أبدى حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية جافين نيوسوم، الأربعاء، خلال لقائه الرئيس الصيني شي جين بينج، تفاؤلاً بتحول العلاقات بين أكبر قوتين اقتصادين في العالم، إذ تشهد العلاقة توتراً بسب عدد من القضايا الخلافية بين الجانبين.
وقال نيوسوم في تصريحات لشبكة "CNN" بعد اجتماعه مع شي جين بينج في بكين: "علينا أن نخفض التوتر وإدارة خلافاتنا الاستراتيجية.. علينا التوفيق بين خطوطنا الحمراء الاستراتيجية.. الانفصال ليس خياراً".
وأضاف حاكم ولاية كاليفورنيا أنه يرى الولايات المتحدة والصين "مترابطتين"، ولكن التباطؤ الاقتصادي المستمر في بكين من المحتمل أن يكون قد وضع المزيد من الضغط عليها مؤخراً.
ويعد نيوسوم، أول حاكم ولاية أميركي يجتمع مع شي جين بينج منذ 6 سنوات، إذ توجه إلى الصين في زيارة تستغرق أسبوعاً، بغرض تعزيز العمل بشأن تغير المناخ، كما تعد بكين أكبر شريك تجاري لكاليفورنيا، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية نحو 166 مليار دولار في العام 2022، وفقاً لبيانات الولاية الرسمية.
وتأتي رحلة حاكم كاليفورنيا في وقت لا تزال فيه التوترات بين البلدين "مرتفعة"، خصوصاً في ما يتعلق بفرض ضوابط الصادرات من كلا الجانبين على الإمدادات التكنولوجية الحيوية، مثل أشباه الموصلات والمعدات اللازمة لإنتاجها.
وتشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً بشأن قضايا عدة، بما في ذلك تحركات الصين حول تايوان، ورفضها إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، إضافة إلى قلق الصين بشأن التحالفات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتحركات إدارة جو بايدن لتقييد الاستثمارات الأميركية في قطاعات صينية.
"ذوبان الجليد"
ورأى نيوسوم أن اجتماعه مع الزعيم الصيني يعد "مؤشراً على ذوبان الجليد" بين البلدين، قائلاً: "إننا ندخل، كما أتمنى، مرحلة جديدة"، إذ أجرى أيضاً سلسلة اجتماعات مع العديد من المسؤولين الصينيين رفيعي المستوى.
وأضاف أنه "عزز الرسالة نفسها في اجتماعاته مع القادة الصينيين"، قائلاً: "المنافسة جيدة، إنها صحية، لكن إزالة المخاطر تختلف تماماً عن الفصل.. الأمر ليس أكثر من تنويع".
وتابع: "الإنجازات في العلاقات بين البلدين لم تتحقق بسهولة، ومن ثم يجب الاعتزاز بها"، كما أعرب شي جين بينج عن أمله في أن تساعد زيارة الحاكم الأميركي للصين على استقرار العلاقات الأوسع، بحسب CNN.
في الأشهر الماضية، سافر عدد من كبار المسؤولين الأميركيين إلى الصين، فيما أكدوا مراراً أنهم لا يسعون إلى الانفصال عن بكين، وأشاروا إلى الحاجة إلى "الحد من المخاطر"، أو الحد من اعتمادها على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويبدو أن الزيارة قد ولدت بالفعل بعض النوايا الحسنة، خاصة بعد زيارة نيوسوم إلى مدينة شنتشن بجنوب الصين الثلاثاء، إذ قام برحلة تجريبية في سيارة دفع رباعي ذاتية القيادة تابعة لشركة BYD، أكبر شركة صينية لصناعة السيارات الكهربائية، وأشاد خلالها بتكنولوجيا الشركة.
ودخلت إدارة نيوسوم في شراكة مع BYD في الماضي، إذ أرسلت ذراع شركة صناعة السيارات الملايين من أقنعة N95 إلى كاليفورنيا في الأيام الأولى من جائحة كورونا، وفقاً لبيان سابق من نيوسوم. وحققت الولاية الأميركية ثقلاً اقتصادياً ضخماً، إذ سجلت 3.6 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022.