دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج، الأربعاء، إيران للوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها للسعودية، مشدداً على ضرورة وقف "تهريب المعدات الحربية إلى الحوثيين"، و"الالتزام بدعم الحل السياسي" في اليمن.
واعتبر ليندركينج في مؤتمر صحافي عبر تطبيق "زووم" أن "الطريقة الوحيدة لحل الصراع في اليمن وبشكل دائم"، هو بدء "عملية سلام شاملة بين اليمنيين"، مؤكداً أن "الاتفاق اليمني – اليمني هو الوحيد القادر على إنهاء الصراع بشكل دائم".
ورداً على سؤال بشأن مدى تأثير عودة العلاقات بين السعودية وإيران على الأزمة اليمنية، أجاب المبعوث الأميركي بأن الولايات المتحدة "رحبت بالاتفاق الذي تم بين الرياض وطهران، ونشعر أن أي إجراءات تتخذها الدول الإقليمية لتهدئة التوترات ستكون مفيداً للمنطقة، وهذا بالتأكيد هو الحال بالنسبة للصراع في اليمن".
وشدد ليندركينج على ضرورة أن "تفي إيران بالالتزامات التي تعهدت بها للمملكة العربية السعودية، وعدم تهريب المعدات العسكرية أو الحربية إلى اليمن والحوثيين، والالتزام بدعم الحل السياسي للصراع"، مضيفاً: "نحن نتابع عن كثب لنرى ما إذا كان الإيرانيون قد التزموا بتنفيذ تعهداتهم".
وأعلنت السعودية وإيران والصين، في بيان ثلاثي، في 10 مارس الماضي، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما.
وحظي الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، بترحيب دولي واسع، باعتبارها خطوة تدفع باتجاه الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.
وجاء مؤتمر ليندركينج الصحافي بعد أيام من زيارته عدداً من دول الخليج لبحث الخطوات اللازمة لتأمين هدنة دائمة في اليمن، وإطلاق عملية سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة، بحسب بيان الخارجية الأميركية.
وقال المبعوث الأميركي إنه "أجرى اجتماعات مع مسؤولين يمنيين وإماراتيين وسعوديين وعمانيين والأمم المتحدة، للضغط من أجل تعزيز فرص التقدم في المحادثات الجارية لتأمين اتفاق جديد وشامل لوقف إطلاق النار، وبدء حوار يمني-يمني بوساطة الأمم المتحدة".
وذكر ليندركينج أنه "بحث الجهود المبذولة للتخفيف من الأزمات الإنسانية والاقتصادية الأليمة في اليمن، والخطوات المقبلة لمعالجة أي تهديدات بيئية متبقية من ناقلة النفط صافر"، التي أعلنت الأمم المتحدة، في وقت سابق خلال الشهر الجاري، اكتمال سحب أكثر من مليون برميل نفط من الناقلة المتهالكة قبالة ساحل اليمن على البحر الأحمر، متفادية بذلك كارثة بيئية محتملة.
تفاؤل أميركي
وأعرب ليندركينج عن تفاؤله بـ"تحقيق مزيد من التقدم نحو السلام في اليمن"، لكنه قال إن "القرارات الرئيسية تقع على عاتق أطراف الصراع"، مشدداً على ضرورة "بدء اليمنيين محادثات مع بعضهم البعض" والتي وصفها بـ"الصعبة".
وأضاف: "نحن نعلم أن التسوية لن تكون دائمة إلا إذا شملت وجهات نظر ومعالجة مخاوف مجموعة واسعة من الشعب اليمني"، وحض الحوثيين على "اغتنام هذه الفرصة غير المسبوقة للجلوس مع الحكومة اليمنية ورسم مستقبل مشرق لليمن".
وأشار إلى أن اليمن "يظل أولوية قصوى في سياسة الولايات المتحدة الخارجية وإدارة الرئيس جو بايدن"، مؤكداً التزام بلاده بـ"مواصلة جهودها للتوصل إلى حل للصراع، وتخفيف معاناة اليمنيين".
وفي سؤاله عن الإجراءات ترغب الولايات المتحدة بتوسيعها بشأن الهدنة اليمنية المستمرة منذ أبريل 2022، ذكر ليندركينج أن أطراف كافة الصراع أوفت بالتزاماتها تجاه "عدم مواصلة الهجمات العابرة للحدود، وبناء القدرة التجارية لمطار صنعاء من خلال تسيير أكثر من 100 رحلة جوية تجارية بين صنعاء والعاصمة الأردنية عمّان".
وأشار إلى أن واشنطن ترغب في زيادة عدد الرحلات من مطار صنعاء إلى وجهات أكثر، واصفاً هذه الخطوة بـ"المهمة جداً في عملية بناء الثقة" بين اليمنيين.
واعتبر المبعوث الأميركي مسألة دفع الرواتب "قضية رئيسية ومطلباً لطرفي الصراع"، حاضاً على ضرورة "التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية دفع رواتب الآلاف من موظفي الخدمة المدنية في اليمن الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ سنوات".
ووصف ليندركينج الأوضاع داخل اليمن، بـ"الصعبة والمليئة بالتحديات"، مشدداً على ضرورة "مواصلة البناء على بعض الخطوات الإيجابية، وجمع اليمنيين معاً لمعالجة القضايا الصعبة التي لا تزال قائمة".
ودخلت الهدنة في اليمن حيز التنفيذ في 2 أبريل 2022، لكنها انتهت في 2 أكتوبر الماضي، فيما دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج أمام مجلس الأمن الدولي، منتصف أغسطس الجاري، إلى "معالجة بعض الأولويات العاجلة لبناء الثقة، والتحرّك نحو تسوية سياسية شاملة ومستدامة في البلاد"، مشيراً إلى "تراجع مستوى الثقة بين الأطراف اليمنية".