شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت، على أن الهدف الأساسي من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، "لم يتحقق"، وهو رسالة جديدة تصب في سياق التهديد الروسي بعدم تجديد الاتفاق الذي ينتهي في 17 يوليو الجاري.
ولفت بويتن خلال اتصال هاتفي مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا ناقش خلاله قمة مجموعة دول (بريكس) التي ستستضيفها جنوب إفريقيا الشهر المقبل، إلى أن هدف الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، أن يتم توريد الحبوب إلى البلدان المحتاجة بما في ذلك إفريقيا، وهو ما اعتبر أنه "لم يتحقق"، بحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وذكر الكرملين أنَّ بوتين أكد لرامابوسا أنَّ الالتزامات بإزالة العراقيل أمام صادرات الأغذية والأسمدة الروسية لم يتم الوفاء بها بعد.
وهدَّدت روسيا مراراً بإنهاء العمل بالاتفاق إذا لم يتم حل "جميع المسائل المعلقة" في الاتفاق. وتحاول تركيا والأمم المتحدة إقناع روسيا بالتمديد للاتفاقية التي تم التوصل إليها في مايو الماضي، وتم تمديدها لشهرين، لكن روسيا ترهن عملية التمديد بتنفيذ عدة مطالب، منها إعادة ربط المصرف الروسي المتخصص بالزراعة "روسيلخوز بنك" بنظام "سويفت" المصرفي العالمي، واستئناف عمليات تسليمها آلات زراعية وقطع غيار، وإزالة معوقات تأمين السفن والوصول إلى الموانئ الأجنبية.
والجمعة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يتفق مع نظيره الروسي على تمديد الاتفاق، مضيفاً في حديث إلى الصحافيين، أنه "سيتم تمديد الاتفاق على الأرجح"، وذلك "نتيجة جهود الأمم المتحدة وتركيا".
وبعد ساعات، نفى الكرملين وجود اتفاق روسي تركي بشأن تمديد الاتفاق، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك تصريحات بخصوص تمديد صفقة الحبوب من الجانب الروسي.
قمة بريكس
من جهة ثانية، كشف الكرملين أنَّ رامابوسا أطلع بوتين على الاستعدادات التي أجرتها بلاده لاستضافة القمة، من دون أن يذكر تفاصيل المكالمة الهاتفية.
ويُحتمل أن يحضر بوتين القمة التي ستعقد في أغسطس المقبل، وهو ما يمثل أمراً حساساً للبلدين بسبب مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه في مارس، بتهمة "ارتكاب جريمة حرب" تتمثل في ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا، وفقاً لـ"رويترز".
وتعني مذكرة الاعتقال أنَّ الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومن بينها جنوب إفريقيا، ملزمة بالقبض على بوتين إذا وطأت قدمه أراضيها.
ووصفت روسيا المذكرة في ذلك الوقت بأنها "شائنة" وباطلة من الناحية القانونية لأن روسيا ليست عضواً في المحكمة.
مبادرة السلام الإفريقية
وفي ما يتعلق بأوكرانيا، قال الكرملين إن بوتين ورامابوسا سيجريان أيضاً محادثات ثنائية على هامش قمة روسية إفريقية مقررة في مدينة سان بطرسبرج في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأضاف أن القمة ستواصل مناقشة مبادرة السلام الإفريقية بشأن الحرب في أوكرانيا، وهي المبادرة التي قدمها رامابوسا وآخرون إلى بوتين الشهر الماضي، لكن لم تظهر بعد أي بوادر على اكتسابها زخماً.
وزار وفد إفريقي يضم رؤساء زامبيا وجزر القمر والسنغال وجنوب إفريقيا ورئيس الوزراء المصري وكبار المسؤولين من جمهورية الكونغو وأوغندا، مدينة سان بطرسبرغ الروسية الشهر الماضي، للوساطة بشأن الأزمة في أوكرانيا، وذلك بعد قيامهم بزيارة مماثلة للعاصمة الأوكرانية كييف، ولقائهم مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقالت الرئاسة الروسية حينها إن خطة السلام الإفريقية بشأن أوكرانيا "صعبة التحقيق".
اقرأ أيضاً: