مستوطنون يقتحمون الأقصى في عيد الفصح.. وتمديد إغلاق الضفة وغزة

مستوطنون إسرائيليون يسيرون تحت حماية قوات الأمن في باحات المسجد الأقصى. 9 أبريل 2023 - AFP
مستوطنون إسرائيليون يسيرون تحت حماية قوات الأمن في باحات المسجد الأقصى. 9 أبريل 2023 - AFP
القدس/ دبي -الشرق

اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين، الأحد، باحات الحرم القدسي من جهة باب المغاربة تحت حماية مشددة من قوات الشرطة في اليوم الرابع من عيد الفصح، فيما توالت ردود الفعل المنددة، والتحذيرات من تداعيات الاقتحام.

يأتي ذلك فيما قررت سلطات إسرائيل تمديد فترة الإغلاق العام في الضفة الغربية وقطاع غزة، عدة أيام وفقاً "لتقييم الوضع الأمني العام".

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية لـ"الشرق"، إن "أكثر من 700 مستوطن اقتحموا باحات الحرم القدسي من باب المغاربة في  15مجموعة، وسط حماية مشددة من الشرطة"، مشيرة إلى أن الاقتحامات مستمرة في الفترة الصباحية.

وأضافت: "المستوطنون نظموا جولات استفزازية في باحات الحرم، فيما أدى البعض شعائر تلمودية في المنطقة المقابلة لقبة الصخرة، قبل أن يغادروا المكان من جهة باب السلسلة".

إجراءات أمنية في القدس

كانت الشرطة الإسرائيلية فرضت إجراءات أمنية في القدس، وتحديداً البلدة القديمة ومحيطها، لتسهيل وصول اليهود والمستوطنين إلى ساحة "البراق"، للاحتفال بعيد الفصح.

وأغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى بابي الأسباط والمغاربة، وبلدة سلوان الواقعة جنوب المسجد الأقصى بالقرب من ساحة البراق.

ونشرت الشرطة الاسرائيلية، فجر الأحد، حواجز حديدية في البلدة القديمة، وسط انتشار أمني مكثف لعناصر الوحدات الخاصة، وحرس الحدود التابعة للجيش الإسرائيلي، ومنعت المصلين من دخول البلدة القديمة بالقدس لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى.

ويحتفل المستوطنون واليهود، الأحد، بما يسمى طقوس "بركات الكهنة" التلمودية بمناسبة "الفصح اليهودي"، وهو أحد الطقوس الذي يختص بطبقة "كهنة الهيكل" الذين يقرأون مقاطع من التوراة، ويمنح بها الكاهن "البركة الموعودة على لسان النبي هارون للمصلين اليهود"، بحسب الديانة اليهودية.

تمديد الإغلاق في الضفة

وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه "وفقاً لتوجيهات وزير الدفاع الإسرائيلي (يوآف جالانت)، وتقييم الوضع الأمني، تقرر تمديد فترة الإغلاق العام في الضفة وقطاع غزة حتى منتصف ليل يوم الأربعاء الموافق 12 أبريل 2023 (الليلة بين يوميْ الأربعاء والخميس) وفق تقييم الوضع".
 
وأضاف البيان: "خلال فترة الإغلاق سيُسمح بعبور حالات إنسانية وطبية واستثنائية فقط بعد موافقة منسق أعمال الحكومة في المناطق، علماً أن ساعات الإغلاق هي وفق التوقيت الإسرائيلي".

تنديد وتحذير فلسطيني

في المقابل، أدانت الخارجية الفلسطينية "زيادة أعداد المشاركين في اقتحامات المسجد الأقصى"، وكذلك "حملات التحريض ضد القدس ومقدساتها".

كما نددت، في بيان، بـ"حملات التحريض المستمرة التي يطلقها غلاة المتطرفين، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، التي تدعو لتغيير الوضع الراهن للمسجد الأقصى، وكذلك عمليات التحريض على الوجود الفلسطيني برمته".

وقالت الوزارة إن "العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى.. استخفاف رسمي بالمواقف العربية والإسلامية والدولية والمطالبات العالمية للحكومة الإسرائيلية بالكف عن إجراءاتها القمعية ووقف الاقتحامات الاستفزازية".

الأردن: التدهور سيتفاقم

وفي الأردن، حملت وزارة الخارجية، إسرائيل، مسؤولية التصعيد في القدس وفي جميع الأراضي الفلسطينية، و"مسؤولية التدهور الذي سيتفاقم، إن لم توقف اقتحامات المسجد الأقصى.. والتضييق على المصلين".

وشددت الوزارة، في بيان، على وجوب "امتثال إسرائيل لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي، والامتناع عن أي إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة، ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها".

وشدد أمين عام مجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، الأحد، على أن استمرار الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات في الأراضي الفلسطينية "منعطف خطير تتحمل إسرائيل كافة تداعياته".

ميقاتي: الصورايخ غير لبنانية

وفي لبنان قال رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، الأحد، إن بلاده "ترفض مطلقاً أي تصعيد عسكري من أراضيها، أو استخدامها لتنفيذ عمليات تتسبب في زعزعة الاستقرار القائم".

وأضاف في تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام (الوكالة الرسمية)، أن تحقيقات الجيش الأولية تكشف أن من أطلق الصواريخ "ليست جهات منظمة، بل عناصر غير لبنانية، وأن الأمر كان عبارة عن ردة فعل على العدوان الإسرائيلي على الأراضي  الفلسطينية وقطاع غزة".

وشدد ميقاتي على رفض "العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، والانتهاك المتمادي لسيادته".

وندد بالهجوم الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى، مؤكداً أن "انتهاك حرمته أمر غير مقبول، ويشكل تجاوزاً لكل القوانين والأعراف، ويتطلّب وقفة عربية ودولية جامعة لوقف هذا العدوان السافر".

وتعرض شمال إسرائيل لوابل من الصواريخ، الخميس الماضي، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي مركز على عدة بلدات في جنوب لبنان، وشن غارات جوية مكثفة على قطاع غزة وجنوب لبنان. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات