وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، منتصف ليل الأحد، إلى ألمانيا في زيارة ضمن محاولات سعيه لحشد مزيد من الدعم من حلفاء رئيسيين، فيما قال إعلام روسي إن القوات الموجودة على خط المواجهة بالقرب من دونيتسك، سيطرت نارياً وبشكل كامل على جزء من الطريق السريع "إن 20".
وقال زيلينسكي عبر "تويتر": "وصلت بالفعل إلى برلين"، قادماً من إيطاليا، حيث اجتمع مع مسؤولين إيطاليين، في مقدمتهم رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني، وبابا الفاتيكان.
واستقبل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير نظيره الأوكراني في برلين الأحد، في أول زيارة يقوم بها إلى العاصمة الألمانية منذ الغزو الروسي، ضمن جولة في عدد من الدول الأوروبية الحليفة، تستهدف حشد الدعم لكييف.
شولتز: "رسالة قوية"
من جانبه، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز، الأحد، دعم بلاده لكييف، ما دام ذلك ضرورياً، وذلك خلال استقباله فولوديمير زيلينسكي.
وقال شولتز في مؤتمر صحافي مشترك: "قلتها مرات عدة، وأكررها اليوم: سندعمكم ما دام ذلك ضرورياً"، مضيفاً أن دعم برلين لكييف، بما في ذلك تزويدها بالسلاح، بلغ حتى الآن 17 مليار يورو.
وقال إن زيارة زيلينسكي لبرلين بمثابة "رسالة قوية"، مضيفاً أن بلاده تتعاون مع شركائها "من أجل محاسبة روسيا على جرائمها".
ورجّح كريستيان مولينج، نائب مدير المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، رغبة زيلينسكي في أن يعرف بشكل مباشر من المستشار الألماني أولاف شولتز وجهة نظره في نهاية الحرب.
وأضاف مولينج: "أتريد ألمانيا نصراً أوكرانياً، أم سيكون كافياً لها أن تنتهي الحرب؟ سيكون من المهم لزيلينسكي أن يسمع مباشرة من المستشار رأيه".
وتابع: "أوكرانيا تعي أيضاً على الأرجح ضرورة حشد المزيد من الدعم من الحلفاء الذين يساعدونها مالياً، فيما يواجه هؤلاء أزمات داخلية في تكاليف المعيشة".
واعتبر مولينج أن "أوكرانيا بحاجة إلى مساعدة مالية لسداد ديونها لئلا تفلس، وتؤدي ألمانيا دوراً كبيراً في ذلك (...) وترى أوكرانيا أن موضوعات أخرى في ألمانيا بدأت تكون في الطليعة".
وأعلنت ألمانيا، أكبر الاقتصادات الأوروبية، السبت، تقديم حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.7 مليار يورو (نحو 3 مليارات دولار)، إذ تعد الأضخم التي تقدمها منذ بدء الغزو الروسي، في فبراير 2022، كما تعهدت برلين بمزيد من الدعم لكييف ما دامت الضرورة تقتضي ذلك.
وواجهت ألمانيا، انتقادات في بداية الغزو، بسبب ما وصفه البعض بأنه "تردد في الرد"، لكنها أصبحت واحدة من أكبر مقدمي الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، متفوقة على قوى أوروبية أخرى مثل فرنسا.
وأظهر مسح لـ"إبسوس" أُجري في يناير الماضي، أن نسبة الألمان الذين يعتقدون أن البلاد ليس في مقدورها تقديم الدعم المالي لأوكرانيا، نظراً للأزمة الاقتصادية الحالية، ارتفعت بواقع 9 نقاط، لتسجل 56%.
وأظهر المسح أيضاً تراجعاً في تأييد الألمان لقبول دخول لاجئين جدد من أوكرانيا، وتقديم المساعدة العسكرية، إذ تستقبل البلاد نحو مليون أوكراني.
تطويق روسي
ميدانياً، قالت وكالة "ريا نوفوستي"، الأحد، إن القوات الروسية الموجودة على خط المواجهة بالقرب من قرية نوفوكالينوفو في جمهورية دونيتسك، سيطرت نارياً وبشكل كامل على جزء من الطريق السريع "إن 20"، حيث يمكن رؤية المواقع الأوكرانية على بعد كيلومترات عدة.
يشار إلى أن قرية نوفوكالينوفو تقع على بعد نحو 7 كيلومترات شمال أفددييفكا، المدينة المحصنة بشكل جيد، والتي تقع في دونيتسك تحت سيطرة كييف.
ومن أراضيها تقصف القوات الأوكرانية الأحياء المدنية في دونيتسك، في وقت صرح العسكريون، بأن المدينة على وشك أن تطوقها القوات الروسية، إذ بدأت الأخيرة ضربات صاروخية لمواقع البنية التحتية والحيوية الأوكرانية منذ 10 أكتوبر الماضي، بعد يومين من هجوم استهدف جسر القرم، الذي تبنّته الاستخبارات الأوكرانية.
دفاع أوكراني
وقالت القوات الجوية الأوكرانية الأحد، إنها اعترضت ودمرت ثلاثة صواريخ و25 طائرة مسيرة خلال الليل، في أحدث هجوم جوي تتعرض له أوكرانيا منذ بداية الشهر.
وكثفت روسيا هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة هذا الشهر، وهو ما تعزوه كييف إلى مخاوف موسكو من الهجوم المضاد الأوكراني المتوقع.
وقالت القوات الجوية في بيان، إن روسيا "هاجمت أوكرانيا من اتجاهات مختلفة بطائرات (شاهد المسيرة) الهجومية وصواريخ كاليبر من سفن في البحر الأسود (و) صواريخ كروز من طائرات استراتيجية من طراز
تو-95".
وذكر مسؤول كبير في الرئاسة الأوكرانية عبر "تيليجرام" أن شخصين على الأقل أصيبا في منطقة ترنوبيل غرب البلاد.
ولم تعلن السلطات الأوكرانية عن أي أضرار في البنية التحتية الحيوية أو المنشآت العسكرية.
ودوّت صافرات الإنذار الجوي في العاصمة كييف ومقاطعات أخرى، صباح الأحد، معلنة حالة التأهب لغارات جوية في عموم أوكرانيا.
وبحسب بيانات الخريطة الإلكترونية لوزارة التحول الرقمي الأوكرانية، نقلها موقع "سبوتنيك"، فإن دوي صافرات سُمع في مدينة كييف و12 مقاطعة أخرى.