بعد "قمة السبع".. الصين وروسيا تسعيان لمستوى جديد من التعاون

الرئيس الروسي شي جين بينج يستقبل رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في العاصمة بكين. 24 مايو 2023 - via REUTERS
الرئيس الروسي شي جين بينج يستقبل رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في العاصمة بكين. 24 مايو 2023 - via REUTERS
بكين -رويترزأ ف ب

خرجت قمة مجموعة السبع التي استضافتها اليابان نهاية الأسبوع الماضي، ببيانات أظهرت الدعم الراسخ لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، كما أثارت غضب بكين من خلال تحدي مطالبها في بحر الصين الجنوبي والتعهد بمقاومة ما تصفه بـ"الإكراه الاقتصادي".

ووسط هذا الانقسام الجيوسياسي العميق بين الطرفين، أظهرت موسكو وبكين رغبتهما في تعزيز العلاقات، خلال محادثات أمنية وتجارية رفيعة، احتضنتها الصين، الثلاثاء والأربعاء.

وخلال استقبال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في بكين، الأربعاء، قال الرئيس الصيني شي جين بينج، إن بلاده "عازمة على مواصلة دعم القضايا التي تهم المصالح الأساسية لموسكو وبكين".

وأضاف شي أن الجانبين "يجب أن يعمقا التعاون الاقتصادي، والتجاري والاستثماري"، مؤكداً أن الصين "عازمة على العمل مع روسيا ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، لتعزيز البناء المشترك لخطة الحزام والطريق، وكذلك تشكيل سوق إقليمي أكثر انفتاحاً، وضمان الاستقرار وسلاسة عمل سلاسل الإمداد والسلاسل الصناعية العالمية".

وشدد على ضرورة توسيع روسيا والصين لتعاونهما في مجالات الطاقة.

من جهته، قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج، إن الصين عازمة على العمل مع روسيا لتعزيز التعاون العملي في مجالات مختلفة، ولأخذ التعاون إلى "مستوى جديد".

وأضاف تشيانج في تصريحات خلال اجتماع مع ميشوستين، الأربعاء، أن "العلاقات البراجماتية بين الصين وروسيا أظهرت اتجاهاً تنموياً جيداً"، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات بين البلدين يتطور باستمرار.

"مستوى غير مسبوق"

بدوره، قال ميشوستين إن العلاقات بين موسكو وبكين وصلت إلى "مستوى عالٍ غير مسبوق".

وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تتسم بـ"الاحترام المتبادل، والرغبة المشتركة في التصدي للتحديات". وتابع: "كما يقول أصدقاؤنا الصينيون، الاتحاد يجعل من الممكن تحريك الجبال".

واعتبر أن زيارة الرئيس الصيني إلى موسكو في مارس الماضي، كانت "تأكيداً آخر على الطبيعة الخاصة للعلاقات الثنائية بين البلدين".

وميشوستين هو أرفع مسؤول روسي يزور العاصمة الصينية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 23 فبراير 2022.

وخلال تواجده في بكين، وقع الطرفان مجموعة من الاتفاقيات الثنائية.

والصين هي الشريك التجاري الأول لروسيا، وسجلت التجارة بينهما مستوى قياسياً بلغ 190 مليار دولار العام الماضي، بحسب أرقام الجمارك الصينية.

وقال ميشوستين، الثلاثاء، إن تقوية العلاقات الصينية الروسية سينعكس إيجاباً على اقتصادي البلدين، وأشار إلى أن حجم التجارة بين روسيا والصين هذا العام قد يبلغ 200 مليار دولار.

Russian Prime Minister Mikhail Mishustin and Chinese Premier Li Qiang attend a signing ceremony in Beijing - REUTERS
رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج ونظيره الروسي ميخائيل ميشوستين يشهدان توقيع عدد من مذكرات التعاون، بكين. 24 مايو 2023- REUTERS

 "ردود غاضبة"

وتأتي الزيارة بعد ردود فعل غاضبة صدرت من روسيا والصين إزاء التصريحات التي خرجت بحقهما خلال قمة "مجموعة السبع" مطلع الأسبوع بشأن عدد من القضايا من بينها أوكرانيا والأسلحة النووية والضغوط الاقتصادية.

ووفقاً لبيانات الجمارك الصينية، فقد واصلت الصادرات الصينية إلى روسيا الارتفاع في أبريل وقفزت 153.1% على أساس سنوي، بعد تضاعفها في مارس.

وذكرت إنترفاكس أنه من المتوقع أن ترتفع إمدادات الطاقة الروسية إلى الصين 40% هذا العام، كما يناقش البلدان إمدادات المعدات التكنولوجية إلى روسيا.

وعززت الصين وروسيا في السنوات الأخيرة تعاونهما الاقتصادي والدبلوماسي فيما تطوّرت الشراكة الاستراتيجية بينهما منذ غزو أوكرانيا.

ويرى محللون أن الصين أصبحت الطرف الأقوى في العلاقات الروسية الصينية نظراً للعزلة الروسية المتفاقمة على الساحة الدولية.

"تعاون طبيعي"

ولدى سؤالها عن الانتقادات الغربية المحتملة لهذه العلاقة الثنائية، أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، الثلاثاء، أن هذه العلاقة هي علاقة "تعاون اقتصادي وتجاري طبيعي.. على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة"، وفق "فرانس برس".

وذكّرت بأن بكين "اعترضت دائماً على العقوبات أحادية الجانب التي لا يسمح بها مجلس الأمن الدولي وعلى الولاية القضائية خارج الحدود الإقليمية".

وأضافت أن "التعاون بين الصين وروسيا لا يستهدف أي طرف ثالث ولا يسمح بأي تدخل أو إكراه من قبل أي طرف ثالث".

وتشدد الصين على أنها تلتزم الحياد حيال الحرب ورفضت إدانة روسيا لشنّها الغزو.

وفي فبراير، أصدرت بكين وثيقة من أجل "تسوية سياسية" للنزاع ذكرت بلدان غربية أنها قد تمكن روسيا من إبقاء أجزاء كبيرة من الأراضي التي انتزعتها من أوكرانيا تحت سيطرتها.

وخلال قمة موسكو في مارس، دعا الرئيس الصيني نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة بكين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات