موسكو تتهم أوكرانيا باستهداف محطة زابوروجيا.. وكييف تنفي

محطة زابوروجيا النووية بمدينة زابوروجيا جنوب شرق أوكرانيا. 29 مارس 2023 - AFP
محطة زابوروجيا النووية بمدينة زابوروجيا جنوب شرق أوكرانيا. 29 مارس 2023 - AFP
دبي/ موسكو-الشرقوكالات

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن قوات الأمن قولها، الأربعاء، إن أوكرانيا حاولت مهاجمة منشأة لتخزين الوقود النووي المستنفد في محطة زابوروجيا النووية بطائرة مسيرة، ولم تشر في تقريرها إلى أي مصدر أو مسؤول، فيما نفى مستشار للرئيس الأوكراني هذه الاتهامات.

وقالت الوكالة إن قوات الأمن الروسية توصلت إلى استنتاجها من خلال تحليل مسار رحلة الطائرة المسيرة التي أسقطتها. ووزعت صورة للطائرة المسيرة التي تقول إنها استُخدمت في الهجوم، وهي رباعية المراوح.

في المقابل، نفى ميخايلو بودولاك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما أعلنته روسيا بأن كييف حاولت الهجوم على محطة زابوروجيا للطاقة النووية باستخدام طائرة مسيرة.

وقال بودولاك لـ"رويترز" في بيان: "من دون شك، أوكرانيا لم تنفذ أي هجوم بطائرة مسيرة على محطة زابوروجيا للطاقة النووية، ولم تعتزم فعل ذلك، ولن تفكر في فعل ذلك".

تعزيزات عسكرية على الحدود

وفي وقت سابق الأربعاء، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن روسيا ستعزز مجموعات الجيش عند حدودها الغربية، بعد أن رفع حلف شمال الأطلسي "الناتو" انتشاره العسكري في الجبهة الشرقية الأقرب إلى روسيا.

وأضاف شويجو في اجتماع بوزارة الدفاع، أن "حوالي 360 ألف جندي من قوات دول أوروبا الشرقية و8 آلاف عربة مدرعة و6 آلاف منظومة مدفعية وهاون و650 مقاتلة ومروحية تتمركز قرب حدود دولة الاتحاد"، في إشارة إلى حدود روسيا وحليفتها بيلاروس.

وأعرب عن مخاوف روسيا من توسع حلف "الناتو" شرقاً منذ فبراير 2022، بعد انضمام فنلندا إليه، فيما يرتقب أن تتبعها السويد، معتبراً أن هذا التوسع "عامل خطير لزعزعة الاستقرار".

وشدد شويجو على أن "هذه التهديدات للأمن الروسي تتطلب استجابة مناسبة وفي الوقت المناسب. وسيتم بحث الإجراءات اللازمة لها واتخاذ القرارات المناسبة".

وحذّر شويجو من احتمال أن ينشر حلف الناتو أسلحة هجومية في فنلندا، تكون قادرة على ضرب أهداف حرجة في روسيا.

واتهم الغرب بشن حرب بالوكالة ضد روسيا، من خلال تقديم "دعم غير مسبوق" لأوكرانيا، التي قال إنها حصلت منذ فبراير 2022 من الغرب على مئات الدبابات وأكثر من 4 آلاف سيارة مدرعة وأكثر من 1100 آلية لإطلاق قذائف وعشرات المنظومات من راجمات الصواريخ.

وأشار شويجو إلى أن المبلغ الإجمالي للمساعدة المقدمة إلى أوكرانيا من "الناتو" والاتحاد الأوروبي وشركائهم تجاوز 160 مليار دولار.

وحذّر من أن استعداد الغرب لاستثمار الموارد في أوكرانيا لتغيير الوضع في ساحة المعركة يخلق أخطاراً جدية تؤدي إلى مزيد من تصعيد الصراع.

هجوم جديد على موسكو

تزامنت تصريحات شويجو مع تعرض العاصمة الروسية موسكو لقصف جديد بالطائرات المسيرة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين بالقرب من موسكو، الأربعاء، إحداهما قرب مطار رئيسي إلى الجنوب من العاصمة والأخرى إلى الغرب منها.

ومع ذلك، نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن خدمات الطوارئ قولها إن 35 شخصاً على الأقل أصيبوا في انفجار بمصنع للبصريات في منطقة سيرجيف بوساد التي تبعد 50 كيلومتراً شمال شرقي موسكو، الأربعاء.

وحرصت خدمات الطوارئ على تأكيد أنها لا تشتبه في أن الانفجار حدث جراء هجوم طائرة مسيرة أوكرانية.

وزادت الضربات بطائرات مسيرة داخل العمق الروسي منذ تدمير طائرة مسيرة فوق الكرملين، أوائل مايو الماضي، وأصيبت مناطق مدنية في العاصمة في وقت لاحق في مايو، واستُهدفت منطقة للأعمال في موسكو مرتين خلال 3 أيام في وقت سابق من الشهر الجاري.

وخلال الأيام القليلة الماضية، هاجمت زوارق أوكرانية موجهة عن بُعد ناقلة وقود روسية وقاعدة بحرية في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود.

ولا تعلّق أوكرانيا عادة على هوية المسؤول عن الهجمات على الأراضي الروسية، إلا أن مسؤوليها عبروا علناً عن رضاهم عنها.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، في مايو الماضي، أن أجهزة المخابرات الأميركية تعتقد أن جواسيس أوكرانيين أو المخابرات العسكرية الأوكرانية وراء الهجوم بطائرة مسيّرة على الكرملين.

كذلك، جدد وزير الدفاع الروسي اتهامات توجهها موسكو إلى بولندا بأنها تخطط لاحتلال مناطق غربي أوكرانيا، وحذر من زيادة الانتشار العسكري لحلف الناتو في الجناح الشرقي الأقرب إلى روسيا.

وقال شويجو، إن بولندا تخطط "لإنشاء مجموعة بولندية- أوكرانية تبدو في ظاهرها أنها من أجل الأمن، لكنها في الواقع ضمن مخطط لاحتلال غرب أوكرانيا".

وأضاف أن بولندا أصبحت "الأداة الرئيسية لسياسة الولايات المتحدة المناهضة لروسيا"، بحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس".

وحدة عسكرية مشتركة

وهذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها موسكو اتهامات إلى وارسو بالتخطيط لاحتلال مناطق غربي أوكرانيا، إذ سبق أن وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهامات مماثلة، في يوليو الماضي.

وقال بوتين حينها إن معلومات جهاز المخابرات الخارجية الروسي تفيد بوجود خطط لخلق وحدة عسكرية مشتركة تُسمى "الوحدة البولندية- الليتوانية- الأوكرانية".

وأضاف: "نحن لا نتحدث هنا عن وحدة قتالية متنوعة من المرتزقة- لأنه يوجد عدد كاف منهم هناك (في أوكرانيا) بالفعل، ويتم التعامل معهم- بل الأمر يتعلق بالأحرى بتشكيل عسكري منتظم ومجهز جيداً".

واعتبر أنه يتم التخطيط لاستخدام تلك الوحدة "في العمليات على أراضي أوكرانيا بدعوى حماية أمن غرب أوكرانيا، لكن في الواقع- إذا سُميت الأشياء بمسمياتها- فإن ذلك احتلال لهذه المناطق"، مشيراً إلى أن الوحدة تخطط للبقاء بشكل دائم في تلك المناطق. كما تحدث عن خطط بولندية للسيطرة على أراضٍ في بيلاروس.

تأتي الاتهامات الروسية في أعقاب إرسال بولندا تعزيزات عسكرية إلى شرق البلاد قرب الحدود مع بيلاروس، إذ نقلت وكالة الأنباء البولندية الرسمية، الأربعاء، وكيل وزير الداخلية ماتيه فاشيك، قوله إن بلاده سترسل 2000 جندي إلى حدودها مع بيلاروس.

وتنفي بولندا أن تكون لديها نية في السيطرة على أراض في بيلاروس أو أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

   

تصنيفات