قال متعاملون ومسؤولون في شركات إن تجار غاز أوروبيين بدأوا تخزين الغاز الطبيعي في أوكرانيا، للاستفادة من انخفاض الأسعار والسعة المتاحة هناك رغم المخاطر بسبب الحرب الدائرة.
وبعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، سعى الاتحاد الأوروبي إلى تخزين الغاز بمستويات عالية لتعويض انخفاض الإمدادات الروسية، لا سيما خلال أشهر الشتاء التي يبلغ فيها الطلب الذروة.
ومن المتوقع أن يحقق التكتل هدف ملء منشآت التخزين بنسبة 90% بحلول الأول من نوفمبر.
وقال التجار إنه بالإضافة إلى التخزين في مناطق في الاتحاد الأوروبي، يوجد سبب منطقي من الناحية التجارية وراء التخزين في أوكرانيا، وهو الاستفادة من الأسعار الرخيصة الآن مقارنة بالتسليمات الآجلة.
ويبلغ سعر الغاز تسليم سبتمبر 30 يورو (32.96 دولار) لكل ميجاوات في الساعة، مقابل 49 يورو للتسليم في الربع الأول من 2024، وفقاً لأسعار منصة "تي.تي.إف" الهولندية لتداول عقود الغاز الآجلة.
وقالت شركة "نافتوجاز" الأوكرانية إن العملاء الأجانب يمكنهم استخدام أكثر من 10 مليارات متر مكعب من سعة التخزين في البلاد، البالغة نحو 30 مليار متر مكعب، معظمها في غرب البلاد بعيداً عن الخطوط الأمامية للقتال.
وأشارت شركة "إس.بي.بي" المملوكة للدولة في سلوفاكيا، والتي توفر الإمدادات لمعظم السوق هناك وبعضها من الغاز الروسي، إلى أنها تدرس إمكانية استخدام مواقع التخزين في أوكرانيا نظراً لأن سعة التخزين في سلوفاكيا ممتلئة بالفعل بنسبة 90%.
مخاطر محتملة
إلا أن تجاراً أوروبيين قالوا إن هناك مخاطر بسبب الضربات العسكرية المحتملة، بالإضافة إلى تساؤلات بشأن مصير الشبكة في حال أوقفت روسيا ضخ الغاز الذي لا تزال ترسله غرباً عبر أوكرانيا.
وفي يوليو الماضي، حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الدولية من أن أوروبا قد تواجه "شتاءً شديد الصعوبة"، إذا قطعت روسيا ما تبقى من إمداداتها من الغاز إلى القارة، وإذا تعرضت المنطقة لطقس بارد.
وأوضحت الوكالة في تقريرها السنوي عن سوق الغاز أنه حتى لو امتلأت مواقع تخزين الغاز في أوروبا بنسبة تصل إلى ما يقرب من 100% قبل أكتوبر، وهي توقعات ساعدت في خفض أسعار الغاز خلال الأشهر الأخيرة؛ فإنه "لا توجد ضمانات" في مواجهة توتر الأسواق في المستقبل.
ورجح التقرير أن السيناريو، الذي يجمع بين فصل شتاء بارد وتوقف إمدادات الغاز الروسية وقلة توافر الغاز الطبيعي المُسال، يُهدد بانخفاض نسبة امتلاء مواقع التخزين في الاتحاد الأوروبي إلى 20% بحلول أبريل المقبل، المستوى الذي يهدد بحدوث اضطرابات في الإمدادات.
وأضافت الوكالة أن السيناريو، الذي تشهد فيه أوروبا شتاء معتدلاً مرة أخرى مع استمرار تدفقات الغاز الطبيعي المُسال بشكل قريب من المستويات القياسية التي وصلت إليها العام الماضي، سيساعد مواقع التخزين على إنهاء موسم التدفئة وهي ممتلئة بنسبة تتجاوز 50%، حتى مع عدم وجود الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب الروسية.
وخفّضت الوكالة توقعاتها على المديين المتوسط والطويل بشأن الطلب على الغاز الطبيعي بسبب الأزمة العالمية التي أثارتها روسيا.