قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن القوات الأوكرانية هاجمت قاعدة "نوفوروسيسك" البحرية، المطلة على البحر الأسود، بزورقين مسيرين، مشيرة إلى أنه تم تدميرهما.
ودفع الهجوم ميناء نوفوروسيسك، وهو ميناء رئيسي للصادرات الروسية، إلى وقف حركة جميع السفن بصفة مؤقتة، وفقاً لما ذكره كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين الذي يدير محطة نفطية هناك.
وذكر كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين، المسؤول عن تحميل الناقلات بالنفط في ميناء نوفورسيسك، أن مرافق الميناء لم تصب بأي أضرار، وأن عمليات تحميل النفط مستمرة على الناقلات التي كانت راسية بالفعل في الميناء.
وكونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين هو المسؤول الرئيسي عن شحن الخام القازاخستاني.
ولو تأكد وقوع الهجوم الأوكراني فسيكون ذلك أول هجوم تشنه القوات الأوكرانية على أحد الموانئ التجارية الروسية الرئيسية، إذ أنه واحد من أكبر الموانئ على البحر الأسود.
سماع انفجارات
وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في روسيا، الجمعة، أنباء عن سماع انفجارات وإطلاق نار قرب ميناء "نوفوروسيسك" الروسي على البحر الأسود، وهو ما أكدته خدمات الطوارئ في المدينة، بحسب وكالة الإعلام الروسية.
وأظهرت مقاطع مصورة تداولتها مجموعة محلية على الإنترنت، ونشرها موقع "أسترا" الإلكتروني الإخباري الروسي حركة السفن قبالة الساحل وصوت إطلاق النار يأتي من اتجاه البحر.
وتصاعدت الاشتباكات في البحر الأسود والموانئ المحاذية منذ أن رفضت روسيا، الشهر الماضي، تمديد اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وضربت الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية عدداً من منشآت الموانئ الأوكرانية وصوامع القمح في البحر الأسود أو بالقرب منه، كما ذكرت روسيا أيضاً أن زوارق مسيرة أوكرانية هاجمت سفناً حربية روسية كانت ترافق سفينة مدنية.
قصف ميناء إسماعيل
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت وكالة الإعلام الروسية الرسمية، الأربعاء، إن الضربات الروسية على ميناء إسماعيل الأوكراني طالت الميناء وبنية تحتية متعلقة بالحبوب يوجد بداخلها مرتزقة أجانب وعتاداً عسكرياً، فضلاً عن ساحة لإصلاح السفن تابعة للبحرية.
جاء ذلك نقلاً عن سيرجي ليبيديف، الذي وصفته الوكالة بأنه منسق لمجموعة سرية في مدينة "ميكولايف" الساحلية الأوكرانية، ولديه مصادر في ميناء إسماعيل الرئيسي في أوكرانيا الواقع على الجهة المقابلة من رومانيا على نهر الدانوب.
ونقلت الوكالة عن ليبيديف قوله إن روسيا شنت 8 ضربات منفصلة على ميناء إسماعيل، وإنها استهدفت محطة نفطية وساحة لإصلاح القطع البحرية الأوكرانية ومبنى ميناء يُعتقد أن به قوات أجنبية ووحدة لتخزين الحبوب ومبنى شاهقاً يضم عتاداً عسكرياً أجنبياً.
وفي مقطع مصور نشرته السلطات الأوكرانية، ظهر رجال إطفاء على سلالم، وهم يكافحون حريقاً هائلاً في مبنى متعدد الطوابق. كما دُمر عدد من المباني الكبيرة الأخرى، وانسكبت الحبوب من صومعتين على الأقل بعد أن تعرضتا لأضرار.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إنها فرضت قيوداً على حركة السفن والطائرات في مضيق كيرش، الذي يربط بحر آزوف بالبحر الأسود، إلى الشرق من شبه جزيرة القرم.
شروط روسية
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات للصحافيين، الأربعاء، إن روسيا مستعدة للعمل "على الفور" بموجب اتفاق الحبوب من جديد، حال تنفيذ الجزء الخاص بمطالب روسيا.
وانسحبت روسيا من الاتفاق في 17 يوليو، وعزت ذلك إلى عدم تسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية تطبيقاً لما ورد في الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا وأبرم في يوليو 2022.
وتشكو موسكو من تقاعس المجتمع الدولي في أن يكفل لها حرية تصدير حبوبها وأسمدتها أيضاً في إطار هذا الاتفاق.
وقال بيسكوف: "روسيا، كما ذكر الرئيس بوتين 100 مرة بالفعل، مستعدة للعودة على الفور للعمل بموجب الاتفاق.. في حال تنفيذ الجزء الذي يهم روسيا الاتحادية. وحتى الآن لم ينفذ هذا كما تعلمون".
وأضاف: "فرض الغرب عقوبات على روسيا دون الأخذ في الاعتبار احتياجات المجتمع الدولي من المواد الغذائية، والأمانة العامة للأمم المتحدة على دراية بذلك".
ولا تطبق العقوبات الغربية على صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة، لكن موسكو تقول إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجيستية والتأمين تشكل عائقاً أمام عمليات الشحن.
اقرأ أيضاً: