تمرد فاجنر.. بوتين أُبلغ بالخطة قبل تنفيذها وواشنطن علمت مبكراً

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو- 17 فبراير 2023 -  REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو- 17 فبراير 2023 - REUTERS
واشنطن/ دبي-أ ف بالشرق

رصدت أجهزة الاستخبارات الأميركية مؤشرات منتصف يونيو الجاري، على أن رئيس مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجين كان يحضّر للتحرّك ضد مؤسسة الدفاع الروسية، فيما يعتقد مسؤولو الاستخبارات الأميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ بخطط بريجوجين قبل تنفيذها بنحو 24 ساعة على الأقل.

وقدّم مسؤولون في الاستخبارات الأميركية إحاطات للبيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاجون) والكونجرس بشأن احتمال وقوع اضطرابات في روسيا قبل يوم على بدئها، وفق ما ذكرت "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز".

وذكرت "واشنطن بوست" أن أجهزة الاستخبارات بدأت رصد المؤشرات بأن بريجوجين وقوة فاجنر التابعة له ينويان التحرك ضد القيادة العسكرية الروسية في منتصف يونيو، فيما قال مسؤولون لـ"CNN" إن واشنطن رصدت صراعاً على النفوذ في موسكو منذ يناير الماضي.

ولم تكن خطط بريجوجين واضحة بالتحديد حتى فترة قليلة قبل بدء تمرده المسلح، وفق ما أكد مسؤول بالاستخبارات الأميركية لـ"واشنطن بوست"، قائلاً إنه "كانت هناك مؤشرات كافية من أجل إحاطة القيادة بأن شيئاً ما سيحدث". وأضاف: "لذلك أعتقد أننا كنا مستعدين لذلك".

وقال المسؤول إن عدداً من الأسئلة كان يطرح في الأيام الأخيرة بشأن ما إذا كان بوتين سيبقى في السلطة، مشيراً إلى "قلق بالغ" لدى الإدارة الأميركية بشأن عدم الاستقرار الذي قد تنتج عنه "حرب أهلية" في روسيا.

من جانبها، لفتت "نيويورك تايمز" إلى أنه بحلول منتصف الأسبوع أصبحت المعلومات ملموسة ومقلقة بشكل أكبر، ما دفع مسؤولي الاستخبارات لتقديم سلسلة إحاطات بهذا الشأن.

وبعكس رد فعل الاستخبارات الأميركية قبيل غزو أوكرانيا، حين أفرجت وكالات الاستخبارات عن معلومات سرية بشأن الغزو في محاولة لردع بوتين، التزمت الاستخبارات الصمت بشأن خطط برجوجين، إذ شعر المسؤولون الأميركيون أن إعلانهم أي معلومات بهذا الشأن قد يؤدي إلى اتهام بوتين لواشنطن بالوقوف وراء محاولة انقلاب، إضافة إلى أنه لم يكن لديهم أي اهتمام بمساعدة بوتين في "تجنب إحراج كبير" يؤدي إلى تفتت الدعم له، وفق ما نقلت "واشنطن بوست".

إبلاغ بوتين

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أُبلغ بأن بريجوجين الذي كان حليفاً مقرّباً له، يخطط للتمرّد قبل يوم على الأقل من تنفيذه.

وفي تمرّد تسارعت أحداثه، تحرّكت قوات بريجوجين من معسكراتها في أوكرانيا باتّجاه روسيا الجمعة وسيطرت على القيادة العسكرية الإقليمية في مدينة روستوف الجنوبية قبل التقدّم نحو موسكو.

لكن التحرّك أُلغي فجأة أيضاً السبت، وأعلنت وسائل إعلام روسية رسمية بأن قوات فاجنر ستعود إلى أوكرانيا بينما سيذهب بريجوجين إلى بيلاروس المجاورة.

وأكد الكرملين بأنه لن يلاحق بريجوجين أو عناصر فاجنر قضائياً.

وأثارت المعلومات بأن بريجوجين ينوي التحرّك عسكرياً قلق مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية حيال إمكانية اندلاع فوضى في بلد يملك ترسانة نووية قوية، وفق "نيويورك تايمز".

عمل استخباراتي منذ يناير

من جانبها، أفادت شبكة "CNN" نقلاً عن مسؤولين أميركيين بأن الاستخبارات الأميركية بدأت جمع المعلومات عن صراع نفوذ محتمل داخل روسيا منذ يناير الماضي.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين لم تكشف هوياتهم، أن واشنطن خلصت في وقت مبكر من يناير الماضي إلى أن هناك "صراعاً داخلياً على النفوذ بين فاجنر والحكومة الروسية".

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة كانت تجمع معلومات استخباراتية عن كثب بشأن "الديناميكية المتقلبة بين الطرفين منذ ذلك الحين".

ومع تعثر الغزو الروسي لأوكرانيا في وقت سابق من العام الجاري، قال مسؤولون أميركيون كبار، إنهم "رأوا مؤشرات على توترات بين الكرملين وبريجوجين". وقالوا حينها إنهم يعتقدون أن هذه التوترات ستتصاعد خلال الأشهر المقبلة.

وقال المسؤولون إن تقييماتهم للوضع مستمدة من معلومات استخباراتية، واعتبرت الشبكة الأميركية أن ذلك "مؤشر على مدى جدية البيت الأبيض والبنتاجون في التعامل مع احتمال نشوب صراع على السلطة".

وفي يناير، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن "فاجنر" أصبحت "مركز قوة منافساً للجيش الروسي"، ورجح المسؤولون في ذلك الوقت أن بريجوجين كان يعمل على تعزيز مصالحه الخاصة في أوكرانيا بدلاً من الأهداف الروسية الأوسع.

وكانت مجموعة "فاجنر"، التي قال الغرب إنها جندت مدانين بالسجون للقتال في أوكرانيا، تتخذ قرارات بناءً على "ما ستولده لبريجوجين، من حيث الدعاية الإيجابية"، حسبما قال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، في يناير.

ومنذ ذلك الحين، كان البيت الأبيض وغيره من مساعدي الأمن القومي الأميركي يعتقدون بصحة ما وصفه أحد المسؤولين بأنه هناك "معركة مستمرة" بين بريجوجين ووزارة الدفاع الروسية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات