نفذت إيران والولايات المتحدة، الاثنين، صفقة لتبادل السجناء بينهما، تضمنت الإفراج عن نحو 6 مليارات دولار من أموال إيرانية كانت مجمدة في كوريا الجنوبية بموجب العقوبات الأميركية، إلى حسابات مصرفية في قطر.
وبعد ساعات من تنفيذ الصفقة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن واشنطن ستواصل فرض عقوبات على طهران.
ويضع هذا الاتفاق حداً لمصدر إزعاج كبير بين طهران وواشنطن اللتين يعود الخلاف بينهما إلى عام 1953، عندما دبرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني السابق محمد مصدق، صاحب الشعبية الكبيرة في عام 1953، وأعادت الشاه محمد رضا بهلوي إلى السلطة، وأصبح بهلوي بعد ذلك حليفاً قوياً للولايات المتحدة، وفقاً لوكالة "رويترز".
وفيما يلي تسلسل زمني للأحداث الكبرى التي شهدتها العلاقات بين إيران والولايات المتحدة:
تسلسل الأحداث
بعد عودة الشاه محمد رضا بهلوي للسلطة في عام 1953، وقعت الولايات المتحدة وإيران في عام 1957 اتفاقاً للتعاون في المجال النووي السلمي.
وفي العام 1967، زودت الولايات المتحدة، إيران بمفاعل نووي للأبحاث إضافة إلى يورانيوم مخصب بنسبة 93% يصلح لأغراض الأسلحة.
ووقعت إيران في العام 1968، معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التي سمحت لها بامتلاك برنامج نووي سلمي مقابل الالتزام بعدم السعي لامتلاك أسلحة نووية.
وفي العام 1979، أجبرت الثورة الإيرانية الشاه المدعوم من الولايات المتحدة على الفرار، وعاد الخميني من المنفى، وأصبح زعيماً للبلاد، كما استولى محتجّون على السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا عاملين بها كـ"رهائن".
وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في العام 1980، وصادرت أصولاً إيرانية، كما حظرت أغلب الأنشطة التجارية مع طهران.
كما فشلت مهمة لإنقاذ الرهائن الأميركيين في طهران، والتي أمر بها الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، فيما تحطمت مروحية وسط عاصفة رملية وأودت بحياة 8 من جنود الجيش الأميركي.
وفي العام 1981، أفرجت طهران عن 52 من الرهائن الأميركيين بعد دقائق من انتهاء ولاية كارتر وتنصيب رونالد ريجان رئيساً للولايات المتحدة.
وفي العام 1984، أدرجت الولايات المتحدة إيران في قائمة الدول الراعية للإرهاب. والعام 1986، كشف ريجان عن صفقة أسلحة سرية مع طهران في انتهاك لحظر الأسلحة الأميركي.
وفي العام 1988، سقطت السفينة الحربية الأميركية "فينسنز" بالخطأ طائرة ركاب إيرانية فوق الخليج وأودت بحياة 290 شخصاً كانوا على متنها.
سنوات التصعيد
وفي العام 2002، أعلن الرئيس جورج دبليو بوش أن إيران والعراق وكوريا الشمالية تمثل "محور شر". ومسؤولون أميركيون يتهمون طهران بإدارة برنامج سري للأسلحة النووية.
في العام 2009، أعلنت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أن إيران تبني موقعاً سرياً لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو النووي.
وفي العام 2012، بدأ سريان قانون أميركي يتيح للرئيس باراك أوباما سلطة فرض عقوبات على بنوك أجنبية، إذا فشلت في خفض واردات النفط الإيراني بشكل ملحوظ. ما ترتب عليه انخفاض مبيعات النفط الإيراني وتباطؤ اقتصاد طهران.
في العام ذاته، بدأ مسؤولون أميركيون وإيرانيون، محادثات سرية تتزايد وتيرتها في 2013 بخصوص المجال النووي.
وفي العام 2013، تم انتخاب حسن روحاني رئيساً لإيران بفضل برنامج يدعو لتحسين علاقات طهران مع العالم ودعم اقتصادها.
وفي العام 2015، توصلت إيران والقوى الست الكبرى لاتفاق نووي وافقت بموجبه طهران على الحد من أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات.
في العام 2018، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي في شهر مايو، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.
الحرس الثوري "منظمة إرهابية"
وفي العام 2019، صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" في شهر أبريل.
وفي مايو من العام ذاته، أعلنت إيران أنها ستزيد إنتاجها من اليورانيوم المخصب في خطوة تمثل انتهاكاً لالتزاماتها الناشئة عن الاتفاق النووي.
وفي العام 2020، تعهدت إيران برد فعل قاس بعدما أودت غارة جوية أميركية في بغداد بحياة قاسم سليماني، قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني.
في العام 2021، عقد مسؤولون أميركيون وإيرانيون 6 جولات من المحادثات النووية غير المباشرة في فيينا خلال الفترة من أبريل حتى يونيو. وبدء جولة جديدة في 29 نوفمبر بعد توقف دام 5 أشهر بسبب انتخاب الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي.
في العام 2022، تعثرت محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن في سبتمبر، ما دفع الجانبين إلى رسم خطوات تطلق إيران بموجبها سراح بعض المواطنين الأميركيين المحتجزين لديها مقابل الإفراج عن بعض الأصول الإيرانية في الخارج.
2023، إيران والولايات المتحدة تبرمان اتفاقاً في أغسطس لتبادل السجناء وإلغاء تجميد أصول إيرانية قيمتها 6 مليارات دولار في كوريا الجنوبية.
اقرأ أيضاً: