الناتو يعلن ضم فنلندا.. وموسكو: تخلت عن هويتها وسنتخذ تدابير عسكرية

وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو (يسار) يسلم وثائق انضمام فنلندا إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (يمين) والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج (وسط) بمقر الحلف في بروكسل. 4 أبريل 2022 - AFP
وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو (يسار) يسلم وثائق انضمام فنلندا إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (يمين) والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج (وسط) بمقر الحلف في بروكسل. 4 أبريل 2022 - AFP
بروكسل/ دبي -وكالات

أصبحت فنلندا العضو الحادي والثلاثين في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الثلاثاء، الأمر الذي وصفه أمين الحلف ينس ستولتنبرج بأنه "مناسبة تاريخية"، فيما قالت روسيا إنها ستتخذ "تدابير عسكرية وتقنية" على حدودها الشمالية الغربية، رداً على التهديدات الناتجة عن هذه الخطوة.

وأقيمت في مقر الحلف ببروكسل، مراسم انضمام الدولة الإسكندنافية، التي تتشارك مع روسيا حدوداً بطول 1300 كيلومتر، لتصبح العضو الـ 31 في الحلف، ما زاد الطول الإجمالي للحدود بين روسيا والحلف بمقدار الضعف تقريباً.

وبعد تسليم وثائق الانضمام إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الوصيّ على المعاهدة التأسيسية للحلف الدفاعي، رُفع العلم الفنلندي في الفناء الرئيسي بمقر المنظمة في بروكسل بين علمَي إستونيا وفرنسا بحسب الترتيب الأبجدي.

واتهمت الخارجية الروسية، فنلندا، في بيان صحافي، بـ " التخلي عن هويتها الذاتية وأي استقلال ميزها في الشؤون الدولية لعقود"، وتوعدت بأن تعتمد روسيا "خطوات ملموسة" من أجل البناء الدفاعي على حدودها الشمالية الغربية.

كما قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الثلاثاء، إن انضمام فنلندا إلى الناتو وتحرك الحلف لزيادة استعداده القتالي يزيد من مخاطر نشوب صراع، وأشار إلى أن "بعض الطائرات العسكرية البيلاروسية قادرة الآن على حمل رؤوس نووية وصواريخ إسكندر (الأسرع من الصوت)".

وأوضح شويجو أنه "تم نقل أنظمة روسية إلى بيلاروس، والتي يمكن استخدامها لحمل صواريخ تقليدية أو نووية"، مضيفاً أن تدريب الأطقم البيلاروسية على إجراءات استخدام منظومة "إسكندر" بدأ، الاثنين، في روسيا لحماية دولة الاتحاد.

وأشار وزير الدفاع الروسي إلى أن الولايات المتحدة تدرس نقل صواريخ ATACMS بمدى يصل إلى 300 كيلومتر إلى كييف، لافتاً إلى أن "القوات الروسية تستهدف الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية المرسلة إلى أوكرانيا سواء في مواقع القتال أو أثناء نقلها".

الناتو: لا نهدف إلى صراع

في المقابل، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، الثلاثاء، إن انضمام فنلندا إلى الحلف "مناسبة تاريخية" تجعل منها دولة مستقلة وذات سيادة وأقوى مستقبلاً، مضيفاً: "الناتو لا يهدف إلى إثبات الصراع، لكنه يهدف إلى منع نشوب الصراعات مستقبلاً".

وذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يريد للناتو أن يتوسع، بل يريد العكس"، مضيفاً: "انضمت فنلندا اليوم، وقريباً ستنضم السويد أيضاً".

وعن تحذيرات روسيا من انضمام فنلندا، قال ستولتنبرج: "روسيا واصلت توسعها شمالاً على مدى التاريخ. بوتين مستعد لإستخدام قواته العسكرية لمهاجمة البلدان المجاورة لروسيا، رأينا ذلك في جورجيا عام 2008 وأوكرانيا العام الماضي. لذلك نستثمر بإمكانياتنا الدفاعية".

وتابع: "سنبحث مع الحلفاء ووزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا دعم كييف بإمدادات طارئة، كما سنبحث إمكانية إمدادها بأنظمة الدفاع الجوية على المدى الطويل. عندما نرى تقارباً صينياً روسياً، علينا أن نولي منظومتنا الدفاعية الاهتمام الأكبر".

ووصف ستولتنبرج انضمام فنلندا في الذكرى السنوية لإنشاء الحلف في الرابع من أبريل عام 1949 بأنه "مناسبة رائعة"، وأردف: "فحور جداً بالجهود المثمرة التي ساهمت بها خلال فترة وجودي أميناً عاماً للحلف. هذا مهم لنا ولفنلندا ولدول البلطيق (إستونيا وليتوانيا ولاتفيا). هذه ثمار سنوات من العمل ونرحب دائماً بانضمام الدول التي تؤمن بالديمقراطية". 

وستستفيد هلسنكي من الحماية التي يوفرها البند الخامس من ميثاق الحلف، الذي ينصّ على أنه إذا تعرضت دولة عضو لهجوم مسلح، فإن الدول الأخرى ستعتبر هذا العمل هجوماً مسلحاً موجهاً ضد كل الأعضاء وستتخذ الإجراءات التي تعتبر ضرورية لتقديم المساعدة للبلد المستهدف.

وقال ممثل إحدى الدول الأعضاء في الحلف: "تؤكّد فنلندا أنها قادرة على حماية حدودها ولا تطلب تعزيزات من الناتو، لكننا لا نعرف ما سيكون ردّ روسيا، إذا ضاعفت قواتها عند الحدود، سيتوجب علينا مراجعة انتشارنا".

دعم أوكرانيا  

وسيلتقي وزراء خارجية دول الحلف نظيرهم الأوكراني ديميترو كوليبا للبحث في "الدعم على المدى الطويل" الذي يمكن تقديمه لكييف. ونُظّم اجتماع لـ"لجنة حلف شمال الأطلسي-أوكرانيا" لهذا الغرض، رغم اعتراض المجر.

وحول ذلك، قال ستولتنبرج، الاثنين: "لا نعلم متى ستنتهي هذه الحرب، لكن حين يحدث ذلك، سيتعين علينا وضع ترتيبات حتى تتمكن أوكرانيا من ردع أي عدوان مستقبلاً".

وتابع: "لمواجهة كل هذه التحديات، من الضروري أن نستثمر أكثر في الدفاع. أتوقع من الحلفاء أن يلتزموا خلال قمة فيلنيوس في ليتوانيا (يوليو المقبل) بوعد استثماري جديد وطموح، مع اعتماد 2% من إجمالي ناتجهم المحلي كحد أدنى وليس كسقف".

ويلتقي أيضاً وزراء خارجية الناتو، نظيرهم الياباني، للبحث في وضع منطقة آسيا المحيط الهادئ والتحديات التي تطرحها الصين و"تحالفها مع روسيا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات