا للدفاع عن أمننا جميعاً".
وتوقع برجيتش أن "يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بولندا في الخامس من أبريل الجاري"، لافتاً إلى أن الزيارة "رسمية وستتم بناء على دعوة من الرئيس (أندريه) دودا".
وسيلتقي زيلينسكي خلال الزيارة بنظيره البولندي أندريه دودا لـ"مناقشة القضايا المتعلقة بالتعاون الأمني والاقتصادي والزراعي، ومن ضمنها تلك المتعلقة بنقل الحبوب الأوكرانية عبر بولندا"، بحسب برجيتش.
وأعرب برجيتش عن إرادة بلاده بأن يكون "جدول الأعمال كاملاً قدر الإمكان"، مضيفاً: "نحن نهيئ عدداً من العناصر التي ستجعل هذه الزيارة مميزة".
وسيوجه زيلينسكي في كلمة مقررة، مساء الأربعاء، في القصر الملكي في وسط العاصمة البولندية "بضع كلمات إلى البولنديين، في سياق ما حدث العام الماضي - حول مساعدة البولنديين لأوكرانيا واللاجئين (الأوكرانيين) عند الحدود، واستقبالهم في منازلهم أظن أن هذا هو الغرض من هذا الاجتماع"، بحسب برجيتش.
من المقرر أيضاً أن يجري محادثات مع رئيس الوزراء ماتيوس مورافيتسكي، فيما سبق للرئيس الأوكراني أن قام بزيارة واشنطن ولندن وباريس وبروكسل قبل وارسو.
4 طائرات
وأعلن الرئيس البولندي أندريه دودا منتصف مارس الماضي، أن بلاده تنوي إرسال 4 طائرات إلى أوكرانيا، ما جعل بولندا أول دولة عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" تتخذ مثل هذا القرار.
وتملك بولندا حالياً حوالي 15 طائرة من طراز "MiG" ورثتها من جمهورية ألمانيا الديموقراطية السابقة.
وبعد ذلك، أعلنت سلوفاكيا أنها أرسلت أول 4 مقاتلات "MiG-29" إلى أوكرانيا في 23 مارس، كما وعدت براتيسلافا بتسليم ما مجموعه 13 طائرة من هذا الطراز إلى كييف.
ورفضت أوكرانيا مؤخراً أن تؤكد لوكالة "فرانس برس" عدد طائرات "MiG-19" التي لا تزال في الخدمة، لكن تقريراً عن القوات الجوية في العالم لعام 2023 أصدره موقع "فلاي جلوبال" أواخر العام الماضي، أفاد أن هذا البلد يستخدم 43 طائرة.
وتطالب كييف حلفائها الغربيين بإرسال قاذفات مقاتلة حديثة، على أمل الحصول على "F-16" الأميركية.
تضارب التصريحات
وجاءت هذه التحركات وسط تطورات ميدانية تمثلت في إعلان طرفي الصراع روسيا وأوكرانيا تصريحات متضاربة بشأن السيطرة على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا.
ومنذ أشهر، تحاول مجموعة "فاجنر" والجيش الروسي السيطرة على باخموت وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية محدودة لكنها اكتسبت أهمية رمزية كبيرة بسبب طول مدة المعارك حولها.
وأعلن رئيس مجموعة "فاجنر" يفجيني بريجوجن، الأحد، أن قواته رفعت العلم الروسي فوق مبنى الإدارة، إلا أن الرئاسة الأوكرانية قالت إنه لا صحة على الإطلاق "لادعاءات" سيطرة روسيا على باخموت، وأن المدينة "لا تزال أوكرانية".
وذكر المتحدث باسم القيادة العسكرية الأوكرانية الشرقية سيرجي تشيريفاتي لـ"رويترز" أن المكان الذي رفعت فيه القوات الروسية علمها ليس معروفاً، وأنها زعمت زوراً الاستيلاء على المدينة.
وأضاف "لقد رفعوا العلم على مراحيض. رفعوه في مكان مجهول، علقوا قطعة قماش وقالوا إنهم استولوا على المدينة. حسناً، فلندَعهم يعتقدون أنهم استولوا عليها".
وأحرزت روسيا، التي تقول إنها ضمت ما يقرب من 20% من أراضي أوكرانيا، تقدماً في الأسابيع الأخيرة قرب باخموت، لكن هجومها الشتوي لم يسفر حتى الآن عن السيطرة الكاملة على المدينة.
وتقول روسيا إن الاستيلاء على باخموت سيكون خطوة نحو الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية المكوّنة من دونيتسك ولوجانسك، فيما تقول دول غربية إن القيمة الاستراتيجية لباخموت ضئيلة.
