كيف أخفت "حماس" خطتها لهجوم 7 أكتوبر عن "أعين" إسرائيل؟

خطوط هواتف داخل الأنفاق سمحت للحركة بالتواصل

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي قال إنها تابعة إلى أحد الأنفاق عبر الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة قرب كيسوفيم. 18 يناير 2018 - Reuters
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي قال إنها تابعة إلى أحد الأنفاق عبر الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة قرب كيسوفيم. 18 يناير 2018 - Reuters
دبي-الشرقالشرق

أشارت معلومات استخباراتية شاركتها إسرائيل مع الولايات المتحدة إلى أن خلية صغيرة من مقاتلي حركة "حماس" خططت للهجوم المفاجئ والواسع النطاق على محيط قطاع غزة في 7 أكتوبر الجاري، عبر شبكة خطوط هواتف بدائية مدمجة داخل شبكة أنفاق تحت القطاع، وذلك على مدى عامين، وفق ما أوردته شبكة "CNN".

وقالت مصادر مطلعة للشبكة إن خطوط الهواتف الممتدة داخل الأنفاق سمحت لعناصر "حماس" بالتواصل "سراً" مع بعضهم البعض، وعدم تتبعهم من قبل مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية.

وأضافت المصادر أنه على مدار عامين من التخطيط، استخدمت الخلية الصغيرة التي كانت تعمل داخل الأنفاق، شبكة الخطوط الأرضية "للتواصل والتخطيط للعملية، وظل الأمر طي السرية، حتى حان وقت التنفيذ ودعوة المئات من مقاتلي الحركة لشن هجوم 7 أكتوبر". 

وأوضحت أن هذه العناصر "تجنبت استخدام أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة خلال العامين، حتى لا يتم اكتشاف أمرهم من قبل الاستخبارات الإسرائيلية أو نظيرتها الأميركية".

ونفذت "حماس" هجوماً مباغتاً على مدن وبلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة قبل أكثر من أسبوعين، ما أسفر عن سقوط 1400 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 200 رهينة، إلى جانب تصاعد المخاوف بشأن اتساع نطاق الصراع في المنطقة. وفي المقابل ترد إسرائيل بقصف جوي ومدفعي على القطاع ما أودى بحياة أكثر من 6 آلاف، بينهم 2704 أطفال، وإصابة الآلاف، وتدمير بنى تحتية.

"متاهة واسعة"

وكشفت المعلومات الاستخباراتية كيف أخفت "حماس" التخطيط للعملية من خلال "تدابير مكافحة التجسس القديمة"، مثل عقد اجتماعات التخطيط بالحضور المباشر، والبقاء بعيداً عن وسائل الاتصال الرقمي التي يمكن للإسرائيليين تتبع إشاراتها، واستخدام خطوط الهواتف الأرضية الممتدة عبر الأنفاق بدلاً منها. 

وانتظرت "الخلية الصغيرة" حتى قبيل بدء الهجوم لإعداد مجموعة كبيرة من المقاتلين فوق الأرض لتنفيذ عمليتها، إذ أكد أحد المصادر أنه على الرغم من أن قادة ومقاتلي الوحدة الأرضية "تدربوا لعدة أشهر، وكانوا في حالة استعداد عام"، إلا أنه لم يتم إبلاغهم بخطط الهجوم إلا "في الأيام الأخيرة السابقة للعملية".

وأضاف المصادر: "هكذا يتم تقسيم المهام والمحافظة على أقصى حالات التأهب"، في إشارة إلى ما حدث في مراحل تجهيز وتنفيذ العملية"، وبحسب CNN، فإن هذه الأنفاق تشكل "متاهة واسعة" يتم استخدامها لتخزين الصواريخ والذخيرة، كما توفر طريقاً للمسلحين للتحرك من دون أن يلاحظ أحد.

بدوره، قال الجيش الإسرائيلي إن الأنفاق تحوي أيضاً "مراكز قيادة حماس الحيوية". ويشير الجيش إلى الأنفاق التي بنتها "حماس" على مدى الأعوام لـ 15 الماضية باللغة العامية باسم "مترو غزة".

ورغم رصد المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين "بعض التدريبات التي كانت تجري فوق الأرض"، إلا أن ذلك "لم يقرع أجراس الإنذار"، إذ اعتقدوا حينها أن حماس "تدرب عناصرها دائماً على هذا النحو.. ولا يبدو الأمر مختلفاً هذه المرة"، وفقاً لما قاله أحد المصادر لـ"CNN". 

دور إيراني

في السياق أفاد مصدر آخر مطلع على أحدث المعلومات الاستخباراتية، بأن إيران "ساعدت (حماس) على تطوير تكتيكات أمنها العملياتي على مر السنين، رغم أن الاستخبارات الأميركية لا تعتقد أن لها دوراً مباشراً في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر".

ولفتت CNN أيضاً إلى أن إسرائيل كانت "على علم بأن المسلحين الفلسطينيين يستخدمون أنظمة الاتصالات الأرضية قبل الهجوم". 

وفي هذا الصدد، قال مسؤول إسرائيلي إن جيش بلاده "واجه ما بدا أنه نوع مماثل لنظام الاتصالات الذي استخدمته حماس لدى مداهمته مدينة جنين في شمال الضفة الغربية خلال الصيف الماضي".

وأضاف أنه "عندما تقدمت القوات الإسرائيلية كجزء من ما أُطلق عليه (عملية المنزل والحديقة)، اكتشفت وجود خطوط اتصال آمنة وكاميرات مراقبة مغلقة الدوائر لإعطاء إنذار مسبق بتحركات القوات الإسرائيلية". 

وفي ذلك الوقت، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب "مركز قيادة العمليات المشتركة الذي كانت تستخدمه الخلايا المسلحة في جنين"، مشيراً إلى أنه كان يُستخدم لأغراض "المراقبة والاستطلاع المبكر" إلى جانب "التنسيق والاتصالات بين الإرهابيين". 

تصنيفات

قصص قد تهمك