أوكرانيا تُلقي باللّوم على شركاء غربيين في "تعثر" الهجوم المضاد

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال مؤتمر صحفي في كييف، 1 يوليو 2023 - AFP
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال مؤتمر صحفي في كييف، 1 يوليو 2023 - AFP
كييف/مدريد-أ ف ب

قالت إسبانيا وأوكرانيا في إعلان مشترك، السبت، إنَّ ترشح كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سيكون ضمن أولويات رئاسة مدريد للتكتل، فيما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شركاء غربيين بالمماطلة في تدريب جنوده على المقاتلات، إضافة إلى نقص إمدادات الذخيرة، ما تسبب في عدم تحقيق تقدم سريع خلال "الهجوم المضاد" في ميدان المعركة.

وأضاف مكتب الرئيس الأوكراني، أن إسبانيا أعربت عن "تأييدها لترشيح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد، وسيكون ذلك من أولويات رئاستها"، التي بدأت السبت، وأكدت أهمية "تعزيز الشراكة بين حلف شمال الأطلسي "الناتو" وأوكرانيا من خلال إنشاء مجلس "الناتو - أوكرانيا".

بدوره، أشار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إلى أنَّ زيارته لكييف بشكل رسمي في اليوم الأول من تولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، تظهر دعم الاتحاد "الراسخ" لطلب أوكرانيا بالانضمام إلى التكتل.

وقال سانشيز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي: "من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي بشأن انضمام أوكرانيا، فإن وجودي في اليوم الأول من هذه الرئاسة (التي تستمر) 6 أشهر، يثبت التزاماً سياسياً واضحاً وراسخاً من جانب مؤسسات" التكتل.

ووصل سانشيز إلى كييف السبت للتعبير عن تضامن الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا التي جدد رئيسها فولوديمير زيلينسكي مطالبة الغرب بالإسراع في تسليمها أسلحة.

وفي فبراير 2022، وعقب غزو روسيا للأراضي الأوكرانية بأيام، وقع زيلينسكي على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي خلال مقطع فيديو تم بثه عبر منصات التواصل الاجتماعي.

تضامن أوروبي

وبعد مرور 16 شهراً على الغزو الروسي، تقول كييف إنها تخوض معارك "ضارية" في إطار هجومها المضاد الذي بدأ الشهر الماضي بعد أسابيع من الترقب.

وكتب سانشيز عبر "تويتر": "في كييف.. أردت أن يُكتب الفصل الأول للرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا مع (زيلينسكي)"، مضيفاً أنه سيعبر له عن "تضامن أوروبا بأسرها".

وتابع: "سنواصل دعم الشعب الأوكراني حتى عودة السلام إلى أوروبا". وكان سانشيز أعلن عن هذه الزيارة خلال قمة الاتحاد الأوروبي الخميس، قائلاً إن الهدف هو إظهار دعم الاتحاد الأوروبي "الثابت" لكييف.

وحصلت أوكرانيا على وضع المرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قبل عام، وتأمل في بدء مفاوضات رسمية هذا العام حول ما تحتاج إلى القيام به لتعزيز مساعيها في هذا الاتجاه.

وقالت كييف أيضاً هذا الأسبوع، إن الوقت حان لكي يوضح "الناتو" موقفه من عضوية أوكرانيا.

اتهامات بالمماطلة

وخلال المؤتمر، اتهم الرئيس الأوكراني "بعض" الشركاء الغربيين بالمماطلة في ما يتعلق بمشاريع تدريب طيارين أوكرانيين على قيادة طائرات مقاتلة، وذلك بحسب ما نقلته "فرانس برس".

وصرح زيلينسكي للصحافيين إلى جانب سانشيز في إشارة إلى الدول الغربية "هل لديهم فكرة عن موعد إمكان حصول أوكرانيا على (مقاتلات) F-16؟". وأضاف: "ليس هناك جدول زمني لمهمات التدريب.. أعتقد أن بعض الشركاء يماطلون.. لماذا يفعلون ذلك؟ لا أعلم".

وكان وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، توقع الأسبوع الماضي، أن يبدأ برنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة مقاتلات F-16 في يوليو، وسط تهديدات روسية بـ"حرق" الطائرات التي سترسلها الدول الغربية لكييف.

ولطالما كرر زيلينسكي الذي تشن قوات بلاده هجوماً مضاداً ضد القوات الروسية، مطالباته لقادة الدول بتقديم "عرض جاد" لتزويد كييف بمقاتلات من طراز "F-16".

"تعثر" الهجوم المضاد

وميدانياً، أعلنت القوات الأوكرانية تحقيق مكاسب محدودة في هجومها المضاد لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها موسكو منذ بدء الغزو في فبراير 2022.

لكن القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني قال، الجمعة، إن خطط بلاده للهجوم المضاد تعثرت بسبب الافتقار إلى القوة النارية الكافية، من الطائرات المقاتلة الحديثة إلى ذخيرة المدفعية.

كما أعرب زالوجني لصحيفة "واشنطن بوست" عن "استيائه" لتشكي البعض في الغرب من بطء تقدم الهجوم المضاد الأوكراني ضد القوات الروسية، التي تحتل أجزاء واسعة في جنوب البلاد، في حين أنه يود أن تتسلم بلاده أسلحة بأسرع وقت ممكن.

وقال زالوجني إن أنصار بلاده في الغرب ما كانوا ليبدأوا هجوماً لا يضمنون فيه التفوق الجوي، في حين ما زالت أوكرانيا تنتظر تسلم مقاتلات "F-16"، التي وعد بها حلفاؤها.

وأضاف: "لست بحاجة إلى 120 طائرة.. لن أهدّد العالم بأسره.. يكفي عدد محدود للغاية". كما نقلت عنه "واشنطن بوست" قوله أيضاً إنَّ لديه "جزءاً صغيراً من قذائف المدفعية التي تطلقها روسيا".

تقدم بطيء

وردّاً على تصريح نظيره الأوكراني، قال رئيس الأركان الأميركي مارك ميلي، الجمعة: "نحن نقدّم لهم كلّ مساعدة ممكنة". وأوضح أنّ تزويد كييف بمقاتلات "F-16" أو صواريخ "أتاكمس" الدقيقة، موضوع "مطروح على طاولة البحث لكن أيّ قرار لم يُتّخذ في شأنه حتى الآن".

وأضاف أنّ الهجوم الأوكراني المضادّ "يسير ببطء قليلاً، لكن هذا جزء من طبيعة الحرب. هذا الأمر لا يفاجئ أحداً البتّة".

وفي سياق منفصل، أكد مسؤول أميركي لوكالة "فرانس برس"، الجمعة، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز قام أخيراً بزيارة إلى أوكرانيا حيث التقى بنظرائه في أجهزة الاستخبارات وزيلينسكي.

وقال المسؤول الأميركي إن بيرنز أكد مجدداً خلال زيارته "التزام الولايات المتحدة بتبادل المعلومات الاستخباراتية لمساعدة أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات