تقترب الولايات المتحدة من تزويد أوكرانيا بصواريخ "أتاكمز" (ATACMS)، وهي أحد الصواريخ الباليستية التكتيكية أرض-أرض بعيدة المدى، والتي سعت كييف للحصول عليها، لتتمكن من تنفيذ ضربات طويلة المدى ضد القوات الروسية.
ولم يوافق الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الآن بشكل كامل على هذه الصفقة، ولكن مسؤولين في الإدارة الأميركية قالوا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن من المنتظر أن يتم تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ خلال فصل الخريف، لتعزيز الهجوم المضاد لأوكرانيا.
ومنذ فترة طويلة، تطالب أوكرانيا بالحصول على صواريخ ATACMS بعيدة المدى وشديدة الدقة، والتي طورتها شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية للصناعات العسكرية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية بثت، الأحد، إنه يعتزم الضغط على بايدن لتوفير الصاروخ، معرباً عن أمله في أن تحصل كييف على السلاح في الخريف.
تقييم أميركي للوضع الأوكراني
وتمَّ القيام بتعديلات عدة على صواريخ ATACMS، والتي يتم إطلاقها من منصات متحركة، ويمكن أن يصل مداها ما بين 160 و300 كيلومتراً، بحسب النموذج.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر للصحافيين: "موقفنا الدائم هو أننا سنزود أوكرانيا بالقدرات التي ستمكنها من النجاح في ساحة المعركة"، رافضاً الكشف عمَّا إذا كان سيتم توفير النظام أم لا.
وأضاف فاينر: "سنواصل تقييم الوضع على الأرض واتخاذ القرارات بناءً على ذلك"، وفقاً لما نقلته "وول ستريت جورنال".
مخزون محدود من "أتاكمز"
وفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، لطالما كان البنتاجون حذراً بشأن توفير النظام الصاروخي، الذي يمكن إطلاقه بواسطة منصات إطلاق هيمارس (Himars) التي قدمتها الولايات المتحدة العام الماضي، بحجة أن الجيش الأميركي لديه مخزون محدود من هذا النظام.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي لموقع "Defense One" في مارس الماضي: "من وجهة نظر عسكرية، لدينا عدد قليل نسبياً من أنظمة أتاكمز، وعلينا التأكد من أننا نحافظ على مخزوننا من الذخائر أيضاً".
كما أطلقت روسيا تحذيراً لواشنطن من أن توفير صواريخ طويلة المدى يمكن أن يمثل تجاوزاً لـ"الخطوط الحمراء"، ممَّا أثار مخاوف في بعض الأوساط بشأن خطر تصعيد الصراع في أوكرانيا، وتحوله إلى صراع بين موسكو وواشنطن.
مع ذلك، يقول المسؤولون الأميركيون إنَّ عدة عوامل دفعت إدارة بايدن إلى النظر من جديد في توفير الصاروخ.
ضمانات أوكرانية لواشنطن
وقال مسؤولون أميركيون إن الخطط قيد المراجعة داخل الإدارة تدعو إلى توفير عدد محدود من الصواريخ، وهو ما يمكن أن يخفف مخاوف البنتاجون بشأن استنزاف المخزونات الأميركية، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".
وحصلت الولايات المتحدة في السابق على ضمانات بأن أوكرانيا لن تستخدم الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة للهجوم داخل روسيا، ومن المتوقع أن يكون أي توفير لنظام أتاكمز مشروطاً بوعد مماثل.
وأمضت القوات الروسية أشهراً في زرع الألغام وحفر الخنادق وإعداد الدفاعات على طول ما يقارب ألف كيلومتر في جنوب أوكرانيا. ولا تزال هذه الخطوط تشكل عقبة هائلة أمام القوات الأوكرانية، التي تسعى إلى قطع، أو على الأقل الضغط، على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا والتي تربط جنوب غرب روسيا بشبه جزيرة القرم.
وفي حين أن نظام أتاكمز لن يساعد القوات الأوكرانية بشكل مباشر على اختراق تلك الدفاعات، إلا أن المسؤولين يأملون في أن يمكّنوا أوكرانيا من ضرب بعض المراكز اللوجستية والمقرات التي تحتاجها القوات الروسية للاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها.
كما يضغط أيضاً بعض المشرعين الأميركيين على البيت الأبيض لمد أوكرانيا بنظام أتاكمز. وفي يونيو، أصدرت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قراراً يحث إدارة بايدن على نقل النظام فوراً إلى كييف.
وقال النائب الجمهوري مايكل مكول إنه "من خلال عدم منح أوكرانيا الأسلحة التي تحتاجها للفوز في هذه الحرب، تعمل الإدارة على إطالة أمد الصراع، مما يكلف أرواح عدد لا يحصى من الأوكرانيين".