بايدن يتعهد منع إيران من امتلاك قنبلة نووية

الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي بالرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في واشنطن، الولايات المتحدة. 18 يوليو 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي بالرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في واشنطن، الولايات المتحدة. 18 يوليو 2023 - REUTERS
واشنطن/القدس- الشرقرويترز

ناقش الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، مع نظيره الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ في البيت الأبيض، وذلك خلال اليوم الأول من زيارته إلى واشنطن العاصمة، تعزيز التعاون لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، والعلاقات الدفاعية المتنامية بين طهران وموسكو. 

وأفاد بيان صادر عن البيت الأبيض، بأن بايدن وهرتسوغ ناقشا أيضاً "الحاجة إلى نهج يستند إلى توافق في الرأي"، في ما يتعلق بحزمة التعديلات القضائية التي اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

من جهته، قال بيان صادر عن مكتب الرئيس الإسرائيلي، إن بايدن تعهد أن إيران لن تحصل أبداً على سلاح نووي، وأكد على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، معتبراً أنه "ثابت ولا يتزعزع".

ومنذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، تحاول الإدارة الأميركية الحالية إعادة الاتفاق إلى الحياة، خصوصاً بعدما زادت طهران من وتيرة خرقها لبنود الاتفاق.

وأثار موضوع الاتفاق النووي والمفاوضات الأميركية غير المباشرة مع إيران، توتراً في علاقة تل أبيب مع واشنطن، خصوصاً أن إسرائيل من أشد المعارضين لإعادة إحياء الاتفاق بصيغته السابقة، إذ تطالب بأن يشمل الاتفاق الجديد شروطاً أكثر قسوة على إيران، خصوصاً بعدما تقدم برنامجها النووي.

ولا تزال المحادثات بشأن الاتفاق النووي مكانها، إذ أشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في مقابلة الأحد، إلى أن بلاده "ليست قريبة من أي صفقة" مع إيران، في حين اعتبرت إيران الاثنين، أنها "لم تبتعد" عن السبل الدبلوماسية، مؤكدة أن باب الحوار بشأن الاتفاق النووي "لا يزال مفتوحاً".

من جهته، أوضح ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في تصريحات صحافية أنه "يمكن التوصل إلى اتفاق في القريب العاجل في ما يخص الاتفاق النووي، ولكن يجب على الولايات المتحدة أن تبدي إرادتها وعزمها في هذا المجال".

وفي السياق، قال مسؤول أوروبي اشترط عدم نشر اسمه أو منصبه، إنه يرى فرصة سانحة بحلول نهاية عام 2023، لمحاولة التفاوض على اتفاق نووي مع إيران لخفض التصعيد.

ونبّه في تصريحه للصحافيين الثلاثاء في واشنطن، إلى أنه "قد تكون لدينا فرصة صغيرة لمحاولة استئناف المحادثات معهم حول العودة إلى اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي)، أو على الأقل التوصل إلى اتفاق لخفض التصعيد... قبل نهاية العام".

نتنياهو والتعديلات القضائية

إلى ذلك، قال هرتسوغ إن "الديمقراطية الإسرائيلية صلبة وقوية ومرنة. يجب أن نحاول دائماً إيجاد إجماع ودي"، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى التعديلات القضائية التي يصر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على إقرارها، والتي أدت إلى أزمة سياسية حادة في البلاد.

من جهته، شدد بايدن على أن الصداقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل "لا تموت"، وعلى أن "التزام أميركا تجاه إسرائيل ثابت".

وأضاف البيان أن الغرض من زيارة هرتسوغ إلى الولايات المتحدة "هو تعزيز العلاقات والشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، منبهاً إلى أن الزيارة "تعكس العلاقات العميقة بين البلدين".

ولفت بايدن، إلى أن الصداقة "ببساطة غير قابلة للكسر، ونحن نعمل معاً لتحقيق المزيد من التكامل والاستقرار في الشرق الأوسط"، لافتاً إلى وجود "الكثير من العمل الشاق، ولدينا الكثير لنفعله، لكن هناك تقدم".

وأشار بايدن إلى حديثه مع نتنياهو الاثنين، قائلاً: "أكدت لرئيس الوزراء نتنياهو أمس، التزام أميركا بإسرائيل صارم وحازم. كما أننا ملتزمون بضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي أبداً. لذلك لدينا الكثير لنتحدث عنه، ولكن مرحباً به مرة أخرى".

من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي إن المحادثة بين بايدن ونتنياهو ركزت على "تعاوننا العسكري والأمني ​​الصارم"، مشيراً إلى وجود "بعض الأعداء الذي يخطئون أحياناً في حقيقة وجود بعض الاختلافات لدينا. أعتقد حقاً أنهم إذا عرفوا إلى أي مدى زاد تعاوننا في السنوات الأخيرة وحقق آفاقاً جديدة، فلن يفكروا بهذه الطريقة".

وسبق للرئيس الأميركي أن اتصل هاتفياً بنتنياهو بعد شهور من التجاهل، ودعاه لزيارة واشنطن. 

ووفقاً لما نقله موقع "آكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، فإن الاتصال الذي استمر 25 دقيقة، كان "ودياً"، ولكنه تطرق إلى عدة مواضيع حساسة. 

ونقل موقع "أكسيوس" عن 3 مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، قولهم إن بايدن حض نتنياهو خلال المكالمة، على محاولة الحصول على إجماع أكبر بشأن التعديلات القضائية، ولكن نتنياهو تحجج بأن المعارضة غير مستعدة للتفاوض بشأنه.

وأشار الموقع إلى أن الرد الإسرائيلي لم يقنع بايدن، إذ شدد البيت الأبيض بعد المكالمة على أن مخاوف الرئيس بشأن التشريع الذي يهدف إلى الحد من صلاحيات المحكمة العليا والمؤسسات الديمقراطية الأخرى، لم تتغير.

وشدد بايدن على أنه لن يتدخل في السياسة الداخلية في إسرائيل، ولكنه أعرب عن اعتقاده بضرورة وجود إجماع بشأن التعديلات القضائية.

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن نتنياهو رد بأنه تعهّد لشركائه اليمينيين في الائتلاف، بتمرير مشروع القانون الذي من شأنه أن يحد من مراجعة المحكمة العليا لقرارات الحكومة والمسؤولين، ولفت أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن نتنياهو كان واضحاً جداً بشأن قدرته على المناورة السياسية.

أزمة "التوسع الاستيطاني"

وقال نتنياهو لبايدن، إنه لا يرى أن مشروع القانون المقترح أمر ضخم، وإنه لن يتخذ خطوات أخرى في إطار مشروعه للتعديلات القضائية حتى أكتوبر، وفقًا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين.

وفي سياق التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن بايدن أثار مخاوفه بشأنها.

ولفت الموقع إلى أن نتنياهو "زعم بأن معظم الإعلانات الأخيرة حول توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، تضمنت خططاً للبناء، وليس بناءً فعلياً".

وأضافت المصادر، أنه لن يكون هناك المزيد من الخطط المعتمدة حتى نهاية العام.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات