أحيت الأمم المتحدة، الاثنين، الذكرى الـ75 لنكبة فلسطين، في مقرها بولاية نيويورك الأميركية، لأول مرة منذ عام 1948، فيما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المنظمة الدولية بإلزام إسرائيل "تنفيذ تعهداتها بالقرارات الأممية.. وإما ألا تكون عضوة بها".
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة صادقت في 30 نوفمبر الماضي، على قرار إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية، والذي صوت لصالحه حينها 90 دولة، وعارضته 30، فيما امتنعت 47 دولة عن التصويت.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المنظمة الدولية بإلزام إسرائيل "تنفيذ تعهداتها بالقرارات الأممية.. وإما ألا تكون عضوة بها".
وأضاف، خلال كلمته فى احتفالية الأمم المتحدة لإحياء ذكرى النكبة، أن "المنظمة اتخذت حوالي 1000 قرار يقر بحقوق الشعب الفلسطيني، لم ينفذ منها قرار واحد، ومنها القرار 181 للعام 1974، الذي يقضي بقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل".
وتابع: "كذلك قرار عودة اللاجئين، الذي كان شرطاً لقبول عضوية إسرائيل، لكن هناك دولاً بعينها في المنظمة عطلت عن قصد تنفيذ تلك القرارات بممارسة تجحف بالعدالة، وتزيد من معاناة الشعب الفلسطيني"، مطالباً، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بـ"إلزام إسرائيل باحترام قرارات المنظمة أو تعليق عضويتها، لا سيما أن تل أبيب لم تف بالتزامات قبول تلك العضوية".
وقال الرئيس الفلسطيني إن "دولاً كبرى تقف مكتوفة الأيدي إزاء العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني، وترفض مساءلة إسرائيل على احتلالها لأرض فلسطين، وبناء المستعمرات، وخرق العرف القانوني للحرم القدسي الشريف".
وأضاف عباس: "لماذا هذه الازدواجية في المعايير؟.. لقد قبلت هذه الدول أن تبقى إسرائيل فوق القانون وتوفر لها عدم المساءلة والعقاب".
و"النكبة" مصطلح سياسي يشير إلى التهجير القسري الجماعي للشعب الفلسطيني خلال عام 1948، إذ طردت العصابات اليهودية قرابة 800 ألف مواطن فلسطيني من مدنهم وقراهم، وتم تدمير أكثر من 500 مدينة وقرية فلسطينية، قبل تأسيس إسرائيل.
"حماية حل الدولتين"
بدوره، قال رئيس الوزراء محمد اشتية، خلال مؤتمر صحافي: "للمرة الأولى منذ 1948، ستحيي الأمم المتحدة ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني بفعالية رسمية، في نيويورك، بمشاركة الرئيس".
واعتبر اشتية أن النكبة "أقسى محطة تاريخية عاشها الشعب الفلسطيني"، وقال "إنها تأتي بالتزامن مع ذكرى إنشاء إسرائيل، وهي كيان استعماري، أنشأتها الدول الغربية لخدمة مصالحها، وأقيمت على أنقاض 531 قرية وبلدة فلسطينية هُدّمت".
واتهم اشتية إسرائيل بأنها "شرّدت أكثر من 900 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين، إلى مخيمات اللجوء في الداخل والشتات".
وكانت المدن الفلسطينية أطلقت صافرات الإنذار، وتوقفت الحركة لمدة 75 ثانية عند الساعة الواحدة بعد ظهر الاثنين، إيذاناً ببدء فعاليات إحياء الذكرى النكبة. كما بدأت في رام الله فعاليات مهرجان العودة المركزي التي دعت إليه دائرة شؤون اللاجئين واللجنة الوطنية لإحياء الذكرى.
"اعتراف رسمي"
من جانبه، اعتبر مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن طلب المنظمة الأممية إحياء فعالية ذكرى النكبة "يعني أن الجمعية العامة ولأول مرة وبشكل رسمي تعترف بنكبة الشعب الفلسطيني".
وتصاعدت حدة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ شهور مع تكرار المداهمات العسكرية الإسرائيلية وأعمال العنف التي يشنها مستوطنون في الضفة الغربية.
ويريد الفلسطينيون إقامة دولة مستقلة لهم على الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها القدس الشرقية. وأصاب الجمود محادثات بين الجانبين بخصوص إقامة دولة فلسطينية منذ عام 2014.
اقرأ أيضاً: