أودت الاشتباكات المتصاعدة داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا، جنوب لبنان، الاثنين، بحياة 11 شخصاً، حسبما ذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في ظل جهود "فلسطينية لبنانية" من أجل "هدنة إنسانية" كان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ في التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي (6 مساءً بتوقيت جرينتش).
وجاء الاتفاق على وقف إطلاق النار، بعدما اجتمعت فصائل فلسطينية وأحزاب إسلامية ولبنانية، لبحث أوضاع مخيم عين الحلوة، وسبل وقف إطلاق النار فيه، و"وضع حد للاشتباكات التي دمرت المئات من المنازل، وشردت الآلاف من العائلات"، بحسب بيان النائب اللبناني أسامة سعد.
وأعلن سعد في البيان الذي أوردته الوكالة الوطنية للإعلام، التوصل إلى "تفاهم على تثبيت وقف إطلاق النار"، مضيفاً أنه "سيكون هناك عمل ميداني من قبل كل الفصائل من أجل تحقيق هذا الهدف بأسرع وقت ممكن وبشكل فوري".
وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام، إلى جهود "فلسطينية لبنانية" كثيفة من أجل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار على الأرض وتثبيته.
ولفتت الوكالة إلى أن "مدينة صيدا لم تسلم من شظايا القذائف والرصاص الطائش، والتي أصابت عدداً من المواطنين"، فيما "ألحقت أضراراً بعدد من المباني والمؤسسات والمدارس".
واندلعت اشتباكات عنيفة، السبت الماضي، في "عين الحلوة" الذي يعد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بين عناصر من حركة "فتح" وآخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية.
وذكرت "الأونروا" في بيان، أن "تقارير أفادت بارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى 11 شخصاً، وإصابة 40 آخرين من بينهم أحد موظفي الأونروا".
وأشارت الوكالة، إلى أن "العنف المسلح مستمر في مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين في جنوب لبنان على مدار أكثر من يومين "، موضحةً أن ذلك "يؤثر على المدنيين بمن فيهم الأطفال، ويتسبب بفرار العائلات بحثاً عن الأمان".
وأكدت الوكالة الأممية التي علقت، السبت، جميع خدماتها في المخيم بشكل مؤقت، أنها "فتحت مدارسها لإيواء العائلات النازحة بمساعدة متطوعين"، معربةً عن استعدادها لـ"تقديم المساعدة".
إدانة فلسطينية
ومع تصاعد حدة الاشتباكات في عين الحلوة، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال هاتفي مع رئيس حزب الكتائب اللبنانية، سامي الجميل، عن "دعم ما تقوم به الحكومة والجيش في لبنان من أجل فرض النظام والقانون".
وشدد عباس في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، على أن "الوجود الفلسطيني في لبنان مؤقت إلى حين العودة إلى الديار التي هجروا منها حسب القرارات الدولية".
وفي ذات السياق، أدان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، في جلسة مجلس الوزراء، الاثنين، ما وصفه بـ"العمل الإجرامي الذي ارتُكب بحق قوات الأمن الوطني في مخيم عين الحلوة"، محملاً ما أسماهم بـ"المعتدين المسؤولية كاملة عما جرى في المخيم".
وتأسس مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين عام 1948، على يد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف إيواء اللاجئين من مدن شمالي فلسطين. وشهد المخيم خلال 7 عقود، العديد من الأحداث الدامية.
وفي أعقاب اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1989، تمّ تسليم الأسلحة الثقيلة من داخل المخيم إلى الجيش اللبناني، وهدأت الأحوال وعاش المخيم مثل باقي المناطق اللبنانية فترة من الهدوء حتى عام 1997، حين عادت الاشتباكات والتفجيرات، وضرب الجيش اللبناني طوقاً على المخيم، وظلت الأمور متوترة حتى الآن.
وفي فبراير 2017، اندلعت اشتباكات في المخيم أودت بحياة شخصين وجرح ما يزيد عن 10 وتخريب في الممتلكات.
وكثرت في السنوات الأخيرة حوادث الاقتتال داخل المخيم، حتى شكلت ذعراً ومصدر قلق لسكان المخيم وخشية على مستقبله، فتشكلت قوة أمنية مشتركة لإدارة المخيم، وأبرمت اتفاقات عديدة، لكن تم خرقها أكثر من مرة.
اقرأ أيضاً: