استبعدت رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترَس إبرام اتفاق تجاري بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، على المديين القصير والمتوسط، مشيرة إلى أنها ستركّز على تحالفات في أماكن أخرى، كما أفادت "بلومبرغ".
جاء ذلك أثناء توجّه ترَس إلى نيويورك، في رحلتها الخارجية الأولى كرئيسة لوزراء بريطانيا، للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة الأمل الكبير لسياسة التصدير البريطانية، بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، لكن تعليقات ترَس تُظهر تسليم الساسة البريطانيين في هذا الصدد، نتيجة إحجام واشنطن عن فتح مفاوضات رسمية، بحسب "بلومبرغ".
تحدثت ترَس لصحافيين أثناء توجّهها لنيويورك، علماً أنها ستركّز على دعم أوكرانيا، في خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات التي ستعقدها على هامشها. وقالت: "لا مفاوضات الآن مع الولايات المتحدة، وليس لديّ توقّع بأن تبدأ تلك المفاوضات على المديين القصير والمتوسط".
وأضافت أن بريطانيا تركّز، بدلاً من ذلك، على انضمامها إلى "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ"، وإبرام اتفاق مع "مجلس التعاون الخليجي"، إضافة إلى اتفاق تجاري مباشر مع الهند.
يُعتبر "مجلس التعاون الخليجي" سادس أكبر سوق تصدير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، فيما يضمّ "الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ" أستراليا وكندا واليابان ودولاً أخرى، ويشكّل أحد أضخم التكتلات التجارية في العالم.
"غلبة أوكرانيا"
وبدلاً من الدفع بمساعي لندن من أجل توقيع اتفاق تجاري، ذكرت ترَس أن اجتماعاً مقرراً الأربعاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن، سيركّز على الأمن العالمي، والتعامل مع "العدوان الروسي والتأكد من غلبة أوكرانيا وأن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن ينجح في أوكرانيا".
يترقّب مراقبون لمعرفة هل سينتهز بايدن اللقاء لإثارة ملف "بروتوكول أيرلندا الشمالية"، الذي يثير خلافات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق ما بعد "بريكست". تضمّ الولايات المتحدة جالية أيرلندية ضخمة، كما أن ساسة كثيرين هم من أصل أيرلندي، بينهم بايدن، وثمة دعم عميق لـ"اتفاق الجمعة العظيمة" للسلام في أيرلندا الشمالية، المُبرم في عام 1998.
كذلك تبنّت ترَس لهجة أكثر دبلوماسية بشأن علاقات بريطانيا بفرنسا، ممّا خلال السباق على قيادة حزب المحافظين الحاكم، وخلافة بوريس جونسون في رئاسة الحكومة، عندما امتنعت عن الإجابة على سؤال بشأن ما إذا كانت تعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون "صديقاً أم عدواً" للندن، مكتفية بالقول إنها ستحكم عليه "بناءً على أفعاله".
ولكن بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، بذل ماكرون جهده للتأكيد على العلاقات المديدة بين البلدين، وشارك في تشييع الملكة في لندن الاثنين. وقالت ترَس إنها تريد علاقة "بنّاءة" مع فرنسا، قبل لقائها ماكرون الثلاثاء.
اقرأ أيضاً: