احتدم القتال بين القوات الروسية والأوكرانية في جنوب وشرق أوكرانيا، السبت، في حين تحدث الرئيس الأوكراني عن عمليات هجومية مضادة من دون تحديد ما إذا كانت تمثل "الهجوم المضاد الكبير" الذي تعد له بلاده منذ أشهر.
وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في العاصمة الأوكرانية كييف: "حصلت عمليات هجومية مضادة ودفاعية في أوكرانيا، ولن أتحدث عنها بالتفصيل".
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، صد هجمات أوكرانية جنوب دونيتسك وأرتيوموفسك (الاسم الإدارة الروسية لمدينة باخموت)، شرق أوكرانيا، وقالت إنه تم تصفية نحو 300 مسلح أوكراني وتدمير 4 دبابات من طراز ليوبارد الألمانية وأسلحة ومعدات غربية ومدرعات أمريكية على محور زابوروجيا، جنوب وسط أوكرانيا.
مساعدات كندية
وأعلن رئيس الوزراء الكندي، خلال زيارة مفاجئة إلى كييف، السبت، مشاركة بلاده في جهد متعدد الجنسيات لتدريب طيارين مقاتلين أوكرانيين، وتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار كندي (375 مليون دولار).
وفي ظل تعتيم إخباري بشأن خطط الرحلة، جاءت زيارة ترودو إلى كييف رفقة نائبته كريستيا فريلاند، بينما تواجه حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي صعوبات في تقييم الأضرار وإجراء مزيد من عمليات الإجلاء بعد تدمير سد "نوفا كاخوفكا" العملاق، بحسب هيئة الإذاعية الكندية "CBC".
وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بشأن تدمير السد، الذي قالت وكالات استخبارات أميركية، ومؤسسة أبحاث نرويجية ترصد بيانات الاهتزاز الناتج من الهزات الأرضية، الجمعة، إنه نجم عن نوع من الانفجار.
ساحة المعركة
يأتي ذلك في الوقت الذي يُصعد فيه الجيش الأوكراني هجومه المضاد الذي طال انتظاره، لطرد قوات روسيا من المناطق الشرقية والجنوبية التي تسيطر عليها، وسط حديث كلا الجانبين عن تحقيق انتصارات في الميدان.
وأعلنت موسكو وكييف أن قتالاً عنيفاً دار في أوكرانيا، الجمعة، وتحدث مدونون عن رؤيتهم لمدرعات ألمانية وأمريكية لأول مرة، في مؤشر على احتمال أن يكون الهجوم المضاد الأوكراني المتوقع منذ فترة طويلة قد بدأ.
وقال متحدث عسكري أوكراني، السبت، إن القوات الأوكرانية تقدمت في إطار هجوم مضاد مسافة تصل إلى 1400 متر في عدد من المواقع بالخطوط الأمامية بالقرب من مدينة باخموت شرق البلاد، الجمعة.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الأوكرانية اخترقت الخط الأول للدفاعات الروسية في بعض المناطق، لكن تقدم كييف كان أبطأ في مناطق أخرى.
وينفي المسؤولون في أوكرانيا، التي تستعد لشن هجوم مضاد واسع النطاق منذ أسابيع، أن تكون الخطوة التي طال انتظارها قد بدأت، ويقولون إنه عندما تبدأ سيكون الأمر واضحاً.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت خلال الـ24 ساعة الماضية، طائرة أوكرانية من طراز "ميج-29"، و8 مسيرات، حسبما نقلت "سبوتنيك".
وأضافت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت صاروخين من طراز "ستورم شادو" و10 صواريخ من طراز "هيمارس"، مشيرة إلى أن القوات الروسية أسقطت 8 مسيرات أوكرانية في دونيتسك ولوغانسك وفي مقاطعة خيرسون.
كما لفتت إلى "صد هجمات أوكرانية، جنوب دونيتسك وباخموت، وتصفية نحو 300 مسلح أوكراني وتدمير 4 دبابات من طراز ليوبارد وأسلحة ومعدات غربية ومدرعات أمريكية أخرى على محور زابوروجيا".
وتقول روسيا إنها سيطرت على باخموت بالكامل الشهر الماضي بعد أطول المعارك وأكثرها دموية منذ أن بدأت الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
زيلينسكي يخاطب جنوده
وقبل وصول رئيس الوزراء الكندي، أطلع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رئيسي وزراء اليابان وهولندا على عمليات الإنقاذ في الجنوب، ونوع المساعدات الإنسانية المطلوبة.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي، إنهم بحثوا أيضاً سبل تعزيز التعاون الدفاعي، لكنه لم يذكر بشكل مباشر الهجوم المضاد، الذي قالت عدة وكالات استخبارات غربية، ووسائل إعلام إنه يجري حالياً.
ووجه الرئيس الأوكراني تصريحات للجنود: "إننا نشهد بطولاتكم، ونحن ممتنون لكم على كل دقيقة من حياتكم، لأنها في الواقع من أجل حياة أوكرانيا".
في المقابل، يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقتنع بأن الهجوم المضاد يجري حالياً، وأشار إليه، الجمعة، في مقطع فيديو عبر قناته على "تلجرام"، إذ قال: "يمكننا القول بالتأكيد إن هذا الهجوم الأوكراني قد بدأ".
"هجمات استكشافية"
وعبّر رئيس مركز الدراسات العسكرية والقانونية في كييف أولكسندر موسيينكو، عن اعتقاده في أن القتال المكثف الأسبوع الماضي يشير إلى "بداية" الحملة التي طال انتظارها.
وأضاف أن ما يشهده العالم، يمثل "هجمات استكشافية" بحثاً عن نقاط ضعف في الخطوط الروسية، مؤكداً على أن الضربات الحاسمة لم تأت بعد.
وتابع موسيانكو، وهو مستشار سابق لوزير الدفاع "أفترض أنه يمكن (أن يمضي قدماً على) محاور قليلة؛ محورين أو ثلاثة".
وأشار إلى أن "تدمير" سد توليد الطاقة الكهرومائية والفيضانات الناتجة على طول نهر دنيبرو، أعطت الروس قدراً ضئيلاً من الإغاثة العسكرية في المنطقة الجنوبية بالقرب من خيرسون، حيث أصبح النهر أوسع ولم يعد ممراً بنفس السهولةً للقوات الأوكرانية.
وأوضح أنه سمح لموسكو بنقل القوات التي كانت تحرس المنطقة في الظروف العادية، ونقلها إلى أماكن أخرى، مضيفاً: "لقد فعلوا ذلك فقط لتحريك قواتهم. لقد أخذوها من الضفة اليسرى (لمدينة) خيرسون، وتحركوا في اتجاه زابوروجيا، لحماية خطوط الدفاع هناك".
في غضون ذلك، تتصاعد معارك شرسة في الشرق والجنوب مع تحرك القوات الأوكرانية إلى مواقع هجومية.
ولم تؤكد كييف ما إذا كان هجومها المضاد المتوقع ضد القوات الروسية قد بدأ رسمياً، لكن مسؤولين يعتقدون بأن البلاد ستحتاج إلى المزيد من المساعدات العسكرية الغربية للفوز في الحرب.
اقرأ أيضاً: