وزيرة الخارجية الفرنسية ذكرت بايدن "بما هو على المحك" بطلب من ماكرون

فرنسا تحض بايدن على دعم أرمينيا بمواجهة أذربيجان وسط موقف أميركي حذر

وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الأرمني أرارات ميزويان في يريفان. 3 أكتوبر 2023 - AFP
وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الأرمني أرارات ميزويان في يريفان. 3 أكتوبر 2023 - AFP
باريس-أ ف ب

قال مصدر دبلوماسي، الثلاثاء، إن وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، اغتنمت الفرصة، خلال مؤتمر افتراضي عقده الرئيس الأميركي جو بايدن لدعم أوكرانيا، وشددت على ضرورة "دعم" أرمينيا، التي تخشى انتهاك أذربيجان لوحدة أراضيها، بعد عملية عسكرية خاطفة سيطرت بها باكو على إقليم ناجورنو قره باغ في سبتمبر، وأدت لنزوح جماعي للأرمن منه.

وأوضح المصدر أنّ المحادثات ركّزت على أوكرانيا، لكن بما أنّ الوزيرة كانت تتحدّث من العاصمة يريفان، فقد استغلت ذلك، بناءً على طلب الرئيس إيمانويل ماكرون، لتقديم إحاطة عن الوضع في أرمينيا، فيما أشارت إلى الحاجة إلى دعم أرمينيا من خلال التذكير "بما هو على المحكّ".

وأضاف أنّ كولونا أشارت إلى أنّ أرمينيا "دولة ديموقراطية تتعرّض لضغوط من جانب روسيا وأصبحت سلامة أراضيها موضع شكّ أو مهدّدة".

وبحسب المصدر، فإنّ الوزيرة الفرنسية شدّدت أيضاً على ضرورة أن "يؤخذ في الحسبان ما يحدث في القوقاز، إلى جانب ما يحدث في أوكرانيا".

مكالمة طمأنة

وأعلن البيت الأبيض أنّ بايدن عقد الثلاثاء، مؤتمراً عبر الهاتف مع مسؤولين في دول حليفة للولايات المتحدة، من أجل "تنسيق استمرار المساعدات لأوكرانيا".

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الثلاثاء، إنّ البيت الأبيض "يدرك أنّ الغالبية العظمى (...)، جميع الأرمن تقريباً غادروا ناجورنو قره باغ. في الوقت الحالي نحن نركز بشدّة على الوضع الإنساني".

وشدّد كيربي على أنّ بلاده "تشجّع أذربيجان على الوفاء بوعودها في المنطقة".

وتتناقض التصريحات الأميركية الحذرة مع موقف فرنسا الأكثر حزماً في هذا الملف، وفق "فرانس برس". 

قلق فرنسي

ومؤخراً، أعرب كلّ من ماكرون وكولونا مراراً عن قلقهما من هجوم عسكري قد تشنّه باكو على يريفان، بعدما أثمر هجوم أذربيجاني خاطف على إقليم ناجورنو قره باغ انتصاراً عسكرياً ساحقاً على الجيب الانفصالي.

وإثر ذلك، أعلنت كولونا أنّ باريس "أعطت موافقتها" على تسليم معدات عسكرية إلى أرمينيا، التي ترغب في حماية نفسها من جارتها.

عملية عسكرية خاطفة

وفي صباح يوم 19 سبتمبر الماضي، استيقظ سكان ستيباناكيرت عاصمة ناجورنو قره باغ المعروفة باسم خانكندي في أذربيجان على دوي نيران المدفعية التي تكررت وسط أجواء ضبابية.

وبدأت ما وصفها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بأنها عملية لـ"مكافحة الإرهاب" باجتياح من قوات برية مدعومة بطائرات مسيّرة وستار من المدفعية لاجتياح خطوط الإقليم الدفاعية.

وأعلنت باكو الانتصار في غضون 24 ساعة ووافق مقاتلو قره باغ الأرمن على وقف إطلاق نار ألزمهم بتسليم أسلحتهم، فيما قال أرمن الإقليم إنهم شعروا بـ"الخيانة من جميع الأطراف".

وبعد 4 أيام من العملية، بدأ بعض أرمن قره باغ البالغ عددهم 120 ألف نسمة ما تحول إلى نزوح جماعي بالسيارات صوب أرمينيا، قائلين إنهم يخشون الاضطهاد والتطهير العرقي على الرغم من تعهد أذربيجان بضمان سلامتهم.

ومؤخراً اتهمت أرمينيا أذربيجان بالتطهير العرقي، وهو ما نفته باكو، وأصرت على أن بقاء الأرمن في الجيب مرحب به. كما أكدت باكو على أنها لا تنوي مهاجمة أرمينيا نفسها.

والثلاثاء، صادق برلمان أرمينيا، على نظام روما الأساسي الذي أنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية، ما يمهّد الطريق أمام يريفان للانضمام إلى المحكمة، وأكد رئيس لجنة الشؤون القانونية في البرلمان يجيشه كيراكوسيان أن المصادقة "توفر ضمانات إضافية لأرمينيا في مواجهة أي تهديد محتمل لسلامة أراضيها من أذربيجان".

نزوح جماعي

وفي أعقاب سقوط قره باغ، فرّ إلى أرمينيا أكثر من 100 ألف أرمني من سكّان الجمهورية الانفصالية، التي أُعلنت من جانب واحد قبل ثلاثة عقود وحلّت نفسها بعد سقوط الإقليم.

وقال مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، إن عاصمة ناجورنو قرة باغ لم يبق بها سوى المئات فقط من السكان، من بينهم المرضى وذوي الإعاقة وكبار السن، واصفاً الشوارع الخالية بأنها "سريالية".

وأوضح رئيس فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر ماركو سوتشي، عبر رابط فيديو من عاصمة قرة باغ المعروفة باسم "ستيباناكيرت" في أرمينيا و"خانكندي" في أذربيجان "المدينة الآن مهجورة تماماً". 

وأضاف أن "المستشفيات لا تعمل، الأطقم الطبية غادرت، كما غادر مدير المشرحة. لذا فإن المشهد سريالي تماماً".

تصنيفات

قصص قد تهمك