الولايات المتحدة تتجه إلى بيع معدات لمقاتلات "إف-16" لتركيا

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ينزل من طائرة تابعة للقوات الجوية من طراز "إف-16" بعد هبوطها بمطار تحت الإنشاء في إسطنبول. 22 سبتمبر 2018 - REUTERS
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ينزل من طائرة تابعة للقوات الجوية من طراز "إف-16" بعد هبوطها بمطار تحت الإنشاء في إسطنبول. 22 سبتمبر 2018 - REUTERS
واشنطن/ دبي- رويترزالشرق

أخطرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الكونجرس الاثنين، ببيع مزمع لتحديث برمجيات إلكترونيات الطيران لأسطول تركيا الحالي من الطائرات المقاتلة "إف-16" في صفقة تبلغ نحو 259 مليون دولار.

والصفقة تتضمن بيع حزمة تحديث لطائرات تركيا بعد أن وافق عليها رؤساء لجان في الكونجرس الأميركي بشكل غير رسمي.

لكن اتفاقاً أكبر تطالب فيه تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بشراء طائرات "إف-16" بمليارات الدولارات مازال مجهول المصير في غمرة معارضة مستمرة في الكونجرس.

وإذا أقر الكونجرس عملية البيع الأصغر تلك عبر إجراءات الموافقة الرسمية، ستمثل الحزمة أول عملية بيع عسكرية مهمة لتركيا يوافق عليها الكونجرس منذ سنوات.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان "تركيا حليف قديم ومهم في حلف شمال الأطلسي... إدارة بايدن تدعم جهود تركيا لرفع مستوى إلكترونيات الطيران لأسطول طائراتها من طراز إف-16 إلى المعايير المطلوبة".

وأشار المتحدث إلى أن التحديث سيعمل على تحسين الأداء التوافقي بين الأنظمة التركية وأنظمة حلف شمال الأطلسي من خلال تحديث اتصالاتها وأيضا توفير ترقيات لتعزيز تدابير السلامة مثل نظام تجنب التصادم الأرضي.

"مطالب لا تنتهي"

وتأتي صفقة تحديث مقاتلات "إف-16" في أعقاب موافقة تركيا على انضمام فنلندا إلى شمال الأطلسي وظهور بوادر على انحسار التوتر بين تركيا واليونان المجاورة قبل الانتخابات التركية المقرر إجراؤها الشهر المقبل.

وشركة لوكهيد مارتن ستمثل المقاول الرئيسي في الصفقة.

والحزمة منفصلة عن مبيعات مقترحة لشركة لوكهيد مارتن بقيمة 20 مليار دولار لمقاتلات "إف-16" جديدة وما يقرب من 80 مجموعة تحديث طلبتها تركيا في أكتوبر 2021.

وقال مصدر إن الحزمة الأصغر تمت الموافقة عليها بعد أن حثّت الإدارة المشرعين على الموافقة عليها لنقل "إشارة إيجابية" إلى أنقرة.

ولا تعني الموافقة أن صفقة البيع الأكبر ستحظى بموافقة الكونجرس الذي يسعى فيه المشرعون الأميركيون للحصول على تأكيدات من تركيا بشأن قضايا تتجاوز توسع الحلف إلى دول الشمال الأوروبي.

وتتضمن القضايا تخفيف التوتر مع اليونان إلى الأبد والتوقف عن اقتحام شمال سوريا وتنفيد العقوبات المفروضة على روسيا.

ومن المرجح أن تثير مثل هذه الشروط غضب تركيا التي تقول إن الولايات المتحدة لها مطالب "لا تنتهي" فيما يتعلق ببيع طائرات "إف-16" وإن تصرفات واشنطن لا تتسم بالنزاهة.

"حق الاعتراض"

وذكرت وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء، الاثنين، أن وزارة الخارجية الأميركية وافقت على بيع مجموعات تحديث نظام اتصالات مقاتلات "إف-16" لأنقرة.

وأفادت مصادر مطلعة للوكالة، أن وزارة الخارجية أبلغت الكونجرس رسمياً قرارها بشأن بيع مجموعات تحديث شبكة ربط البيانات التكتيكية "Link-16" إلى تركيا.

وتتضمن حزمة البيع أنظمة تجنب الاصطدام الأوتوماتيكية أيضاً، بجانب التجهيزات والدعم الهندسي من أجل رفع شبكة ربط البيانات التكتيكية "Link-16" في مقاتلات "إف -16" الموجودة لدى تركيا إلى مستوى "Block Upgrade-2".

ويحق للكونجرس الأميركي الاعتراض على موافقات البيع إلى دول حلف الناتو في غضون 15 يوم عمل، و30 يوماً بالنسبة للدول غير الأعضاء في الحلف، وفقاً لـ"الأناضول".

ويعتمد سلاح الجو التركي بشكل كبير على المقاتلات الأميركية التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن"، وتمتلك أنقرة نحو 270 طائرة من طراز "إف-16" حصلت عليها على مدار العقود الأخيرة.

كان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين قال، الأحد، إن الإدارة الأميركية تعمل على تسريع حصول أنقرة على مقاتلات "إف-16"، بعد موافقتها على طلب انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال كالين: "الإدارة الأميركية تريد دفع العملية إلى الأمام والأمر متروك الآن للكونجرس، بعد الموافقة على عضوية فنلندا (في الناتو) تسارعت العملية، وكذلك ستتم الموافقة على طلب السويد بعد الوفاء بمطالبنا الموضوعية".

وطلبت تركيا في أكتوبر 2021، شراء 40 من مقاتلات "إف-16"، ونحو 80 من معدات التحديث للطائرات العاملة ضمن قواتها المسلحة، بعد امتناع واشنطن عن تزويدها بمقاتلات "إف- 35"، رداً على حصولها على منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية "إس-400".

كانت اللجنة المشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب في الكونجرس قد ألغت في ديسمبر الماضي، الشروط التقييدية التي وضعها مجلس النواب لبيع المقاتلات، وفي مطلع العام الجاري أخطرت الإدارة الأميركية الكونجرس، بشكل غير رسمي، أنها تعد لـ"صفقة محتملة" لبيع طائرات "إف-16" إلى تركيا. 

وخلال زيارته إلى تركيا في فبراير الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن "إدارة الرئيس جو بايدن ترى أنه من المصلحة الوطنية والأمنية تحديث طائرات (إف-16) الحالية لتركيا وتزويدها بطائرات جديدة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات