جدد زعماء كل من الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في بيان مشترك، الأحد، تأكيدهم على دعم إسرائيل، ودعوها إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين، وذلك في وقت تتواصل فيه الغارات على مختلف أنحاء قطاع غزة، خصوصاً محيط المستشفيات، ووسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع وأثره في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف البيان، الذي نشره البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك أكدوا عقب مشاورات "التزامهم بمواصلة التنسيق مع الشركاء بالمنطقة، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وأكد البيان الالتزام بـ"مواصلة التنسيق مع الشركاء في المنطقة لضمان الوصول المستمر والآمن إلى الغذاء والمياه والرعاية الطبية وغيرها من المساعدات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية"، إضافة إلى مواصلة التنسيق الدبلوماسي، بما في ذلك مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة، لمنع توسع نطاق الصراع، والحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي وسلام دائم.
ورحب البيان بـ"الإفراج عن الرهينتين الأميركيتين"، فيما دعا إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن المتبقين، موضحاً أن زعماء تلك الدول "أكدوا التزامهم التنسيق لدعم مواطنيهم في المنطقة، وخاصة أولئك الذين يرغبون في مغادرة غزة".
فتح معبر "رفح" بشكل دائم
في السياق، دعت حكومة غزة، الاثنين، إلى فتح معبر رفح بشكل دائم وتدشين ممر آمن لإدخال الاحتياجات الإنسانية لإنقاذ الوضع "الكارثي".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان على فيسبوك، إن "قوافل المساعدات التي وصلت قطاع غزة وقوامها 34 شاحنة حتى الآن أقل بكثير من حاجة قطاع غزة الذي كان يدخله أكثر من 500 شاحنة محملة بمختلف الاحتياجات اليومية".
وأكد أن الوقود أولوية في غزة، وبخاصة مع شحه في بعض المناطق، ونفاده في مناطق أخرى.
وانضم إلى هذه الدعوة إلى تيسير دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر، مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس الذي قال عبر حسابه في منصة X (تويتر سابقاً) إن "هناك حاجة إلى ممر آمن ومستدام لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة".
وأضاف: "يجب السماح بإدخال الوقود إلى غزة من أجل المرافق الصحية وشاحنات النقل، هذه القرارات تتوقف عليها أرواح".
وأعلنت المنظمة، الأحد، وصول المزيد من المساعدات المقدمة منها لقطاع غزة إلى مصر، قائلة إنها "ستتيح إجراء جراحات لحوالي 1300 شخص وتوفير الخدمات الصحية الأساسية لمئة ألف شخص لمدة ثلاثة أشهر وعلاج 150 ألفاً من أصحاب الأمراض المزمنة".
من جانبه، أكد وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، دخول 14 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الأحد، فإنه قال إن "هناك حاجة إلى المزيد والمزيد من المساعدات".
ووصف جريفيث المساعدات الجديدة المقدمة من الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة بأنها "بارقة أمل ضئيلة أخرى للملايين الذين يحتاجون بشدة إلى المساعدة الإنسانية".
وتعد هذه الدفعة الثانية التي تدخل من معبر رفح البري من الجانب المصري، وضمت مساعدات إنسانية وطبية، إذ دخلت 20 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية عبر معبر رفح إلى قطاع غزة السبت، للمرة الأولى منذ بدء الأحداث في غزة في السابع من أكتوبر الجاري.
تحذيرات بقصف مستشفيات غزة
يأتي ذلك في وقت قال التلفزيون الفلسطيني، إن إسرائيل "واصلت قصفها المكثف على مختلف أنحاء غزة، بما في ذلك قصفت محيط مستشفى القدس (غرب غزة)".
وأضاف التلفزيون أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مدينة طولكرم وأريحا ومخيم "عقبة جبر" في استمرار للتصعيد بالضفة الغربية، كما اقتحمت المنطقة الشرقية بمدينة نابلس شمال الضفة، وذكر "تلفزيون الأقصى" أن إطلاق نار استهدف القوات الإسرائيلية أثناء اقتحامها لطولكرم.
بدوره، قال المركز الفلسطيني للإعلام، إن "جميع مستشفيات غزة تلقت إنذاراً إسرائيلياً يهددها بالقصف"، كما قصف الطيران الإسرائيلي محيط مجمع الشفاء الطبي وسط غزة، الذي يضم أكبر عدد من الجرحى والطواقم الطبية بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
ومع دخول الهجوم الإسرائيلي على غزة يومه الـ 17 ذكرت الوكالة أن الطيران والمدفعية الإسرائيليين قصفا عدة مناطق في القطاع، فجر الاثنين، إذ قصف الجيش منزلاً في حي القيزان جنوب خان يونس خلف 7 ضحايا.
وأوضحت أن الغارات تركزت على "جباليا وبيت لاهيا (شمالاً)، والمحافظة الوسطى وحي الرمال، ومخيم الشاطئ (غرباً)، وخان يونس ورفح (جنوباً)".
وقالت الوكالة إن القوات الإسرائيلية اقتحمت بلدة بيت ريما شمال غربي رام الله، واعتقلت عدداً من المواطنين، فيما لفتت إلى أن عدد الضحايا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفع إلى 4700، 400 منهم سُجل في الساعات الـ 24 الماضية.
وقف الهجمات الإسرائيلية
وكانت حركة "حماس" قالت في بيان بوقت متأخر الأحد، إن رئيس مكتبها السياسي بحث هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أحدث التطورات المتعلقة بالهجوم الإسرائيلي على غزة.
وأضاف البيان، الذي نشرته على حسابها في تطبيق تليجرام، أن الطرفين بحثا "كيفية استخدام كل الطرق لوقف هجمات إسرائيل بالقطاع".
في الوقت نفسه، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، قوله إن "أي اتفاق على استمرار تدفق المساعدات إلى غزة لا يشمل إطلاق سراح المحتجزين يمثل استمراراً للفكر الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه".
وأضاف بن جفير عبر حسابه في منصة X: "يجب أن تكون المساعدات الإنسانية في مقابل الإفراج عن كل الرهائن المحتجزين".
في حين، أكد مسؤول إسرائيلي كبير لشبكة CNN، أنه "لا وقف لإطلاق النار في غزة بالتزامن مع جهود الولايات المتحدة وقطر لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس". وأضاف أنه "لا يمكن السماح للجهود الإنسانية بالتأثير في مهمة تفكيك الحركة".
وأوضح المسؤول أن إسرائيل وافقت على طلب إدخال المساعدات إلى غزة، رغم أن ذلك لم يلق قبولاً في الداخل.
وعلى الجانب المقابل، تصاعدت حدة التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان، بعد قصف متبادل واشتباكات وقعت بالمنطقة منذ أن شنت فصائل فلسطينية هجوماً على بلدات ومدن إسرائيلية بمحاذاة قطاع غزة في السابع من أكتوبر الجاري.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن الجيش قوله، إنه "شن ضربات على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان شملت مجمعاً عسكرياً ونقطة مراقبة".
وفي وقت لاحق نقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي قوله، الاثنين، إنه استهدف خلية من المسلحين في جنوب لبنان ودمر منصة إطلاق صواريخ مضادة للدروع.
وأضاف أنه يعتقد أن الخلية كانت تخطط لإطلاق صاروخ قرب بلدة شلومي الحدودية شمال إسرائيل، فيما قال "حزب الله" في بيان عبر حساب الإعلام الحربي التابع له على تليجرام، إن أحد عناصره لقي حتفه في جنوب لبنان ليرتفع عدد قتلى الحزب منذ بدء القصف الإسرائيلي إلى 27.
وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، قالت إن "الطيران الإسرائيلي شن غارة على الأطراف الجنوبية لبلدة عيترون وسمع دويها في أنحاء جنوب البلاد".