دعت الصين، الثلاثاء، إلى عقد مؤتمر سلام دولي "أكثر حسماً وفاعلية وأوسع نطاقاً" في ظل مخاوف دولية من اتساع رقعة الصراع الناتج عن حرب غزة.
وجاءت دعوة الصين في اتصالين هاتفيين منفصلين أجراهما وزير خارجيتها وانج يي مع نظيريه الإسرائيلي إيلي كوهين والفلسطيني رياض المالكي، وذلك قبيل زيارة مزمعة له إلى واشنطن تبدأ الخميس وتستمر لمدة يومين.
ونقلت وسائل إعلام عن وانج قوله خلال اتصاله مع كوهين، إن الصين "ستدعم بقوة أي قرار يفضي إلى السلام"، واصفاً الصراع بأنه "خيار رئيسي بين الحرب والسلام".
ودعا وانج إسرائيل إلى "اتخاذ إجراءات فعالة لحماية سلامة المواطنين والمؤسسات الصينية في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن "جميع الدول لها الحق في الدفاع عن النفس، لكن يتعين عليها الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية سلامة المدنيين".
وفي محادثاته مع المالكي، قال وانج إنه "يتعاطف بشدة" مع سكان غزة وإن أكثر ما يحتاجونه هو الأمن وجهود تعزيز السلام، وليس الأسلحة أو الحسابات الجيوسياسية.
وأضاف وانج أن الصين "تدعو إلى عقد مؤتمر سلام دولي أكثر حسماً وفاعلية وأوسع نطاقاً قريباً". ونددت الصين بأعمال العنف والهجمات على المدنيين في الصراع، وبينما أعلن وانج أن تصرفات إسرائيل "تتجاوز نطاق الدفاع عن النفس"، لم يذكر "حماس" صراحة في تصريحاته.
زيارة واشنطن
وقال مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، إن الوزير الصيني سيلتقي نظيره الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، لكن لم يكشفوا إذا كان سيجتمع مع بايدن أيضاً.
وذكر مسؤول، أطلع الصحافيين على تفاصيل الزيارة بشرط عدم الكشف عن هويته: "ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية المباشرة هي أفضل طريقة لمناقشة القضايا الصعبة، ومعالجة سوء الفهم وسوء التواصل، واستكشاف العمل مع الصينيين حيث تتقاطع مصالحنا".
بدوره، أفاد مسؤول ثانٍ، بأن وانج سيناقش الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" والغزو الروسي لأوكرانيا، مضيفاً أن الولايات المتحدة "ستدفع الصين إلى اتخاذ نهج أكثر إيجابية بشأن كلا الحربين".
وتولي واشنطن اهتماماً لقدرة الصين في التأثير على إيران، إذ أجرى بلينكن، خلال زيارته القصيرة الأسبوع الماضي إلى الشرق الأوسط، اتصالاً هاتفياً مع وانج، طلب منه استخدام نفوذ بكين في المنطقة لضمان عدم اتساع نطاق رقعة الصراع.
ودعت الصين باستمرار لضبط النفس ووقف إطلاق النار، رداً على القصف الإسرائيلي لغزة في أعقاب هجمات "حماس" التي أسفرت عن مقتل 1400 إسرائيلي، ولكنها زادت أيضاً من حدة انتقاداتها لإسرائيل.
وسيكون وانج أعلى مسؤول صيني يزور الولايات المتحدة قبل الاجتماع المتوقع بين الرئيس جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج في سان فرانسيسكو نوفمبر المقبل، كما ستكون الزيارة التي طال انتظارها بعد أن زار العديد من كبار المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك بلينكن، بكين هذا الصيف.
وتتركز الأولوية القصوى لواشنطن على ضمان ألا تتحول المنافسة الشديدة بين أكبر اقتصادين في العالم إلى صراع، إذ يختلف البلدان حول مجموعة من القضايا من التجارة إلى تايوان وبحر الصين الجنوبي.
معسكر الصين وروسيا
ووضعت الأزمة، الصين وروسيا في معسكر منفصل عن الولايات المتحدة بشأن الصراع، إذ تشترك بكين وموسكو في نفس الموقف المتمثل في أن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني لم تلب، بينما نددت الولايات المتحدة بهجوم "حماس" وتدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وقالت صحيفة "جلوبال تايمز"، التي تديرها الدولة إن الصين، التي دعت مراراً إلى وقف إطلاق النار، أوضحت أيضاً أن سفنها الحربية في الشرق الأوسط تقوم بمهام حراسة روتينية وزيارات ودية دون أي تدخل في الصراع.
وأضافت الصحيفة أن المتحدث باسم السفارة الصينية في الولايات المتحدة دعا إلى وضع حد "للضجة غير المبررة" حول نشر سفن حربية صينية في الشرق الأوسط، رداً على تقارير حول تمركز عدة سفن حربية في المنطقة.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينجيو، قوله إن "أسطول البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني أبحر في مهمة مشتركة، ويجري زيارات ودية للدول المعنية"، مضيفاً: "ينبغي على الأطراف المعنية احترام هذه الحقائق ووقف المبالغة التي لا أساس لها".