الولايات المتحدة تعلن إسقاط مُسيّرة تركية في سوريا

واشنطن/أنقرة -رويترز

قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة أسقطت، الخميس، طائرة مُسيّرة تركية مسلحة كانت تُحلّق قرب قواتها في سوريا، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن وزير الدفاع الأميركي بحث مع نظيره التركي نشاط أنقرة بالقرب من القوات الأميركية في سوريا، عقب هذا الحادث.

وهذه أول مرة تعلن فيها واشنطن إسقاط طائرة تابعة لتركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بحسب وكالة "رويترز".

وقال المتحدث باسم البنتاجون بات رايدر، إن وزير الدفاع لويد أوستن تحدث مع نظيره التركي يشار غولر هاتفياً، لافتاً إلى أن "المُسيّرة كانت ضمن كيلومتر ونصف من القوات الأميركية، والقرار اتخذ بإسقاطها".

وأضاف رايدر: "ليس لدينا مؤشرات على أن تركيا كان لديها نية تعريض القوات الأميركية للخطر".

وأشار مسؤولان أميركيان لوكالة "رويترز"، إلى إن مقاتلة "F-16" أسقطت الطائرة التركية المُسيّرة بعد أن اتصلت الولايات المتحدة بمسؤولين عسكريين أتراك عدة مرات، لتحذيرهم من أنهم يعملون بالقرب من القوات البرية الأميركية.

وأضاف مسؤول أميركي، أنه يعتقد بأن الطائرة التركية المُسيّرة مسلحة.

المسيرة التركية "شكلت تهديداً"

وعلى نحو مماثل، قال شخص مطلع لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن المقاتلة الأميركية أسقطت الطائرة المسيرة التركية، بعدما اعتبرت أنها تشكل "تهديداً للقوات الأمريكية" في شمال شرق سوريا.

ويوجد ما يقرب من 900 جندي أميركي متمركزين في سوريا، يعملون مع القوات التي يقودها الأكراد لمحاربة تنظيم "داعش"، بحسب الصحيفة.

ووصف أحد المسؤولين الأميركيين الطائرة بأنها "مسيرة تركية مسلحة، والولايات المتحدة كانت على علم بذلك قبل أن تتخذ إجراء".

وأضاف المسؤول الأميركي أن "هذا الإجراء اتخذ، بينما كانت القوات الأميركية تجري عمليات في مكان قريب".

ووصفت الولايات المتحدة الهجوم على الطائرة بأنه "إجراء ضروري" لحماية القوات الأميركية اتخذ بعد تحذيرات متعددة للقوات التركية. ويبدو أن اتصال أوستن، بالإضافة إلى مكالمات أخرى أجراها قادة عسكريون أميركيون، كانت تهدف إلى خفض التوترات مع أنقرة، بحسب "وول ستريت جورنال".

ورجحت الصحيفة أن إسقاط الطائرة ربما يؤدي إلى زيادة التوترات بين تركيا والولايات المتحدة، الحليفتين في "الناتو"، بشأن الاستراتيجية العسكرية الأميركية في سوريا، واستبعاد الولايات المتحدة لتركيا من برنامج الطائرات المقاتلة المتقدمة "F-35"، وعلاقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع موسكو.

أنقرة: "لا تخصنا"

وفي أنقرة، قال مسؤول بوزارة الدفاع التركية، إن الطائرة المُسيّرة التي أسقطها التحالف "لا تخص القوات المسلحة التركية"، من دون أن يذكر الجهة التي تنتمي إليها.

وأفادت قوات كردية سورية متحالفة مع واشنطن، بأن الهجمات التركية أسقطت ثمانية ضحايا، في تصعيد ناجم عن هجوم بقنبلة في أنقرة، أعلن مسلحون أكراد مسؤوليتهم عنه.

ويثير الدعم الأميركي للقوات الكردية في شمال سوريا منذ فترة طويلة، توتراً في العلاقات مع تركيا، شريكتها في "الناتو". وتعتبر أنقرة هذه القوات جناحاً لـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم أنقرة.

وقالت تركيا، الأربعاء، إن المهاجمين قدما من سوريا. وأودى التفجير بحياة المهاجمَين، وأصاب اثنين من أفراد الشرطة. ونفت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وهي قوة يقودها الأكراد، وتدعمها الولايات المتحدة، أن يكون المفجران مرا عبر الأراضي التي تسيطر عليها.

عملية برية محتملة

وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية في وقت سابق، الخميس، إن شن عملية برية في سوريا من بين الخيارات التي قد تبحثها أنقرة. وسبق أن توغلت تركيا عدة مرات في شمال سوريا لاستهداف "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية.

وأضاف المسؤول: "هدفنا الوحيد هو القضاء على المنظمات الإرهابية، التي تُشكل تهديداً لتركيا. شن عملية برية من بين الخيارات للقضاء على هذا التهديد، لكنها ليست الخيار الوحيد بالنسبة لنا".

وكثفت تركيا عملياتها ضد "حزب العمال الكردستاني" المحظور، بعد إعلانه المسؤولية عن هجوم أنقرة، وشنت ضربات جوية على شمال العراق.

وقال مسؤولون أتراك، إن أي بنية تحتية ومنشآت طاقة في العراق وسوريا يسيطر عليها "حزب العمال الكردستاني"، وكذلك "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية، هي "أهداف عسكرية مشروعة".

وقال المسؤول بوزارة الدفاع التركية: "حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب هما نفس المنظمة الإرهابية، إنهما هدفنا المشروع في كل مكان. تركيا نفذت عمليات كلما وحيثما كان ذلك ضرورياً في الماضي، وستستمر هذه العمليات مرة أخرى إذا لزم الأمر".

وأضاف أن "هذه العمليات تجري في إطار حقوق الدفاع عن النفس، التي يكفلها القانون الدولي للقضاء على الهجمات الإرهابية على الأراضي التركية ولضمان أمن الحدود".

و"وحدات حماية الشعب"، هي أيضاً الفصيل الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الحليف الأبرز للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش". 

وأدى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة وحلفاء آخرون، بما في ذلك فرنسا، لوحدات حماية الشعب إلى توتر العلاقات مع أنقرة.

وطالبت تركيا قوات أي دولة أخرى بالابتعاد عن المنشآت التي يسيطر عليها "حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب".

تصنيفات

قصص قد تهمك