وثيقة أميركية مسرّبة تشكك في قدرات الجيش الأوكراني

جنود أوكرانيون في طريقهم إلى خط المواجهة في باخموت وتشاسيف يار، أوكرانيا، 11 أبريل 2023 - REUTERS
جنود أوكرانيون في طريقهم إلى خط المواجهة في باخموت وتشاسيف يار، أوكرانيا، 11 أبريل 2023 - REUTERS
واشنطن-أ ف برويترز

أفاد تقرير نُشر، الثلاثاء، ووثائق اطلّعت عليها وكالة "فرانس برس" بأن لدى الولايات المتحدة شكوكاً جدّية في مدى قدرة أوكرانيا على تحقيق مكاسب إذا ما شنّت هجوماً مضادّاً على القوات الروسية، وكذلك قدرة كييف على التصدّي للضربات الروسية.

والوثائق تندرج في إطار مجموعة من المواد البالغة الحساسية التي نُشرت على الإنترنت، واستدعت فتح تحقيق جنائي أميركي في خرق تقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إنه يشكّل "خطراً جسيماً" على الأمن القومي.

وتفيد توقعات بأن أوكرانيا ستشنّ هجوماً مضادّاً على قوات الغزو الروسية في الربيع، في أول حملة عسكرية كبرى لكييف هذا العام.

لكن وثيقة مصنفة "سرية للغاية" تشير إلى أن الدفاعات الروسية الحصينة "وأوجه القصور التي يعاني منها الأوكرانيون على صعيد التدريبات وإمدادات الذخيرة يرجّح أن تضعف التقدم وأن تفاقم الخسائر البشرية خلال الهجوم"، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

وتفصّل وثيقة ممهورة بعبارة "سرّي" اطلعت عليها "فرانس برس"، الواقع المتردّي للدفاعات الجوية الأوكرانية التي تؤدّي دوراً أساسياً على صعيد حماية البلاد من الضربات الروسية، ومنع قوات موسكو من السيطرة على الأجواء.

كييف: واشنطن ترفض التشكيك

بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الثلاثاء، إن نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أكد في مكالمة هاتفية أن واشنطن ما زالت تدعم جهود كييف للفوز بالحرب مع روسيا، وترفض محاولات التشكيك في قدرتها العسكرية.

وكتب كوليبا على تويتر "خلال مكالمتنا، أكد (بلينكن) من جديد الدعم الأميركي الحازم ورفض بشدة أي محاولات للتشكيك في قدرة أوكرانيا على الانتصار في ساحة المعركة".

وأضاف: "ما زالت الولايات المتحدة الشريك الجدير بالثقة لأوكرانيا، وتركز على تعزيز انتصارنا وتحقيق السلام العادل".

الدفاعات الجوية

ويعمل الداعمون الدوليون لكييف على تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، من خلال تزويدها تقنيات متقدّمة وقدرات تكنولوجية أقل تقدماً، لإيجاد دفاعات متعدّدة الطبقات تحمي من هجمات تُشن من مختلف الارتفاعات.

لكنّ الوثيقة الصادرة في فبراير الماضي والتي تعذّر التحقّق من مدى أصليتها، تفيد بأنّ منظومتي "إس إيه-10 وإس إيه-11) العائدتين للحقبة السوفياتية، واللتين قد تنفد صواريخهما قريباً، تشكّلان 89% من الدفاعات الجوية الأوكرانية المتوسطة والبعيدة المدى.

وبناء على استهلاك الذخائر حينها، توقّعت الوثيقة أن تنفد ذخائر منظومة "إس إيه-11" في أواخر مارس، وأن تنفد ذخائر منظومة "إس إيه-10" في مطلع مايو.

وبحسب الوثيقة فإنّ قدرة أوكرانيا على إمداد الدفاعات الجوية المتوسطة المدى لحماية خط الجبهة "ستتقلّص بشكل كامل بحلول 23 مايو".

تسريبات عن كوريا الشمالية

ويرى محللون في المخابرات الأميركية أن عرضاً عسكرياً نظمته كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة "ربما يكون قد بالغ" في التهديد الذي تشكله صواريخ بيونج يانج الباليستية العابرة للقارات على الولايات المتحدة، وفقاً لوثيقة يُعتقد أنها مسربة من الحكومة الأميركية.

وقالت رويترز إنها اطّلعت على أكثر من 50 وثيقة ممهورة بخاتمي "سري" و"سري للغاية" ظهرت للمرة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس وكشفت على ما يبدو عن تفاصيل القدرات العسكرية لبعض حلفاء الولايات المتحدة وخصومها. 

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة الوثائق.

وأشارت ملاحظة موجزة من فقرة واحدة في إحدى الوثائق السرية التي اطّلعت عليها رويترز إلى أن كوريا الشمالية قد عرضت عدداً غير مسبوق من قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في عرض نظمته
يوم الثامن من فبراير وكانت "على الأرجح تحمل أنظمة غير قابلة للتشغيل".

ولم يرد البنتاجون ولا بعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة على طلبات للتعليق على صحة الجزء المتعلق ببيونج يانج في الوثيقة.

وذكرت الوثيقة أن الهدف الذي سعت إليه كوريا الشمالية كان "على الأرجح تصوير تهديد نووي خطير للولايات المتحدة".

وأضافت: "عرضت كوريا الشمالية هذه الأنظمة غير القابلة للتشغيل لإظهار أن لديها قوة صاروخية أكبر وأكثر قدرة مما تمتلكها بالفعل ولتخفيف الخطر الذي قد يلحق بصواريخها الحقيقية".

وتواصل كوريا الشمالية تطوير برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية واختبرت إطلاق عشرات الصواريخ المتطورة العام الماضي رغم قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة.

وسُرّبت عشرات الوثائق والصور على منصّات تويتر وتليجرام وديسكورد وغيرها من المواقع في الأيام الأخيرة، وقد يكون بعض منها متداولاً على الإنترنت منذ أسابيع إن لم يكن منذ أشهر، قبل أن تستقطب هذه الوثائق اهتمام وسائل الإعلام الأسبوع الماضي.

وكثير من هذه الوثائق على صلة بأوكرانيا، كما يفيد بعضها بمراقبة الولايات المتحدة لحلفائها، في حين يسعى مسؤولون أميركيون لطمأنة هؤلاء بعد التسريبات.

وكثير من هذه التسريبات لم يعد متاحاً على المواقع التي نشرت فيها للمرة الأولى، وسط تقارير تفيد بأن واشنطن تعمل على حذفها.

وقد تكون تداعيات التسريب كبيرة وحتى مدمّرة، إذ يمكن أن تعرّض للخطر مصادر استخبارية للولايات المتحدة وأن تمنح أعداء البلاد معلومات قيّمة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات