أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أنَّ الولايات المتحدة تراقب الاحتجاجات في جنوب سوريا، مع تحول المظاهرات ضد غلاء المعيشة إلى دعوات للتغيير السياسي.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية لـ"الشرق": "نراقب الاحتجاجات المستمرة في جنوب سوريا، بما في ذلك السويداء ودرعا".
وأضاف المسؤول أنَّ الولايات المتحدة "تواصل دعم دعوات الشعب السوري من أجل السلام والكرامة والأمن والعدالة، كما تدعم ممارستهم حقوق التجمع السلمي وحرية التعبير".
وحضّ المصدر على "الهدوء ووقف التصعيد للسماح بحل التوتر مع الحفاظ على الاستقرار الإقليمي".
وقال المسؤول الأميركي: "نحض جميع المعنيين على الامتناع عن العنف، وندين أي استخدام للقوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين".
الحل السياسي
وأدان المسؤول الأميركي اعتقال مدنيين "بسبب ممارستهم حرية التعبير"، مشيراً إلى أنَّ واشنطن "تواصل مراقبة التقارير المتعلقة بانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان في جميع أنحاء سوريا، ودعم جهود المجتمع المدني السوري للقيام بذلك".
واعتبر المسؤول أنَّ "الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254 يظل الحل الوحيد القابل للتطبيق".
ويطالب القرار الذي أصدره المجلس في 2015 بـ"الامتثال للقانون الدولي، ويشدد على حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية من دون قيود، ووقف الأعمال العدائية، والتعاون للتصدي للإرهاب، وتنفيذ تدابير بناء الثقة، وإطلاق سراح المحتجزين والمختطفين وتوضيح مصير المفقودين".
ويدعو إلى وضع جدول زمني وعملية لصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة.
واحتشد مئات السوريين في جنوب البلاد، الجمعة، بعد ما يقرب من أسبوعين من المظاهرات احتجاجاً على سوء الأحوال المعيشية، لكنها تحولت مجدداً إلى دعوات للتغيير السياسي.
واندلعت مظاهرات في السويداء في أغسطس الماضي، بسبب رفع الدعم عن الوقود. وظلت السويداء تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عم أماكن أخرى.
وظل الانتقاد العلني للحكومة نادراً في المناطق التي تسيطر عليها، لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، أصبح السخط علنياً.
وتجمع العشرات أيضاً في محافظة درعا التي انطلقت منها احتجاجات عام 2011. ونظم سكان في مناطق أخرى، تسيطر عليها الحكومة السورية وتفرض قيوداً أكثر صرامة، حركات احتجاجية.
وأظهرت صور نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن بعض السكان في محافظة طرطوس الساحلية رفعوا، الخميس، لافتات صغيرة كُتب عليها "سوريا لنا وما هي لحزب البعث (الحاكم)" وفي الخلفية صورة الأسد على لوحة إعلانية كبيرة، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
وتواجه سوريا أزمة اقتصادية حادَّة أدت إلى انخفاض قيمة العملة إلى مستوى قياسي بلغ 15 ألفاً و500 ليرة مقابل الدولار، الشهر الماضي، في تراجع متسارع بعد أن كانت 47 ليرة مقابل الدولار في بداية الصراع قبل 12 عاماً.
"أحداث دير الزور"
وأكد المسؤول الأميركي لـ"الشرق"، أن واشنطن "تتابع الأحداث المتفرقة في محافظة دير الزور" شرق سوريا.
وسيطر مقاتلو العشائر العربية على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف دير الزور، عقب اشتباكات عنيفة بين الطرفين، تزامناً مع هجوم من جهة مناطق سيطرة المعارضة على محاور منبج في ريف حلب.
وقال موقع "فرات بوست" المحلي، الجمعة، إن مقاتلي العشائر في ريف دير الزور الشرقي سيطروا الليلة الماضية، على مقر الشرطة العسكرية والمخفر في مدينة غرانيج، ومركز "الأسايش" في ذيبان، وحاجز المقسم في الطيانة، وحاجز البلدية في درنج، كما سيطروا على قريتي برشم والحجنة عقب استسلام عناصر "قسد".
وفي شمال سوريا، سيطر مقاتلو العشائر على تلة وقرية المحسنلي وتلة عرب حسن بريف منبج، والبوهيج بريف مدينة الباب، بعد معارك مع "قسد" والقوات الحكومية، اندلعت عقب سماح المعارضة المسلحة لقوات العشائر بالوصول إلى خطوط التماس، في حين نفت "قسد" خسارة أي نقاط في منبج.