بدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد زيارة إلى الجزائر، السبت، بصفته مبعوثاً خاصاً للرئيس السوري بشار الأسد لنقل رسالة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بحسب بيان للخارجية الجزائرية، وذلك في زيارة تعزز انفتاح دمشق على العالم العربي بعد عزلة لأكثر من عشر سنوات.
وقال المقداد إن المشاورات بين الجزائر وسوريا لم تنقطع بشأن التطورات في المنطقة وفي العالم، مضيفاً أن "هناك حاجة لتعزيز هذه العلاقات لتكون انعكاساً للرؤية الصادقة لشعبي وقيادتي البلدين في تطوير العلاقات في كل المجالات".
وتابع في تصريحات للصحافيين لدى وصوله الجزائر أنه "لا يمكن وصف الدور الهام الذي تقوم به الجزائر على مختلف المستويات".
ومن المتوقع أن يزور المقداد تونس العاصمة بعد مغادرة الجزائر. واتفقت سوريا وتونس، الأربعاء، على إعادة فتح سفارتيهما لدى بعضهما البعض، بعد 11 عاماً من قطع تونس العلاقات احتجاجاً على حملة قمع دامية ضد المتظاهرين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد.
وتقلص التحركات الدبلوماسية المكثفة في الآونة الأخيرة تدريجياً عزلة سوريا في العالم العربي بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص واجتذبت العديد من القوى الأجنبية وقسمت البلاد وزعزعت استقرار المنطقة.
اجتماع جدة
واتفق وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن، خلال اجتماع تشاوري في مدينة جدة، السبت، على "اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية".
وقالت الخارجية السعودية، في ختام الاجتماع التشاوري، إنه "تم التشاور وتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها".
واتفق الوزراء، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس"، خلال هذا الاجتماع على "أهمية حل الازمة الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم"، بالإضافة إلى "اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية".
وشدد الوزراء، بحسب البيان، على أن "الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وأهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود".
واستضافت السعودية، الجمعة، اجتماعاً لتبادل وجهات النظر بشأن عودة دمشق إلى الحاضنة العربية بعد أكثر من عقد على عزلة سوريا إثر اندلاع النزاع فيها، في خطوة تأتي في خضمّ تحرّكات دبلوماسية إقليمية كبرى، يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.
وقالت مصادر لوكالة "رويترز" إن السعودية تعتزم دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية، التي من المقرر أن تستضيفها الرياض في 19 مايو، في خطوة تعكس تغييراً في النهج الإقليمي تجاه الصراع السوري.
ودعت الرياض وزير الخارجية السوري لإجراء محادثات الأربعاء في زيارة تاريخية، واتفق البلدان على إعادة فتح السفارتين قريبا.
وكانت دول عربية عدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وعلّقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في أعقاب اندلاع احتجاجات قمعتها قوات الحكومة السورية في عام 2011.
وبعد الزلزال الهائل الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا في السادس من فبراير، زار دمشق مسؤولون رفيعو المستوى بينهم وزير الخارجية المصري ووزير الخارجية الأردني. وسافر الأسد بدوره إلى الإمارات وسلطنة عمان لإجراء محادثات.