توسع "بريكس".. الأهداف والنتائج المنتظرة

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره البرازيلي لولا دا سيلفا بقمة "بريكس" في جوهانسبرج. 23 أغسطس 2023 - REUTERS
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره البرازيلي لولا دا سيلفا بقمة "بريكس" في جوهانسبرج. 23 أغسطس 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

قال خبراء ومحللون إن انضمام دول السعودية والإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا والأرجنتين إلى مجموعة دول "بريكس" يعكس رغبة المجموعة في تقوية وتعزيز اقتصاداتها، مشيرين إلى أن "الاقتصاد يبقى هو المعيار الأول للتفكير في أي عضوية جديدة".

وأضافوا في تصريحات لـ"الشرق"، أن التكتل أصبح يلعب "دوراً سياسياً أكبر على الساحة العالمية". 

وقررت مجموعة "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، الخميس، توسيع عضويتها بدعوة الدول الـ6 للانضمام إلى التجمّع في استجابة لدعوات تسريع إجراءات توسيع المجموعة وتعزيز دورها في العالم.

مقومات اقتصادية

الكاتب والباحث السياسي السعودي، سلمان الشريدة، قال لـ"الشرق"، إن الدول المنضمة للمجموعة تمتلك مقومات اقتصادية مهمة وقوية، معتبراً أن "بريكس" ارتأت أن عضوية هذه الدول ستسهم في تقوية وتعزيز اقتصاداتها.

وعلّق الشريدة على دعوة السعودية للانضمام، مشيراً إلى أنها "تمتلك اقتصاداً قوياً، لم يمر بأزمات كغيره من الاقتصادات الدولية سواء الولايات المتحدة أو بعض دول الاتحاد الأوروبي".

ولفت إلى أن "زيادة اقتصاد المملكة ونموها وتطلعاتها نحو التنمية، بفضل سياستها المتزنة وتعزيز علاقاتها مع كافة دول العالم"، فضلاً عن موقعها الجغرافي المتميز.

وأضاف أن الرياض قدمت "نموذجاً للعالم بالموثوقية من خلال التوازن السياسي المهم لتحقيق الثقة الاقتصادية"، واستشهد بأن "المملكة استطاعت في منظمة أوبك الحفاظ على التوازنات من خلال أسعار الطاقة بشكل يضمن مصالح المنتجين والمستهلكين".

قوى متوسطة

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي، وصف قمة "بريكس" في جوهانسبرج بـ"التاريخية"، قائلاً إنه "لأول مرة يتم تمثيل العالمين العربي والإسلامي".

وأضاف هريدي في حديث لـ"الشرق"، أن "الدول المنضمة قوى متوسطة في عالم متغير بين الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة، والمعسكر الآخر الذي يضم الصين وروسيا".

ورأى الدبلوماسي المصري السابق، أن نتائج انضمام دول جديدة إلى مجموعة "بريكس" ستظهر في المستقبل المتوسط والبعيد، معتبراً في الوقت نفسه أن هذه التوسعة "ستساهم في إرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين، وستعمل على تسوية النزاعات بالطرق السلمية".

وذكر هريدي أن فوائد انضمام مصر إلى "بريكس"، تشمل تأثيرات إيجابية على الاقتصاد المصري من ناحية دعم الصادرات إلى باقي الدول الأعضاء، فضلاً عن تقوية قدرة مصر التفاوضية مع المؤسسات الاقتصادية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

ولفت إلى أن تواجد مصر في "بريكس" سيشجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة من دول المجموعة كالصين والبرازيل والأرجنتين، وخصوصاً في المجالات الجديدة كالهيدروجين الأخضر.

ورأى أن اعتماد عملة أخرى غير الدولار الأميركي في التعاملات التجارية بين دول "بريكس" سيؤثر إيجابياً بشكل كبير على الوضع الاقتصادي المصري في ظل أزمة الدولار التي تعاني منها. إلى جانب إمكانية توفير تمويلات من بنك التنمية التابع للمجموعة، ما يساعد في تحقيق رؤية مصر 2030.

معيار الاقتصاد

من جانبه، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "جواهر لال نهرو" في نيودلهي، سوران سينج، لـ"الشرق"، أن "بريكس" تمثل الاقتصادات الناشئة، مضيفاً: "بالتالي يبقى الاقتصاد هو المعيار الأول للتفكير بأي عضوية جديدة".

واعتبر سينج أن "بريكس"، أصبح لها دوراً سياسياً وتأثيراً أكبر يختلف عن المؤسسات التي قادتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

وأشار إلى أهمية الدور الذي بدأت تلعبه المجموعة على الساحة العالمية، قائلاً: "هناك مجموعة كبيرة من الدول المهتمة بالانضمام إليها، قرابة 43 دولة عبّرت عن إرادتها بالانضمام وتم اختيار 6 فقط بناء على معايير بريكس".

"انزعاج واشنطن"

بدوره، انتقد الزميل في مركز "صوفان" للحوار الاستراتيجي، كينيث كاتزمان، مجموعة "بريكس" لضمها إيران، معتبراً أن هذه الخطوة "مفاجئة من المنظور الأميركي".

وقال كاتزمان، إن ضم طهران سوف يؤخر مساعي المجموعة نحو إنشاء عملة بديلة عن الدولار، مرجعاً السبب إلى أن طهران "معزولة تقريباً عن النظام العالمي المالي كما هو الحال مع روسيا".

واعتبر أن المجموعة سعت لإنشاء حالة من التوازن عبر ضمها 4 دول من الشرق الأوسط، ونوه إلى قوة اقتصاد الرياض وأبو ظبي في مقابل ضعف أداء الاقتصاد الإيراني.

وشدد على صعوبة إحلال نظام مالي بديل عن الدولار، لافتاً إلى أن "كل المساعي السابقة في العالم لإنشاء نظام منافس أو بديل للدولار باءت بالفشل".

ومع أن دول "بريكس" يقطنها زهاء 40% من سكان العالم، و

بها ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن إخفاق أعضاء المجموعة في الاتفاق على رؤية متسقة، جعل أداءها منذ فترة طويلة أقل من قدرتها الحقيقة كطرف عالمي فعال في مجالي السياسة والاقتصاد، بحسب "رويترز".

وتملك دول بريكس اقتصادات شديدة التباين في الحجم وحكومات لها أهداف مختلفة بشأن السياسات الخارجية، وهو عامل يعقد وجود نموذج للتوافق على اتخاذ القرارات في المجموعة.

وتصدر النقاش المتعلق بالتوسع جدول أعمال القمة التي استمرت 3 أيام في جوهانسبرج. 

وامتدت النقاشات حتى وقت متأخر من مساء الأربعاء بشأن معايير ضم الدول وأي الدول ستُدعى إلى الانضمام.

ولطالما دعت الصين، وهي مركز ثقل في المجموعة، إلى توسيع بريكس في ظل سعيها إلى مقارعة هيمنة الغرب، وهي استراتيجية تشاركها فيها روسيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات