عبّرت الولايات المتحدة، الاثنين، عن أملها في نجاح الهجوم الأوكراني المضاد، معتبرة أن ذلك قد يرغم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التفاوض لإنهاء ما يصفه الأخير بـ"العملية العسكرية الخاصة"، فيما أشارت فرنسا إلى أنها ترغب في نجاح كييف قدر الإمكان لتتمكن "من بدء مرحلة تفاوض بشروط جيدة".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للصحافيين إن "نجاح الهجوم المضاد من شأنه أن يحقق أمرين، تعزيز موقعها (أوكرانيا) على أي طاولة مفاوضات مستجدة، وقد يؤدي أيضاً إلى جعل بوتين يركز بنهاية الأمر على التفاوض لإنهاء الحرب التي بدأها".
وشدد وزير الخارجية على "عزم واشنطن لزيادة دعمها لأوكرانيا حتى تنجح في ساحة المعركة"، متوقعاً تقديم "دعم سياسي وعملي قوي لكييف خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقبلة بفيلنيوس (ليتوانيا)" المقررة في يوليو المقبل.
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية سيستمر لأسابيع، بل حتى لأشهر.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس البولندي أندريه دودا في قصر الإليزيه، أن "الهجوم المضاد الأوكراني بدأ قبل عدة أيام"، مضيفاً: "سينتشرون لعدة أسابيع، بل حتى لأشهر.. نريده أن ينجح قدر الإمكان كي نتمكن من بدء مرحلة تفاوض بشروط جيدة".
وتشهد المناطق الشرقية في أوكرانيا تصاعداً في حدة المعارك خلال الأيام الماضية، وسط إشارات من كييف وموسكو بأن الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره، قد بدأ فعلاً.
"الهجوم يمضي قدماً"
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن كييف "تمضي قدماً" في الهجوم المضاد الذي تعد له كييف منذ أشهر ضد القوات الروسية رغم "صعوبة" القتال.
وقال زيلينسكي في كلمته اليومية المسائية: "القتال صعب، لكننا نمضي قدماً، وهذا أمر هام". وأضاف بعد إعلان كييف عن استعادة 7 قرى من القوات الروسية "أتقدم بالشكر لجنودنا من أجل كل علم أوكراني يعود إلى مكانه الصحيح في القرى الواقعة في المناطق المحررة حديثاً".
بدورها، ذكرت نائبة وزير الدفاع الأوكراني جانا ماليار عبر "تيليجرام": "تم تحرير 7 قرى"، معددة لوبكوفو وليفادني ونوفوداريفكا في منطقة زابوروجيا الجنوبية. وأضافت أن القوات الأوكرانية استعادت أيضاً قرية ستوروجيفي التي تقع قرب ثلاث قرى أخرى تمت السيطرة عليها الأحد جنوب منطقة دونيتسك.
صد هجمات أوكرانية
من جهته، أعلن الجيش الروسي، الاثنين، أنه تمكن من صد هجمات أوكرانية في الجنوب، حيث أعلنت كييف سيطرتها على مناطق عدة.
وفي الوقت نفسه، كانت وزارة الدفاع الروسية حريصة على عدم نفي أو تأكيد انسحابها من بلاجوداتني، وماكاريفكا، ونسكوتشني، وستوروييفي، وهي القرى التي قال الجيش الأوكراني، الأحد والاثنين، إنه سيطر عليها، فيما تقع كلها في جنوب فيليكا، نوفوسيلكا، وفريميفكا، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقالت الوزارة الروسية في بيان: "بمنطقة فريميفكا، صدت وحدات الدفاع بمساعدة المدفعية وأنظمة قاذفات اللهب 3 هجمات للعدو من فيليكا نوفوسيلكا، وليفادني".
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين قولهم إن مئات السكان ما زالوا في البلدة رغم تدمير معظم البنية التحتية فيها علي يد القوات الروسية، التي سيطرت على معظم أنحاء منطقة زابوروجيا في الأشهر الأولى من غزوها العام الماضي.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن "اليوم الأول من الهجوم المضاد شهد نحو 25 معركة بالقرب من باخموت شرقاً، وإلى الجنوب قرب أفدييفكا ومارينكا، وهي بلدات تقع في منطقة دونيتسك، وكذلك بالقرب من بيلوهوريفكا في منطقة لوجانسك".
