الخارجية الفلسطينية: الاحتلال يحول الأرض إلى "ساحة حرب"

إسرائيل تقتل 5 فلسطينيين بالضفة وتستخدم "مسيرة انتحارية" خلال مواجهات

صبي ينظر إلى لوحة جدارية تصور فلسطين التاريخية ملونة بالعلم الفلسطيني المليء بثقوب الرصاص بعد غارة شنتها القوات الإسرائيلية على مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين. 20 سبتمبر 2023 - REUTERS
صبي ينظر إلى لوحة جدارية تصور فلسطين التاريخية ملونة بالعلم الفلسطيني المليء بثقوب الرصاص بعد غارة شنتها القوات الإسرائيلية على مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين. 20 سبتمبر 2023 - REUTERS
دبي/ رام الله -الشرق

قتل الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، شاباً فلسطينياً، خلال اقتحام مخيم عقبة جبر قرب مدينة أريحا، ليرتفع عدد الضحايا في الساعات الأخيرة إلى 5، في وقت أدانت الخارجية الفلسطينية، ما وصفته بـ"الجرائم"، وطالبت بـ"موقف دولي لوقف التصعيد".

وكان الجيش الإسرائيلي قتل مساء الثلاثاء أربعة فلسطينيين في اقتحام لمخيم جنين شمال الضفة الغربية، إذ استخدم مسيرة انتحارية في مهاجمة مجموعة من المقاتلين في المخيم، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.

بدورها، أشارت وزارة الصحة في فلسطين، إلى أن عدد الجرحى في الهجوم على مخيم جنين وصل إلى 30 وبعضهم إصاباته خطيرة.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية، أن الهدف من هذه الاقتحامات هو اعتقال من تسميهم بـ"المطلوبين على خلفية هجمات وأنشطة مسلحة"، إذ تعد هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل مسيرة انتحارية في هجوم في الضفة الغربية.

"ساحة حرب"

من جانبها، أدانت الخارجية الفلسطينية في بيان، ما وصفته بـ"الجرائم" في مخيم جنين وغزة وعقبة جبر بأريحا، مؤكدة أن الاحتلال يتعمد تحويل الأرض الفلسطينية إلى ما يشبه "ساحة حرب"، في وقت تُحمّل فيه الفلسطينيين المسؤولية عن التصعيد لإخفاء حجم الانتهاكات التي تُرتكب.

وجاء في البيان الفلسطيني الذي أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا": "جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة، والتي كان آخرها استشهاد 6 مواطنين وإصابة العشرات بجروح متفاوتة منذ مساء الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء، رد إسرائيلي رسمي على الدعوات لإحياء عملية السلام في المنطقة".

وأضاف البيان أن إسرائيل "تحاول تكريس الحلول العسكرية في التعامل مع قضية شعبنا، بدلاً من الحلول السياسية التي تعبر عن حقوقنا الوطنية العادلة والمشروعة، وتخريب أي جهود دولية وإقليمية لتحقيق التهدئة كمقدمة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع".

وأشارت الخارجية الفلسطينية، إلى أن اقتحامات الاحتلال تعد "أوسع دعوة لتأجيج دوامة العنف، وتفجير ساحة الصراع"، مطالبة بموقف دولي لإجبار الاحتلال على وقف التصعيد، مشيرة إلى أن "إفلات إسرائيل المستمر من العقاب يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم".

وأدانت الخارجية الأردنية، "التصعيد الإسرائيلي" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة "العدوان على مدينة جنين"، وحذرت من استمرار دوامة العنف.

وشدد الناطق باسم الخارجية الأردنية، على "ضرورة وقف الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية كافة"، محذراً من "عواقب هذا التصعيد الذي لن يؤدي إلا إلى المزيد من التدهور والعنف"، داعياً إلى "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكلٍ فوري وفاعل لوقف هذا التصعيد، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني". 

اجتماعات الأمم المتحدة

وتأتي هذه الاقتحامات في وقت تشهدت فيه الدورة السنوية للأمم المتحدة لقاءات دولية واسعة على مستوى زعماء الدول، يجري في بعضها محاولات لإحياء جهود التسوية السياسية بين إسرائيل وفلسطين، إذ عقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اجتماعاً بمشاركة الاتحاد الأوروبي، ومصر، والأردن، لإحياء الحديث عن حل الدولتين. 

بينما حذر الأمين العام للأمم المتحدة من تصاعد العنف في منطقة الشرق الأوسط، معتبراً أن "حل الدولتين في خطر"، كما أشار الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى أن إدارته "تطمح لتحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين"، مضيفاً "لدينا رؤية إيجابية بهذا الصدد".

وتحدث ملك الأردن عبد الله الثاني، عن القضية الفلسطينية، قائلاً إنه "بعد مرور 7 عقود ونصف من الصراع الفلسطيني والإسرائيلي، إلا أنه لا يزال مستعراً"، مشيراً إلى أن "5 ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال بلا حقوق مدنية".

وأضاف الملك عبد الله، أنه "على العالم إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتحقيق التنمية الإقليمية"، كما أكد "أهمية التمويل المستدام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا".

من جانبه قال أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد إنه "لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني أسير تعسف الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، ورفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أي حل سياسي عادل".

ولفت إلى أن "تقاعس المنظمة الدولية عن اتخاذ إجراءات ضد الاحتلال أتاح ويتيح الفرصة لإسرائيل لكي تقوض أسس حل الدولتين بالتوسع والاستيطان، حتى أصبح الاحتلال يتخذ شكل نظام فصل عنصري في وضح النهار".

وذكر أن "بعض أصدقاء إسرائيل المقربين قد لاحظ ذلك"، مضيفاً أن "إسرائيل ترد على مبادرات السلام والتطبيع العربي، بالمزيد من التعنت والتطرف القومي الديني الأصولي في الائتلافات الحكومية والمزيد من الاستيطان".

تصنيفات

قصص قد تهمك