سلطان عمان ورئيس إيران يبحثان تطورات المنطقة والتعاون الاقتصادي

سلطان عُمان هيثم بن طارق والرئيس الإيراني إبراهيم رئسي في العاصمة طهران.  28 مايو 2023 - "وكالة الأنباء العمانية"
سلطان عُمان هيثم بن طارق والرئيس الإيراني إبراهيم رئسي في العاصمة طهران. 28 مايو 2023 - "وكالة الأنباء العمانية"
دبي-الشرقوكالات

استقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأحد، سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، الذي يزور طهران لمدة يومين. ومن المتوقع أن تركز الزيارة على قضايا دبلوماسية وأمنية في المنطقة، إضافة إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وخلال اللقاء، قال الرئيس الإيراني إن العلاقات بين البلدين ارتقت من مستوى التجارة الى مستوى الاستثمار، حسبما أفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء.

وأضاف رئيسي أن "المواقف المشتركة ورؤية تعزيز التقارب الإقليمي لدى زعيمي البلدين" قادرة على توسيع العلاقات الثنائية في الصعيدين الثنائي والإقليمي.

ولفت الرئيس الإيراني إلى قدرات البلدين في المجالات "الصناعية، التجارية، الاتصالات، الشؤون الدفاعية والأمنية، الطرق البرية والسكك الحديدية، النقل والملاحة البحرية، تجارة الترانزيت، التحويلات المالية والطاقة"، باعتبارها من الفرص المتاحة لتوسيع التعاون.

ودعا رئيسي إلى إنهاء الاتفاق الخاص بإنشاء صندوق مشترك لدعم التنمية الاستثمارية بين إيران وعمان.

وتطرق الرئيس الإيراني إلى المواقف المشتركة حيال قضايا اليمن وفلسطين، مشيداً بدور سلطنة عمان والسلطان هيثم بن طارق "الهادف إلى استيفاء حقوق الشعبين اليمني والفلسطيني".

مزيد من الجهود

من جانبه، قال سلطان عمان إن العلاقات بين طهران ومسقط شهدت نمواً في المستويين الثنائي والإقليمي، منذ زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة إلى مسقط.

وتابع السلطان هيثم بن طارق، خلال الاجتماع المشترك مع رئيسي وكبار المسؤولين الإيرانيين، أن التبادل التجاري بين إيران وعمان سجل نمواً بواقع ضعفين، "لكن في ضوء الطاقات والأرضيات المتوفرة بشتى المجالات، لم يبلغ البلدان المستوى المطلوب بعد، وبما يلزم بذل المزيد من الجهود المشتركة من أجل تفعيل هذه الطاقات الكامنة لديهما"، وفق وكالة مهر الإيرانية للأنباء.

وحسب ما أفادت وكالة الأنباء العمانية، وقّع البلدان على مذكرتي تفاهم واتفاقيتين في مجالات ترويج الاستثمار، وتبادل الفرص الاستثمارية، وتعزيز التنمية والاستثمار في المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، وتبادل المعلومات النفطية والدراسة المشتركة لمشروع حقل هنجام بخا.

وأضافت الوكالة أنه أُجريت مراسم استقبال رسمية، لدى وصول موكب السلطان هيثم بن طارق آل سعيد إلى المبنى الرئاسي الجمهوري بقصر سعد آباد في العاصمة طهران، حيث كان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مُقدمة المستقبلين.

تفعيل الاتفاقات الثنائية

وأفادت وزارة الخارجية العمانية في بيان، فجر الاثنين، بأن سلطنة عمان وإيران تدرسان التعاون في الطاقة والمعادن.

وقالت في بيانها إن وزير الطاقة والمعادن العماني سالم بن ناصر العوفي، اجتمع مع وزير النفط الإيراني جواد أوجي، وناقشا مشروعات تطوير حقل "هنجام-بخا"، وتصدير الغاز إلى عُمان.

كما أشار البيان إلى أن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي صرح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بأن مسقط وطهران ستتعاونان من أجل تفعيل الاتفاقات الثنائية المبرمة بين الجانبين.

الوساطة العمانية

وتلعب عُمان منذ وقت طويل دور الوسيط للغرب مع إيران، وكانت قد توسطت في إطلاق سراح عدد من الأجانب ومزدوجي الجنسية.

وساعدت السلطنة، الجمعة، في تأمين الإفراج عن موظف إغاثة بلجيكي، اعتُقل العام الماضي وحُكم عليه بالسجن 40 عاماً و74 جلدة بتهم من بينها التجسس، مقابل إطلاق سراح دبلوماسي إيراني حُكم عليه بالسجن 20 عاماً في ما يتعلق بتدبير محاولة تفجير في فرنسا.

لكن العشرات من الأجانب ومزدوجي الجنسية ما زالوا في سجون إيران ويواجه معظمهم تهم التجسس وغيرها من الاتهامات المتعلقة بالأمن. وتنتقد جماعات حقوقية الاعتقالات وتصفها بأنها مخطط لانتزاع تنازلات من الغرب عبر تلفيق الاتهامات، وهو ما تنفيه طهران.

وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن من المتوقع خلال الزيارة مناقشة قضايا منها العلاقات بين طهران ومصر، وبرنامج طهران النووي المثير للجدل.

ونقلت صحيفة "ذي ناشيونال" الظبيانية الناطقة بالإنجليزية، عن مصادر مصرية قولها إنها تتوقع أن تتبادل مصر وإيران السفراء خلال أشهر، كجزء من عملية وساطة تقوم بها سلطنة عمان لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وقال مصدران مصريان للصحيفة إنه "تم الاتفاق من حيث المبدأ على عقد اجتماع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي".

وتوقعت الصحيفة أن يعقد الاجتماع بين الرئيسين بحلول نهاية العام الجاري.

وجاءت تلك الأنباء، عقب أيام من زيارة قام بها سلطان عمان هيثم بن طارق إلى مصر، استمرت يومين حيث ناقش مع الرئيس المصري العلاقات مع طهران، وفقاً لمسؤولين مصريين.

وتأتي الزيارة وسط تجدد الانتقادات لإيران في ما يتعلق بسجلها في مجال حقوق الإنسان، ومزاعم تقديمها طائرات مسيرة لروسيا في حربها في أوكرانيا. وتنفي طهران بيع طائرات مسيرة لموسكو لاستخدامها في حرب أوكرانيا.

وتعثرت جهود القوى العالمية الست الأطراف في اتفاق طهران النووي لعام 2015 لإحيائه منذ سبتمبر  الماضي وسط مخاوف غربية متزايدة من إحراز طهران تقدماً سريعاً في البرنامج النووي.

وكان الاتفاق، الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، قد فرض قيوداً على أنشطة إيران النووية مما أدى إلى تمديد الوقت الذي تحتاجه طهران لإنتاج ما يكفي من المواد
الانشطارية اللازمة لصنع قنبلة نووية، إذا اختارت ذلك. وتنفي إيران أنها تسعي لامتلاك أسلحة نووية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات