طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونجرس الموافقة على إنفاق مليارات إضافية من الدولارات لمساعدة إسرائيل في حربها على "حماس"، في وقت قال فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لقواته أن تستعد لدخول قطاع غزة براً بهدف "تدمير الحركة".
وفي خطاب من البيت الأبيض، قال بايدن إنه سيطلب من الكونجرس، الجمعة، الموافقة على تمويل إضافي لإسرائيل، ووصفها بأنها "شريك حيوي". وقال مصدر مطلع في وقت سابق إن التمويل الإضافي المقصود سيصل في الإجمال إلى 14 مليار دولار، مضيفاً: "هذا استثمار ذكي ستعود أرباحه على الأمن الأميركي لأجيال".
وأشار إلى أن "حماس سعت إلى محو ديمقراطية إسرائيل"، مشدداً على الحاجة العاجلة لإدخال مساعدات إغاثة للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصرين دون غذاء أو ماء أو دواء. كما تطرق أيضاً إلى دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وربط بايدن بين الصراعين في أوكرانيا وغزة، مشبهاً "حماس" بروسيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشدداً على أن الولايات المتحدة "لن تسمح لهما بالنجاح في مسعيهما".
وأوضح الرئيس الأميركي، الذي زار إسرائيل الأربعاء، في الخطاب: "لا يمكننا تجاهل أن الفلسطينيين الأبرياء بشر يريدون العيش بسلام فحسب ولديهم فرصة".
وبدا أن إسرائيل توشك على اجتياح بري شامل لغزة المكتظ بالسكان الذي تديره "حماس"، وحشد الجيش الإسرائيلي قوات وعتاداً قرب الحدود مع القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت للقوات المحتشدة عند حدود القطاع، الخميس: "ترون غزة الآن عن بعد، لكنكم قريباً سترونها من الداخل.. الأمر سيصدر".
وتكثّف إسرائيل قصفها لقطاع غزة، وتفرض حصاراً مطبقاً عليه، وعلى سكانه البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة بعد هجوم مباغت شنته فصائل فلسطينية على بلدات ومدن إسرائيلية في 7 أكتوبر، خلّف 1400 من القتلى الإسرائيليين، إضافة إلى احتجاز العشرات لدى "حماس".
وفي الجانب الفلسطيني، قالت وزارة الصحة إن إسرائيل قتلت أكثر من 4 آلاف فلسطيني في غزة، بينما أصيب أكثر من 12 ألفاً، فيما بلغت حصيلة الضحايا في الضفة الغربية 74 وفاة، وإصابة أكثر من 1300 آخرين.
المساعدات قيد الانتظار
وسعى الرئيس الأميركي خلال زيارة استغرقت نحو 8 ساعات في تل أبيب، الأربعاء، للتوسط في اتفاق لإدخال مساعدات لقطاع غزة.
وقال بايدن إن إسرائيل ومصر وافقتا على إدخال 20 شاحنة محملة بالمساعدات للقطاع، فيما قال مصدران أمنيان مصريان إن معدات تم إرسالها، الخميس، عبر معبر رفح الحدودي لإصلاح الطرق على الجانب الفلسطيني، وهناك أكثر من 100 شاحنة تنتظر العبور في مصر.
وبينما توقع بعض المسؤولين دخول المساعدات إلى غزة، الجمعة، يبدو أن فرص حدوث ذلك تتضاءل. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط للقضايا الإنسانية ديفيد ساترفيلد لا يزال يتفاوض مع المسؤولين الإسرائيليين والمصريين على "تحديد الطرق" التي ستسلم بها المساعدات.
وكانت هناك تأجيلات وعقبات بشكل متكرر، وطلبت إسرائيل ضمانات بألا تصل إمدادات الإغاثة لـ"حماس"، بينما يقوم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حالياً بجولة في الشرق الأوسط بدأها من إسرائيل، لأسباب من بينها تسهيل تقديم المساعدات لغزة ومحاولة منع تصاعد العنف في المنطقة.
ودعت الأمم المتحدة إلى إعادة المساعدات إلى مستويات ما قبل الصراع والتي كانت تبلغ 100 شاحنة يومياً.