قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن حركة "حماس" الفلسطينية ليست "منظمة إرهابية" بل جماعة تحرير تشن معركة الدفاع عن أرضها، معلناً إلغاء زيارة مقررة لإسرائيل، مقترحاً تنظيم مؤتمر دولي للسلام بين الجانبين.
وأضاف في كلمة له أمام نواب حزبه في البرلمان: "استغلت إسرائيل النوايا الطيبة لتركيا. إسرائيل تتصرف كمنظمة إرهابية، وليس كدولة، وهذا لن يكون موضع تقدير من قبلنا".
وتابع: "لا تدافع إسرائيل عن نفسها، بل ترتكب جرائم ضد الإنسانية، وعلى العالم أجمع أن يتحرك لوقف هذه الأعمال الهمجية"، مشدداً على ضرورة أن توقف هجماتها على غزة، وأن تتوقف الهجمات على الأراضي الإسرائيلية أيضاً.
وحض الرئيس التركي إسرائيل على "الاستجابة لدعوات السلام وإبقاء معبر رفح الحدودي مفتوحاً أمام المساعدات الإنسانية"، فيما طلب وقف ما وصفه بـ"الإرهاب الاستيطاني في رام الله وأماكن أخرى".
كما حذر أطرافاً غير إقليمية من دعم إسرائيل، قائلاً: "على الأطراف غير الإقليمية التوقف عن صب الزيت على النار دعماً لإسرائيل"، مطالباً بـ"وقف فوري لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين وإفراج عاجل وفوري عن الأسرى".
عجز أممي
وأكد أردوغان على مواصلة استخدام "كافة الوسائل السياسية والدبلوماسية والعسكرية اللازمة"، مشيراً في هذا الصدد إلى استعداد بلاده لتكون ضامناً للجانب الفلسطيني"، وقال إن "نظام الضمانات المقترح هو الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق الاستقرار على المدييْن القصير والمتوسط".
كما اقترح تنظيم مؤتمر دولي للسلام بين إسرائيل وفلسطين، داعياً الدول العربية إلى تقديم الدعم المعنوي والمالي لذلك الأمر، في حين حض الشعب الفلسطيني على "الاتحاد للعمل كوحدة واحدة من أجل حل الدولتين".
وتطرق أردوغان إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، قائلاً إنهما بحاجة إلى "إصلاح ليكونا أكثر شمولاً".
ونشب خلاف بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي في نيويورك، الثلاثاء.
وقال جوتيريش في كلمته أمام جلسة خاصة للمجلس بشأن الشرق الأوسط، إن "هجمات حماس لم تحدث من فراغ. لقد عانى الشعب الفلسطيني من احتلال خانق على مدى 56 عاماً"، ودعا إلى حماية المدنيين، وهو ما رد عليه كوهين في كلمته بالقول "سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش؟".
وعقب الاجتماع، أعلن كوهين إلغاء اجتماع كان مقرراً مع جوتيريش في نيويورك. وكتب كوهين على منصة "إكس": "لن أجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة. بعد السابع من أكتوبر لا يوجد هناك مجال لنهج متوازن. يتعين محو حماس من على وجه الأرض".
وخلال كلمته في الجلسة، دعا جوتيرش إلى حماية المدنيين في غزة، معرباً عن قلقه بشأن "الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي" في قطاع غزة.
وقال جوتيريش لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنه في "لحظة حاسمة كهذه" من المهم أن يكون واضحاً أن للحرب قواعد، انطلاقاً من المبدأ الأساسي المتمثل في احترام المدنيين وحمايتهم.
وبينما قال جوتيريش "من المهم أن ندرك أيضاً أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ. لقد عانى الشعب الفلسطيني من احتلال خانق على مدى 56 عاماً"، استدرك قائلاً: "لكن مظالم الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تكون مبرراً للهجمات المروعة التي شنتها حماس. وهذه الهجمات المروعة لا يمكن أن تكون مبرراً للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".