المرأة في زمن أردوغان.. مكتسبات محدودة تواجه تشدداً دينياً

متظاهرات يتجمعن للاحتجاج على العنف ضد المرأة في إسطنبول. 25 نوفمبر 2020 - REUTERS
متظاهرات يتجمعن للاحتجاج على العنف ضد المرأة في إسطنبول. 25 نوفمبر 2020 - REUTERS
أنقرة -أ ف ب

منذ وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السلطة قبل عشرين عاماً، تناضل التركيات للحصول على حقوقهن والحفاظ عليها.

إذ أنه في عام 2012 صادقت تركيا التي كان يحكمها حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان منذ عشر سنوات، على معاهدة إسطنبول وتبنت ما يسمى بقانون "6284"، ويهدف كلاهما إلى مكافحة العنف ضد المرأة.

وتؤكد فيدان أتاسليم من المنصة النسوية "سنوقف قتل النساء"، أن "حزب العدالة والتنمية طرح نفسه في ذلك الوقت كمحافظ معتدل. ولكن لم يتم تقديم أي شيء لنا. حصلت النساء على كل شيء بفضل نضالهن".

وتستشهد بيرين سونميز من منصة Esik النسوية، أنه من بين التغييرات التي حصلت "التعريف القانوني للأسرة على أساس المساواة بين الزوجين وتقاسم الممتلكات".

لكن هذا التقدم هدد نتيجة التشدد التدريجي للسلطة اعتباراً من 2013. وانسحبت تركيا من معاهدة إسطنبول في 2021 بحجة أنها تهدد "بنية الأسرة".

وتقول أتاسليم "لاحظنا أن عدد حالات قتل النساء قد ازداد سنوياً في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية".

وأحصت منصتها 397 حالة قتل نساء في 2022 في تركيا وحوالي 90 حالة منذ بداية العام الجاري.

نضال ومكتسبات

وأدى التحالف الذي شكل في مارس 2023 بين حزب العدالة والتنمية وحزبين إسلاميين للمطالبة بسحب القانون 6284، الأداة القانونية الوحيدة التي لا تزال فاعلة لحماية المرأة من العنف، إلى زيادة القلق.

وتقول سونميز "تحاول الحكومة التراجع عن حقوق المرأة واحداً تلو الآخر. كنا نناضل من أجل حقوق جديدة منذ 20 عاماً، لكننا اليوم نسعى للحفاظ عليها بما في ذلك حق المطلقات في الحصول على نفقة".

وكانت تركيا العلمانية بموجب دستورها لعام 1923، وحيث غالبية السكان من المسلمين، تحظر ارتداء الحجاب في المرافق العامة والمدارس والجامعات.

لكن عمدت حكومة أردوغان إلى رفع هذه القيود تدريجياً بما في ذلك في الشرطة مما سمح لآلاف النساء بالتعليم والعمل.

وغالباً ما يقدم الرئيس التركي نفسه على أنه حامي المسلمين من "النخب" العلمانية، ملمحاً إلى أنه دونه ستكون بعض "المكتسبات" مهددة.

وخلافاً لما حصل في التسعينيات، لم تقترح أي حركة سياسية اليوم حظر ارتداء الحجاب في تركيا. حتى مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، اقترح تكريس هذا الحق في القانون.

وتقول بيرين سونميز "لقد تم إحراز تقدم كبير في هذا المجال. باتت المتدينات والعلمانيات يعملن الآن جنباً إلى جنب داخل المنظمات النسوية".

واعتبر أردوغان ذات مرة بأن الإجهاض "جريمة ضد الإنسانية"، مما أثار احتجاجات ومذكرات للدفاع عن حق المرأة في الإجهاض.

وتقول فيدان أتاسليم أنه بينما يشجع الرئيس التركي "إنجاب كل امرأة لثلاثة أطفال على الأقل"، حاولت حكومته "منع الإجهاض لكنها اضطرت إلى التراجع أمام المعارضة الشديدة في صفوف الرأي العام".

وحتى في غياب حظر قانوني، أصبح الإجهاض صعباً للغاية لأن غالبية المستشفيات العامة ترفض القيام به، كما تقول جوكتشي كوكجن نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري.

كما أن وسائل منع الحمل باهظة الثمن والعديد من الأزواج يرفضونها بالإضافة إلى منتجات النظافة الشخصية، كما تشير بيريل هيبجونكالي من حركة مور دايانيسما.

ويدلي الرئيس أردوغان وكبار المسؤولين في حزب العدالة والتنمية بانتظام بتصريحات متحيزة للذكور تنطوي على تمييز، باعتبار أن "المساواة بين الرجل والمرأة تتعارض مع الطبيعة" أو أن "المرأة لا ينبغي أن تضحك بصوت عال في الأماكن العامة".

وتقول بيريل هيبجونكالي "الحكومة تحاول التدخل بشكل متزايد في جميع مجالات حياة المرأة من الملابس إلى نمط الحياة وحتى الضحك".

وتوضح بيرين سونميز  أن "حقنا في الوجود كمواطنات متساويات وأفراد أحرار يتعرض لتهديد مستمر".
وتضيف فيدان أتاسليم "إنهم يدافعون عن سياسات تضع الأسرة أولاً بدلاً من المرأة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات