مخاوف إسرائيلية من تغير الموقف الأميركي بشأن "نووي إيران"

رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي خلال مؤتمر صحافي في قاعدة "رامشتاين" الجوية بألمانيا. 20 يناير 2023 - REUTERS
رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي خلال مؤتمر صحافي في قاعدة "رامشتاين" الجوية بألمانيا. 20 يناير 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

أزعجت تصريحات رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي، بشأن البرنامج النووي الإيراني، مسؤولين في وزارة الدفاع والمخابرات الإسرائيلية، ودفعتهم إلى طلب توضيحات من إدارة الرئيس جو بايدن.

وكشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، عن أن حديث ميلي عن التزام واشنطن بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي "ميداني" قد أزعج إسرائيل، ونقل الموقع عن أربعة مصادر إسرائيلية قولهم إن استخدام تعبير "ميداني" قد خلق لدى المسؤولين الإسرائيليين انطباعاً بأن الولايات المتحدة غيرت سياستها تجاه إيران، وإنها "ستتسامح مع امتلاك طهران لبرنامج أسلحة نووية".

وأوضح المسؤولون الإسرائيليون الأربعة أن كلمة "ميداني" جعلت المسؤولين الإسرائيليين يتساءلون بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح لإيران بتطوير سلاح نووي، طالما أنها لم تنشره على صاروخ أو أي نظام تسليم آخر.

وقال ميلي إن إيران تحتاج إلى أسبوعين لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع سلاح نووي، مضيفاً أن الأمر "سيستغرق منها عدة أشهر فقط لإنتاج سلاح نووي فعلي".

وأزعج ذلك التقييم أيضاً كبار المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية والموساد الذين يتعاملون مع الملف الإيراني، إذ أن عبارة "عدة أشهر" تشير إلى مدى زمني "أقصر بكثير" مقارنة بتقييم المخابرات الإسرائيلية، فضلاً عن قلق الإسرائيليين من عدم إبلاغ الولايات المتحدة لهم بهذا التقييم.

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون، أن بناء سلاح نووي سيستغرق من إيران ما بين عام إلى عامين.

توضيح الموقف

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله، إن مسؤولين إسرائيليين كبار من عدة وكالات تعمل في الملف الإيراني، اتصلوا بنظرائهم الأميركيين، وأعربوا عن قلقهم بشأن تصريحات ميلي، وطلبوا من ميلي توضيح ملاحظاته أو التراجع عنها.

وبعد عدة أيام من إفادته أمام اللجنة الفرعية للمخصصات الدفاعية في مجلس النواب، قال ميلي في اجتماع للجنة القوات المسلحة بالمجلس إن "الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم حصول إيران أبداً على سلاح نووي". 

ولم يستخدم هذه المرة عبارة "نشر سلاح نووي في الميدان"، غير أنه كرر تصريحاته بأن إيران سوف تحتاج بضعة أشهر لإنتاج سلاح نووي فعلي، إذا خصبت ما يكفي من اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 90%.

واعتبر المسؤولون الإسرائيليون، تصريحات ميلي، أمام لجنة القوات المسلحة في الكونجرس، بمثابة التوضيح الذي كانوا يأملون فيه. وقال مسؤول إسرائيلي "طلبنا من إدارة بايدن إصلاحها (التصريحات) وقد فعلوا ذلك".

وقال جوزيف هولستيد، المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة الأميركية، لموقع "أكسيوس"، إن "سياسة الولايات المتحدة لا تزال كما هي". وأضاف هولستيد أن استخدام ميلي لكلمة "ميداني" كان تعبير عسكري.

وناقشت الإدارة الأميركية مع شركائها في أوروبا وإسرائيل خلال الأسابيع الماضية اقتراحاً لاتفاق مؤقت مع إيران يتضمن تخفيف بعض العقوبات مقابل تجميد طهران أجزاء من برنامجها النووي، وفق ما نقله موقع "أكسيوس" قبل أيام، عن 10 مسؤولين إسرائيليين، ودبلوماسيين غربيين، وخبراء أميركيين على دراية بالاقتراح.

وبدأت إدارة بايدن مناقشة النهج الجديد في يناير، وأطلعت حلفاءها، إسرائيل وفرنسا وألمانيا وبريطانيا على ذلك في فبراير الماضي، وفقاً للمصادر العشرة.

وتضمن الاقتراح تخفيف بعض العقوبات إذا جمدت إيران بعض أنشطتها النووية، وأوقفت بشكل أساسي تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60%، بحسب أربعة من المسؤولين الإسرائيليين والدبلوماسيين الغربيين والخبراء الأميركيين.

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات