أدى هجوم على الكلية الحربية في مدينة حمص السورية بمسيرات تحمل ذخائر متفجرة الخميس، خلال حفل تخرج دفعة جديدة من الضباط، إلى سقوط عشرات الضحايا والجرحى، فيما حمل الجيش السوري "تنظيمات إرهابية مدعومة من أطراف دولية" مسؤولية الهجوم.
وقال وزير الصحة السوري حسن الغباش في تصريح للتلفزيون الرسمي، مساء الخميس، إنه في "حصيلة غير نهائية، بلغ عدد الضحايا 80 شخصاً، بينهم 6 نساء و6 أطفال"، و"عدد الإصابات 240 إصابة منهم 55 من النساء و22 من الأطفال".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية قولها، إن نحو 100 ضحية سقطوا في هذا الهجوم، بخلاف الجرحى، فيما أشار التلفزيون الرسمي إلى أن أغلب الإصابات كانت بين أهالي الضباط الخريجين.
وأظهرت لقطات تمت مشاركتها مع "رويترز" عبر تطبيق المراسلة "واتساب" أشخاصاً، بعضهم يرتدي ملابس عسكرية وآخرين بملابس مدنية، ملقين في برك من الدماء في فناء كبير. وكانت بعض الجثث يتصاعد منها الدخان، والبعض الآخر لا يزال مشتعلاً. ووسط الصراخ يمكن سماع شخص يصرخ "أطفؤوه!" وسُمع دوي إطلاق نار في الخلفية.
وأفادت "رويترز" نقلاً عن مصدر أمني سوري بأن وزير الدفاع السوري علي عباس حضر حفل التخرّج، لكنه غادر قبل دقائق من وقوع الهجوم.
دمشق تعلن الحداد الوطني
وأعلنت الحكومة السورية الحداد الوطني العام لمدة ثلاثة أيام، بدءاً من الجمعة 6 أكتوبر، على الضحايا المدنيين والعسكريين الذين قضوا جراء هذا الهجوم.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان، إن "سوريا تدين بأشد العبارات الجريمة النكراء باستهداف التنظيمات الإرهابية حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص".
وأضافت الوزارة في بيان: "سوريا تطالب الأمم المتحدة، ومجلس الأمن بإدانة هذا العمل الإرهابي الجبان، ومساءلة الدول الراعية للإرهاب عن جرائمها بحق الشعب السوري، وضمان تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
من جانبها، قالت القيادة العامة للجيش السوري، إن "التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية، قامت باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة، وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة".
وأشارت في بيان إلى أن الهجوم أسفر عن سقوط مدنيين وعسكريين ووقوع عشرات الجرحى "بينهم إصابات حرجة في صفوف الأهالي المدعوين من نساء وأطفال، إضافة إلى عدد من طلاب الكلية المشاركين في التخرج".
وقال الجيش السوري إنه يعتبر هذا "العمل الإرهابي الجبان عملاً إجرامياً غير مسبوق"، وأكد أنه"سيرد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت".
وشدد على "محاسبة المخططين والمنفذين لهذا العمل الإجرامي الذي سيدفعون ثمنه غالياً"، ولم يحدد البيان منظمة بعينها، ولم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها.
إدانة أممية للعنف بسوريا
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، الخميس، إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو جوتيريش "يشعر بقلق بالغ إزاء هجوم بطائرات مسيرة على أكاديمية عسكرية في سوريا، والقصف الانتقامي من قبل قوات موالية للحكومة".
وأضاف ستيفان دوجاريك في تصريحات أوردتها "رويترز"، أن "الأمين العام يدين بشدة جميع أعمال العنف في سوريا، ويحض كل الأطراف على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي".
وبدأ الصراع في سوريا باحتجاجات مناهضة للحكومة في عام 2011، لكنه تحوّل إلى حرب شاملة خلفت مئات الآلاف من الضحايا وملايين النازحين.
