اتفقت مصر وتركيا على العمل سوياً للمساعدة في استقرار ليبيا، في محاولة جديدة لإعادة بناء العلاقات التي توترت بشكل جزئي على خلفية دعم الحكومات المتنافسة في الدولة الواقعة بشمال إفريقيا، وفقاً لما أفادت به وكالة "بلومبرغ".
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في أنقرة، الخميس: "من الآن فصاعداً سنعمل معاً بشكل وثيق في ما يتعلق بالشأن الليبي".
وأضاف: "عندما كانت علاقاتنا متوترة، كانت هناك بعض الشكوك والانتقادات بشأن أنشطتنا في ليبيا".
وتابع: "ولكن عندما بدأ الحوار، رأينا أن لدينا نفس الهدف المشترك"، مشيراً إلى أنه "في الفترة المقبلة، يمكن لتركيا ومصر تدريب وتعزيز قوات ليبية موحدة بشكل مشترك".
وقال وزير الخارجية التركي، خلال مشاركته في برنامج على قناة تلفزيونية محلية، إنه أجرى لقاء مثمراً مع نظيره المصري سامح شكري في أنقرة، وإن اللقاءات الثلاثة الأخيرة بينهما كانت دافئة.
وأفاد أنهم يركزون على طبيعة الخطوات التي ستتخذ "لإعادة احياء وتطوير" العلاقات مع مصر من الآن فصاعدا، وسيعملون على تطوير العلاقات التجارية.
وقال تشاووش أوغلو: "اتفقنا (مع مصر) على العمل على خارطة طريق تقود ليبيا إلى الانتخابات".
وأضاف أن تركيا لديها حوار مع الجانبين في ليبيا، وقال: "يوجد حالياً مشروع لتأسيس كتيبة مشتركة" (لتكون نواة لتوحيد المؤسسة العسكرية).
وأعرب وزيرا خارجية البلدين (مصر وتركيا) عن أملهما في إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا، التي عصفت بها صراعات، أشعلها سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي.
وتجدر الإشارة إلى أن ليبيا لم تشهد سلاماً يُذكر منذ 2011، ومنذ عام 2014 انقسمت السيطرة السياسية في البلاد بين فصائل متنافسة في الشرق والغرب. وانتهت آخر جولة صراع كبيرة في عام 2020.
وكان من المفترض أن تستمر الحكومة الليبية المؤقتة، التي تشكلت أوائل عام 2021 عبر خطة سلام تدعمها الأمم المتحدة، حتى الانتخابات التي كانت مقررة في ديسمبر ذلك العام، لكنها لم تُجر بعد وأصبحت شرعية هذه الحكومة موضع خلاف.
وتأتي الجهود الدبلوماسية الجديدة بين البلدين في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى "إعادة ضبط" العلاقات المتوترة مع العالم العربي قبل انتخابات حاسمة في مايو المقبل.
تطبيع العلاقات
زيارة شكري إلى تركيا، هي الثانية هذا العام. وخلالها، أعلن الوزيران أنهما يعملان على تعيين سفراء، والتحضير لـ"قمة" بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك إعادة فتح سفارتيهما، ومع ذلك، لم يقدم أي منهما إطاراً زمنياً محدداً.
وسبق أن زار شكري تركيا في 27 فبراير الماضي، والتقى جاويش أوغلو، في "رسالة تضامن" عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد.
وفي 18 مارس الماضي، أجرى أوغلو زيارة رسمية إلى مصر تلبية لدعوة شكري، ليكون بذلك أول وزير خارجية تركي يزور القاهرة منذ 11 عاماً.
وتسارعت وتيرة تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا بعد مصافحة بين السيسي وأردوغان، في الدوحة، على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم في نوفمبر الماضي.
وفي وقت سابق، قال أوغلو إن الرئيسين قد يلتقيان بعد الانتخابات التركية المقررة في 14 مايو المقبل.
وبدأت المباحثات بين كبار مسؤولي وزارتي خارجية البلدين في أنقرة والقاهرة في عام 2021، مع سعي تركيا لعلاقات أفضل مع مصر والإمارات والسعودية وإسرائيل.
اقرأ أيضاً: