"محطات وعقبات" في طريق انضمام السويد إلى الناتو

رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون يصافح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحضور أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج في ليتوانيا. 10 يوليو 2023 - via REUTERS
رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون يصافح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحضور أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج في ليتوانيا. 10 يوليو 2023 - via REUTERS
دبي -الشرق

شكّلت موافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على إحالة طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي، إلى البرلمان، انعطافةً في موقف أنقرة المتشدد منذ سنوات في رفض الأمر، وذلك بالتزامن مع قرار مماثل من المجر، والذي كانت تحذو حذو أنقرة في موقفها المتشدد من عضوية السويد في الناتو.

بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، تخلّت السويد عن سياسة الحياد العسكري التي انتهجتها لعقود، وسرعان ما أعلنت في مايو من العام الماضي التقدم بطلب رسمي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إلا أن ذلك قوبل باعتراض من تركيا والمجر، إذ ينص ميثاق الناتو على وجوب موافقة كافة الدول الأعضاء على انضمام أي دولة جديدة إليه.

شروط تركية

ومن أجل انضمام السويد للحلف الذي يضم 31 دولة كانت آخرهم فنلندا التي تقدمت بطلب عضويتها مع ستوكهولم، اشترطت تركيا في يناير الماضي، على وجه الخصوص، بذل المزيد من الجهود في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تسليم أشخاص تتهمهم تركيا بأن لهم صلة بالإرهاب.

فيما أعلنت السويد رفضها للشروط التركية، مؤكدةً أنها أنه لا يمكنها تلبية مطالب تركيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ولا تستطيع قبولها، مشيرة إلى أن تركيا تعرقل بمطالبها هذه انضمام السويد منذ مايو.

وبسبب مظاهرة مناهضة لأنقرة في ستوكهولم، أثارت غضباً تركياً، ألغت أنقرة زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي، لبحث التحفظات التركية.

وفي ديسمبر 2022، شهد ملف انضمام السويد إلى الناتو، "انفراجةً طفيفة" بعد عثرات عديدة، وذلك حينما أعلن وزير خارجية السويد من أنقرة، تجريمَ العمل مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا ضمن قوائهما لـ"الجماعات الإرهابية".

لكن في 12 يناير 2023، صعّدت ستوكهولم موقفها، ورفضت تسليم 4 أشخاص تطالب تركيا بهم، وذلك بالتزامن مع أزمة دبلوماسية اندلعت بين البلدين، حينما استدعت أنقرة سفيرها لدى ستوكهولم، على خلفية احتجاجات مسيئة للرئيس أردوغان. 

وفي 15 من الشهر نفسه، رفع الرئيس التركي سقف مطالبه، وربط الموافقة على انضمام السويد للحلف بتسليم قرابة 130 شخصا تصنفهم أنقرة على قوائم الإرهاب.

وفي أبريل الماضي، جدّد وزير الخارجية التركي السابق، مولود جاويش أوغلو، التأكيد على موقف بلاده الرافض لعضوية السويد في الحلف الدفاعي، مشيراً إلى أن السويد "لم تفعل ما يلزم".

"خطوة تاريخية"

في مطلع يوليو الجاري، أعرب البيت الأبيض عن قناعته بأن انضمام السويد إلى الحلف سيتم في "مستقبل غير بعيد"، بعد أن تسهّل تركيا والمجر إجراءات الانضمام.

وسرعان ما فاجأ الرئيس التركي الجميع قبل قمة الحلف في ليتوانيا بربطه موافقة بلاده على انضمام السويد إلى الناتو، بفتح الطريق أمام أنقرة للدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما لقي رفضاً أوروبياً وأميركياً، في حين اتفق مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على "إعادة تنشيط العلاقات". 

لكن في وقت سابق، الاثنين، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إن الرئيس التركي أردوغان وافق على إحالة طلب السويد الانضمام إلى الحلف، إلى البرلمان، في حين أكدت ستوكهولم توصلها لاتفاق مع أنقرة بشأن عملية الانضمام. 

ونقلت "رويترز" عن الأمين العام قوله، إن إتمام مسعى انضمام السويد إلى الحلف "خطوة تاريخية"، لافتاً إلى أن أردوغان قال إن هذه العملية ستتم "في أقرب وقت"، وإنه سيعمل "عن كثب مع المجلس لضمان التصديق عليه".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات