نقلت صحيفة "ذي ناشيونال" الظبيانية الناطقة بالإنجليزية، عن مصادر مصرية قولها إنها تتوقع أن تتبادل مصر وإيران السفراء خلال أشهر، كجزء من عملية وساطة تقوم بها سلطنة عمان لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال مصدران مصريان للصحيفة إنه "تم الاتفاق من حيث المبدأ على عقد اجتماع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي".
وتوقعت الصحيفة أن يعقد الاجتماع بين الرئيسين بحلول نهاية العام الجاري.
وتأتي تلك الأنباء، عقب أيام من زيارة قام بها سلطان عمان هيثم بن طارق إلى مصر، استمرت يومين حيث ناقش مع الرئيس المصري العلاقات مع طهران، وفقاً لمسؤولين مصريين.
ومن المنتظر أن يتوجه السلطان هيثم بن طارق، إلى إيران في زيارة دولة رسمية الأحد المقبل تستمر 3 أيام.
ولدى سلطنة عمان علاقات وثيقة مع طهران، وعادة ما تولت دور الوسيط في النزاعات الإقليمية، أو النزاعات التي تصطدم فيها حكومة طهران مع حكومات أخرى في العالم العربي، أو الغربي.
رغبة إيرانية
بدورها، قالت إيران أنها "ترغب في تحسين العلاقات مع مصر، الدولة العربية الأكثر تعداداً للسكان". وفيما ظلت الحكومة المصرية صامتة بشأن العلاقات مع طهران، تناقلت وسائل إعلام إقليمية تقارير خلال الأسابيع الماضية عن ذوبان للجليد في العلاقات بين البلدين وفقاً لـ"ذي ناشيونال".
وقال المسؤولون المصريون للصحيفة إن تطبيع العلاقات مع إيران، يضمن نية طهران الحسنة في ما يتعلق بالجهود المصرية لإقامة علاقات اقتصادية وتجارية وثيقة مع دول مثل العراق، وسوريا، ولبنان، والتي تملك طهران فيها نفوذاً كبيراً.
مطالب مصرية
وستسعى مصر بحسب الصحيفة "لإقناع إيران بالتخلي أو على الأقل تقليص دعمها لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، أكبر حركتين مسلحتين في قطاع غزة المجاور لمصر".
وشكلت الصدامات بين الحركتين وإسرائيل تهديداً لمصر، كما أنها تعوق من جهود المصالحة بينهما والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وهو هدف يستبق استئناف الجهود المعطلة لعقد محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
محادثات دبلوماسية واستخباراتية
وأشارت الصحيفة إلى "محادثات مغلقة متوسطة المستوى، بين مسؤولين استخباراتيين ودبلوماسيين من إيران ومصر لتطبيع العلاقات منذ مارس الماضي".
وكشفت أن "الجولة الأخيرة من المحادثات عقدت في وقت سابق من الشهر الجاري في بغداد، والتي تملك حكومتها علاقات وثيقة مع إيران".
وإلى جانب العلاقات الثنائية، تطرقت المحادثات، بحسب "ذي ناشيونال" إلى "خفض التوتر في أماكن تملك إيران فيها نفوذاً كبيراً، بينها اليمن، ولبنان، وسوريا، والتي تدعم فيها طهران حكومات أو جماعات مسلحة".
ورأت الصحيفة أن "ذوبان الجليد بين القاهرة وطهران، سيؤدي إلى طبقة جديدة من عمليات المصالحة في الإقليم، والتي تؤدي إلى تغيير المشهد السياسي الإقليمي".
واتفقت السعودية وإيران في 10 مارس، على استئناف العلاقات الدبلوماسية برعاية صينية في بكين، ومذاك الحين، تبادلت وفود البلدين الزيارات، تمهيداً لفتح الممثليات الدبلوماسية.
وهدأت الأوضاع في اليمن بين جماعة الحوثي التي تدعمها إيران، والحكومة التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية، وسط مساع دبلوماسية لإنهاء النزاع.
وعادت سوريا، التي تدعم فيها إيران حكومة الرئيس بشار الأسد، وكذلك "حزب الله" اللبناني الذي يملك نفوذاً كبيراً هناك، إلى جامعة الدول العربية هذا الشهر، وحضر الأسد، القمة العربية في جدة، في أول زيارة له إلى السعودية منذ 12 عاماً.
توتر العلاقات مع مصر
وتوترت العلاقات بين القاهرة، الحليف القوي للولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج، منذ الإطاحة بحكومة الشاه رضا بهلوي في 1979، على يد الثورة الإسلامية.
وتوفي بهلوي في مصر في 1980، حيث دفن مع أفراد عائلته، وهو ما خلق توتراً بين القاهرة وطهران.
وتدهورت العلاقات بشكل أكبر، بعدما قررت حكومة طهران إطلاق اسم خالد الإسلامبولي، ضابط الجيش الذي قاد الفريق الذي اغتال الرئيس المصري الراحل أنور السادات في 1981، على أحد شوارعها.
وطلبت القاهرة من طهران تغيير الاسم مراراً، ولكن طهران رفضت.
اقرأ أيضاً: