اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، روسيا بـ"زعزعة استقرار إفريقيا"، واعتماد خيارات "لا تصب في صالح المجتمع الدولي"، وذلك في تصريحات على هامش قمة في باريس، الجمعة، مشيراً إلى أنه سيستجيب إلى الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
جاءت تصريحات ماكرون خلال لقاء مع ثلاث وسائل إعلام فرنسية هي "فرانس إنفو"، وRFE و"فرانس 24"، على هامش قمة "ميثاق عالمي جديد" التي تستضيفها باريس.
وقال ماكرون إن روسيا "قوة مزعزعة للاستقرار في إفريقيا عبر مليشيات خاصة تنكل بالمدنيين، في إشارة إلى انتشار مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة في مناطق عدة بإفريقيا.
وأشار ماكرون الى أن "الأمم المتحدة وثقت انتهاكات مجموعة فاجنر في إفريقيا الوسطى".
واعتبر الرئيس الفرنسي، أن موسكو أوجدت نفسها "في وضع لا تحترم (خلاله) القانون الدولي، وباتت إحدى القوى الاستعمارية القليلة في القرن الحادي والعشرين، من خلال شنّ حرب استعمارية على جارتها أوكرانيا".
ورفض الكرملين على لسان المتحدث باسمه ديميتري بيسكوف، في وقت لاحق، الجمعة، اتهامات ماكرون، وقال إن أنشطة روسيا في القارة "لا تستهدف أي دولة ثالثة ولا ينبغي أن تكون مصدر قلق لأحد".
معركة نفوذ
يأتي ذلك فيما تقود فرنسا جهوداً ملحة بشكل متزايد لمواجهة مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية، التي تتحرك بقوة لتوسيع نفوذها في إفريقيا، حيث تعمل على زيادة حلفاء موسكو.
وتركز صراع صراع النفوذ في إفريقيا الوسطى، حيث أُجبر آخر الجنود الفرنسيين على المغادرة في ديسمبر الماضي، في ظلّ ازدياد النفوذ الروسي في البلاد، فيما اتّهمت باريس سلطات إفريقيا الوسطى بالتورط في حملة تضليل مناهضة لفرنسا يشتبه بأن روسيا غذتها.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، أمام البرلمان في وقت سابق من يونيو الجاري، إن المشاعر المعادية لفرنسا في إفريقيا يمكن أن ترجع لأسباب منها "جهات معادية، خاصة من روسيا".
وفي مايو ، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن فرنسا كانت تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية منذ عقود، وأطاحت بزعماء اعترضت عليهم، وشيدت "نظاماً استعمارياً جديداً من النفوذ". وفي المقابل، قالت المتحدثة إن روسيا لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى.
وتبع الانسحاب من إفريقيا الوسطى، انسحاباً عسكرياً مماثلاً من بوركينا فاسو المجاورة في بداية العام الجاري، وهي خطوات ترجع لأسباب منها الانقلابات العسكرية، ووجود مقاتلي "فاجنر" في المنطقة.
ويعد الانسحاب العسكري، فشلاً كبيراً لماكرون، وعزز وجود موسكو في وقت سعى فيه الغرب لفرض قيود على روسيا بسبب غزو أوكرانيا. كما تسبب في انتكاسة للجهود الغربية لمواجهة المسلحين في منطقة الساحل الإفريقي.
وفي تشاد، حيث تقود الولايات المتحدة وفرنسا عمليات لمكافحة التمرد، أبدت فرنسا استعدادها لضرب "فاجنر" إذا دعمت المجموعة شبه العسكرية انقلاباً في البلاد، وفقاً لـوثائق استخباراتية أميركية مُسربة.
الحوار مع بوتين
ورداً على سؤال بشأن ردّ فعله في حال اتصل به الرئيس الروسي بوتين، قال ماكرون، الجمعة، "بالتأكيد سأجيب".
وأضاف: "إذا اتصل بي ليقترح عليّ أمراً ما، سأتجاوب لأن فرنسا كانت دائماً قوّة مسهّلة ووسيطة".
غير أنه أشار إلى أن "استئناف الحوار لن يكون ممكناً إلا في حال احترام القانون الدولي، وهو الوحيد الذي يتيح لنا العيش بسلام".
وشدد ماكرون على أنه "لا سبب يدعوه في الوقت الراهن للمبادرة الى الاتصال بنظيره الروسي"، معرباً عن أمله في أن "يحين الوقت لمفاوضات وفق شروط أوكرانيا".
اقرأ أيضاً: