أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، تقديم مساعدات جديدة إلى أوكرانيا بمئات الملايين من الدولارات، الجمعة، مؤكداً دعم كندا لكييف خلال زيارة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لاقى فيها ترحيباً أكثر دفئاً، في وقت يتردد فيه بعض الحلفاء بشأن تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لبلاده، كما وقعت حكومتا كييف وأوتاوا "اتفاقية حديثة للتجارة الحرة".
وتعهدت كندا بمبلغ 650 مليون دولار كندي (482 مليون دولار) على مدى ثلاث سنوات، لتزويد أوكرانيا بـ50 مركبة مدرعة، تشمل مركبات إخلاء طبي، من المقرر بناؤها في أونتاريو. كما تعتزم تشكيل مجموعة عمل لإسداء المشورة بشأن مصادرة الأصول الروسية، بما في ذلك أصول المصرف المركزي، وفق ما أوردت "بلومبرغ".
وحددت كندا تفاصيل المساعدات الأخرى خلال زيارة زيلينسكي، التي أعقبت رحلة إلى الولايات المتحدة، اتسمت بالانقسام بين المشرعين بشأن حجم المساعدة المطلوبة. وتأتي أيضاً بعد أن دخلت أوكرانيا، وبولندا في نزاع علني صادرات الحبوب.
وشدد ترودو أيضاً على أن كندا مستعدة لدعم الاقتصاد الأوكراني، حتى يتمكن من الصمود في وجه الغزو الروسي وإعادة البناء في المستقبل.
وأضاف ترودو: "هذا الأمر يشكل تحدياً للأجيال (المقبلة)، تحدٍ سيحكم علينا التاريخ على أساسه"، وهو تحد يتطلب شجاعة "قلب الأسد" التي يمثلها زيلينسكي وجميع الأوكرانيين. لقد قاوموا ببسالة ألهمت العالم".
ووقع الطرفان على اتفاقية "تجارة حرة" حديثة بين كندا وأوكرانيا، وكان من المقرر أن يجتمع زيلينسكي مع قادة الأعمال في تورونتو.
زيلينسكي: أوكرانيا ستنتصر
وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه أمام البرلمان الكندي، الذي شهد تصفيقاً حاراً من المشرعين من جميع الأحزاب السياسية: "لا يختلف الوضع بالنسبة لأوكرانيا وكندا. نحن نصمد ونقاتل من أجل الحياة. أوكرانيا، هي التي ستنتصر في هذه الحرب، وليس الإبادة الجماعية".
وكندا التي تضم عدداً كبيراً من المهاجرين الأوكرانيين، واحدة من أكثر الدول تأييداً لكييف في حربها ضد الغزو الروسي. وهناك 1.4 مليون شخص من أصل أوكراني في كندا، وهو ثالث أكبر تجمع للأوكرانيين في بلد واحد بعد أوكرانيا وروسيا.
وثمة إجماع كبير في كندا، بشأن المساعدة في المجهود الحربي. وعندما يثار نقاش أول جدل، فإنه يميل إلى التركيز على ما إذا كانت كندا قادرة على تقديم ما يكفي من المساعدة، بالنظر إلى جيشها الصغير نسبياً.
ولم يقدم ترودو خطة لزيادة إجمالي الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، على النحو الذي اتفق عليه أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
دعم بعد "صعوبات" في أميركا
مع ذلك، تعهدت حكومة ترودو بتقديم مساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا بنحو 9 مليارات دولار كندي (6.7 مليار دولار). كما فرضت عقوبات على نحو 2700 شخص وكيان مرتبطين بالحرب الروسية، أدرجت أكثر من 60 في القائمة، الجمعة، ورحبت بـ175 ألف مهاجر أوكراني منذ بدء الحرب، بحسب الحكومة.
وتُخطط كندا لإنفاق نحو 76 مليون دولار كندي على 35 كاميرا طائرة آلية عالية الدقة، وتقديم الدعم أثناء الخدمة لأوكرانيا. كما ستخصص 30 مليون دولار كندي إضافية لمركز صيانة دبابات Leopard 2 في بولندا.
وقال إيهور ميشالتشيشين، المدير التنفيذي للكونجرس الأوكراني الكندي، وهي مجموعة ضغط، إن كندا مؤثرة بالنظر إلى عضويتها في كل من مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وأشار إلى أن جميع الأحزاب السياسية الكندية تدعم أوكرانيا.
وأضاف في مقابلة: "لذلك أعتقد أنه حري بالرئيس أن يتوقع ويطلب المزيد من شركائه الكنديين.. إذا أراد أصدقاء أوكرانيا انتصارها في الحرب، فإن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي تجديد الدعم العسكري وزيادته".
وفي واشنطن، ناشد زيلينسكي، مشرعين أميركيين، الخميس، مواصلة الدعم وسط ارتياب لدى الجمهوريين بشأن ما إذا كان ينبغي للكونجرس الموافقة على حزمة جديدة من المساعدات.
وعلى الرغم من عدم وجود مثل هذه الانقسامات في كندا، فهي لا تمتلك الموارد المالية أو الاحتياطيات العسكرية التي تتمتع بها الولايات المتحدة وألمانيا وغيرهما من الداعمين الرئيسيين.